هل تحولت كوبا إلى بؤرة لأخطر الفيروسات في الكاريبي؟… وتوصيات الحكومة الكندية للمسافرين

يللا اليوم - تعيش كوبا في تشرين الأول 2025 أزمة صحية غير مسبوقة، بعدما أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) ووسائل إعلام دولية أنّ الجزيرة تواجه انتشارًا متزامنًا لثلاثة فيروسات خطيرة هي أوروبوش (Oropouche) وشيكونغونيا (Chikungunya) والضنك (Dengue)، ما جعلها، بحسب صحيفة El País الإسبانية، في قلب «أخطر أزمة وبائية في تاريخها الحديث».

ووفق تقارير المنظمة العالمية للصحة، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة بفيروس أوروبوش ستمئة حالة منذ ظهوره عام 2024، مع تسجيل انتشار في جميع المحافظات الخمس عشرة. ويُعرف هذا الفيروس بأنه يُنقل عبر ذبابة صغيرة تُسمّى Culicoides paraensis ويسبّب حُمّى مرتفعة، وآلامًا في المفاصل والعضلات، وصداعًا شديدًا، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات عصبية.

أما وكالة رويترز فوصفت الوضع بأنه «معركة شاقة» تخوضها السلطات الكوبية في ظل نقص الموارد اللازمة لمكافحة الحشرات الناقلة، فيما ذكر مركز السيطرة على الأمراض الأميركي (CDC) أنّ بعض المسافرين العائدين من كوبا نُقلوا إلى المستشفيات بعد تأكيد إصابتهم. كما سجّلت محافظة ماتانزاس في تموز 2025 بؤرة جديدة لفيروس شيكونغونيا الذي ينقله بعوض Aedes aegypti المسبّب أيضًا لحمّى الضنك.

توصيات الحكومة الكندية الرسمية

بحسب وكالة الصحة العامة الكندية (PHAC) والشؤون العالمية الكندية (Global Affairs Canada)، فإنّ كندا تقيّم خطر الإصابة بفيروس أوروبوش أثناء السفر إلى كوبا بأنه منخفض إلى معتدل، لكنها تؤكد على أهمية اتباع الإرشادات التالية:

• الاستشارة الطبية المسبقة: يُنصح بزيارة عيادة السفر قبل 6 أسابيع على الأقل من الرحلة لتحديث اللقاحات والحصول على النصائح الشخصية.

• الحماية الشخصية من اللدغات: ارتدِ ملابس طويلة الأكمام، واستخدم طارد الحشرات، وتجنّب الأماكن المفتوحة خلال الغروب والفجر.

• تأجيل السفر للحوامل: تُوصي الكنديات الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل بتأجيل السفر غير الضروري إلى المناطق التي ينتشر فيها فيروس أوروبوش.

• تأمين السفر: تؤكد الحكومة الكندية على ضرورة وجود تغطية تشمل الطوارئ الطبية والإجلاء إلى كندا في حال تطور الحالة الصحية.

• المراقبة بعد العودة: في حال ظهور أعراض الحُمّى أو الطفح الجلدي بعد العودة من كوبا، يجب إبلاغ الطبيب بتاريخ السفر فورًا.

وتشير الحكومة الكندية إلى أنّ التزام المسافرين بهذه التدابير يقلل بشكلٍ كبير من احتمال الإصابة، خصوصًا خلال موسم الأمطار حيث يزداد نشاط الحشرات الناقلة.

وسط هذه الأزمة الوبائية، يرى المراقبون أنّ كوبا تواجه اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على السيطرة على الأمراض المنقولة بالحشرات في ظل ضعف الإمكانات الطبية، بينما تؤكد السلطات الكندية أنّ الوقاية والتأمين الصحي والوعي المسبق تبقى أفضل وسيلة لحماية المسافرين.