top of page

اغتيال شارلي كيرك: رصاصة سياسية في قلب أميركا

  • صورة الكاتب: Nader Abou Maachar نادر أبو معشر
    Nader Abou Maachar نادر أبو معشر
  • 11 سبتمبر
  • 2 دقيقة قراءة
ree

يللا اليوم - الولايات المتحدة - 10 أيلول 2025 دخل التاريخ الأميركي كلحظة صادمة: اغتيال الناشط المحافظ شارلي كيرك برصاصة قنّاص خلال فعالية في الهواء الطلق بجامعة Utah Valley في يوتاه. الخبر الذي أكدته وكالة رويترز لم يكن مجرد حادث أمني، بل اغتيال سياسي موصوف، أُطلق في وضح النهار أمام جمهور من الشباب.

القصة ليست في أين وقف كيرك أو من أي سطح جاء الرصاص. المحور هو أنّ شخصية صاعدة في الخطاب اليميني، مؤسس Turning Point USA، ورجل بنى نفوذه وسط الجامعات، أُسقط بالرصاص في مشهد مفتوح، كأنّ الديمقراطية الأميركية عُرضت فجأة كهدف مكشوف.

ردود الفعل، كما نقلت الأسوشييتد برس، لم تترك مجالاً للبس: الحاكم الجمهوري في يوتاه وصف ما جرى بـ"اغتيال سياسي"، والرئيس الأميركي دونالد ترامب نعى كيرك بوصفه "أسطورة"، مؤكداً أنّ ما حصل لحظة مظلمة في التاريخ الأميركي. الغارديان البريطانية رأت في الحادث مؤشراً على خطر التصعيد السياسي، فيما ذهبت BBC إلى أنّ الرصاص لم يقتل شخصاً فقط، بل ضرب قلب النقاش الديمقراطي.

الإعلام العالمي تحرّك كلٌ من زاويته: في كندا، كتبت CTV News عن الخوف من انتقال عدوى العنف السياسي شمالاً. في فرنسا، تناولت لوموند شخصية كيرك وتأثيره على جيل الجامعات. أما في الشرق الأوسط، فوصفت الجزيرة الحادث بتفاصيله، فيما أبرزت الشرق الأوسط موقف السلطات الأميركية وتسميته "اغتيالاً سياسياً". في روسيا، قالت تاس إنّ ما جرى يعكس تفكك الداخل الأميركي، بينما اعتبرت شينخوا الصينية أنّ الحادث يكشف هشاشة البنية السياسية في واشنطن.

لكن الأهم من كل هذا: ما الذي يعنيه أن يُقتل شارلي كيرك علناً؟إنه إعلان صريح أنّ الانقسام السياسي في أميركا لم يعد مجرد خطابات نارية أو معارك انتخابية، بل وصل إلى مرحلة السلاح. لم تعد المسافة بين الميكروفون والرصاصة بعيدة. العالم يراقب، والأميركيون أمام مرآة جديدة، فيها صورة قاتمة لديمقراطية تهتزّ على وقع العنف السياسي.

ولعلّ الخاتمة تحمل وقعاً أشد: هذا الاغتيال يأتي بعد أشهر فقط من محاولة اغتيال الرئيس دونالد ترامب خلال جولته الانتخابية. التشابه بين الجريمتين لا يطرح سؤالاً عن الانتخابات وحدها، بل عن جوهر الديمقراطية نفسها: هل ما زال مكان السياسة الحقيقي في قوة المنطق والحوار السلمي؟ أم أنّ الرصاص صار يتقدّم على حرية التعبير كوسيلة لحسم الخلاف؟

يبقى السؤال مفتوحاً أمام العالم: ما قيمة الديمقراطية إذا خسرَت سلاحها الوحيد — الكلمة؟

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page