سحر القهوة: أكثر من مشروب… رفيقة يوميّة للبنانيين
- يللا اليوم

- 27 سبتمبر
- 1 دقيقة قراءة

يللا اليوم - في لبنان، لا تُعتبر القهوة مجرّد مشروب يوقظ الحواس، بل هي طقس يومي يختصر الكثير من المعاني. فالفنجان الصغير الذي يُقدَّم صباحًا أو بعد الظهر يجمع بين دفء اللقاء وصدق الكلام، ويُترجم عادات متوارثة عبر الأجيال.

يقول البعض إنّ القهوة مرّة كالحياة، لكنّ اللبنانيين يعرفون أنّ وراء مرارتها نكهة لا تُضاهى، تمامًا كما أنّ وراء التحديات اليومية بريق أمل لا ينطفئ. هي مناسبة للجلوس مع الأهل، فرصة للدردشة مع الأصدقاء، وحتى لحظة تأمّل في عزلة الفرد مع ذاته.

ثقافة القهوة في لبنان مرتبطة أيضًا بالكرم والضيافة. فالضيف يُستقبل بفنجان قهوة، وكأنّها بطاقة دخول إلى البيت والقلب معًا. وفي المناسبات المختلفة، حاضرة على الطاولة لتواكب الأفراح والأحزان على السواء.
والأجمل أنّ القهوة لم تفقد مكانتها في زمن السرعة والتكنولوجيا. فمع كل التغيّرات، يبقى للبنانيين موعد ثابت مع فنجانهم الصغير، يحمِل في طيّاته أسرارهم، أحاديثهم، وحتى حكمتهم اليومية.
فنجان القهوة إذن ليس مجرّد سائل أسود، بل هو رمز للهوية، وذاكرة جماعية تصونها البيوت والمقاهي والطرقات. وربما هنا سرّ سحرها: أنّها تُشبه اللبناني نفسه، قويّة المذاق، صادقة الحضور، وتترك أثرًا لا يُمحى.










تعليقات