توازن دقيق بين العمل والعائلة: كيف ينجح الأهل في توزيع وقتهم؟

يللا اليوم - يشكّل التوفيق بين الحياة المهنية والحياة العائلية تحديًا يوميًا للآباء والأمهات، خاصة في ظل تزايد الضغوط وسرعة الإيقاع اليومي. تتطلب المعادلة الناجحة قدرة على التنظيم، وتوزيعًا مدروسًا للوقت بين الأولاد، المنزل، العمل، والترفيه، من دون إهمال الوقت الشخصي لكل طرف.

غالبًا ما يبدأ التنظيم الفعّال بتحديد الأدوار داخل الأسرة. تحديد من يقوم بمرافقة الأولاد، من يهتم بالوجبات، ومن يتابع تفاصيل الدراسة، يسمح بتخفيف الضغط وتفادي الفوضى. ويُعتبر تخصيص وقت عائلي يومي — حتى وإن كان قصيرًا — عاملاً أساسيًا في تعزيز الروابط الأسرية، شرط أن يكون خاليًا من الشاشات والانشغالات الجانبية.

الأنشطة الترفيهية أيضًا تلعب دورًا مهمًا. خروجة بسيطة أو نزهة عائلية نهاية الأسبوع تساهم في كسر الروتين وتجديد الطاقة. وبالموازاة، يحتاج كل من الأم والأب إلى وقت خاص لاستعادة توازنه الذاتي، سواء عبر الرياضة أو المطالعة أو مجرد استراحة هادئة.

أحد أبرز المفاهيم التي يتوجب التخلّي عنها هو السعي للكمال. التناغم بين الجوانب المختلفة للحياة لا يعني إتمام كل شيء بشكل مثالي، بل الحفاظ على الأولويات والمرونة في التصرّف.

التوازن ليس حالة ثابتة، بل قرار يومي يتطلب وعيًا وتنسيقًا مستمرًا. والعائلة التي تنجح في إدارة وقتها، غالبًا ما تنجح في بناء استقرار طويل الأمد قائم على المشاركة والثقة.

د. أميرة حايك

الصورة: taylor-hernandez-NK-N6coeI5Y-unsplash