فيرجيني دوفور: صوت نسائي ثابت في Mille-Îles ومثال للسياسة الملتزمة بخدمة الناس
- الفرد بارود
- 25 مارس
- 2 دقائق قراءة

يللا اليوم - لافال - في المشهد السياسي في كيبيك، تبرز شخصيات يصعب اختزال حضورها في مجرد مناصب أو عناوين. فبعض السياسيين يحملون رسالة تتجاوز السياسة بمعناها التقليدي، وينخرطون في العمل العام بدافع الالتزام، لا الطموح الشخصي. فيرجيني دوفور تنتمي إلى هذا النوع من الأشخاص. هي نائبة Mille-Îles في الجمعية الوطنية، وواحدة من الأصوات التي تثبت يومًا بعد يوم أن العمل السياسي يمكن أن يكون إنسانيًا، صادقًا، وقريبًا من الناس.
بدأت مسيرتها في مجال المعلوماتية، وامتدّ عملها ليشمل تجارب داخل كندا وخارجها، أبرزها إقامتها المهنية لمدة أربع سنوات في تشيلي. هذه المرحلة لم تكن مجرّد تجربة عمل، بل فرصة لاكتشاف ثقافات أخرى، وفهم أعمق للعالم، واكتساب حسّ مرهف تجاه التحديات التي تواجه المجتمعات المختلفة. هذا الانفتاح ترك أثرًا واضحًا على خياراتها لاحقًا، وساهم في تشكيل رؤيتها للعمل العام.
لكن خلف الشخصية السياسية، تقف امرأة تعيش حياة شبيهة بحياة كثيرين. أمّ لابنتين في سن المراهقة، تحبّ الطبيعة، وتمارس الزراعة المنزلية، وتولي البيئة اهتمامًا خاصًا. هذا الاهتمام لم يبقَ شغفًا شخصيًا، بل تحوّل إلى دافع قوي جعلها تطرح على نفسها سؤالًا بسيطًا وعميقًا في آنٍ معًا: "أيّ عالم أريد أن أتركه لابنتَيّ؟" هذا السؤال كان نقطة الانطلاق نحو التزام سياسي لم يتراجع منذ ذلك الوقت.
في عام 2013، اختارها سكان Sainte-Rose لتمثيلهم في المجلس البلدي، وهو المنصب الذي شغلته حتى عام 2021. خلال هذه السنوات، لم تكتفِ بدور تقني أو شكلي، بل كانت فاعلة في ملفات حساسة كالتخطيط العمراني، وتكنولوجيا المعلومات، والبيئة، ووضع المرأة. تعاملت مع هذه المسؤوليات بجديّة واهتمام، وسعت إلى أن تكون جزءًا من الحلول لا من المشكلات.
بعد مسيرتها في العمل البلدي، قررت أن تنقل هذا الزخم إلى مستوى أوسع. فانتُخبت في عام 2022 نائبة عن Mille-Îles تحت راية الحزب الليبرالي في كيبيك. ومنذ وصولها إلى الجمعية الوطنية، واصلت ما بدأته: الاستماع للناس، حمل قضاياهم، واقتراح الحلول. شغلت منصب نائبة القائد البرلماني للمعارضة الرسمية، وهي اليوم المتحدثة باسم الحزب في ملفات حيوية مثل السكن، والبيئة، ومكافحة التغير المناخي، والحياة البرية والمتنزهات، بالإضافة إلى ملفات خاصة بمنطقة لافال.
اهتماماتها واضحة: حماية البيئة، ضبط كلفة المعيشة، والدفاع عن وسائل نقل مشترك أكثر كفاءة وعدالة. تعمل بلا كلل، وتتابع تفاصيل الحياة اليومية في الأحياء التي تمثّلها: من Duvernay إلى Saint-Vincent-de-Paul، مرورًا بـVal-des-Brises وVal-des-Arbres. تسعى لتكون حاضرة حيث يحتاجها الناس، فتشارك في حملات لتوزيع المستلزمات المدرسية، وتدعم الجمعيات المحلية التي تؤمّن المساعدات الغذائية والخدمات الاجتماعية، وتتعاون مع أكثر من 60 منظمة مجتمعية في Mille-Îles.
ومؤخرًا، كانت من بين الأصوات التي طالبت بمراجعة عملية وعادلة لخرائط الفيضانات في لافال، وقدّمت اقتراحات مدروسة تخدم المواطنين وتحميهم من أعباء إضافية.
الذي يميّز فيرجيني دوفور ليس فقط ما تتولاه من مهام، بل طريقتها في العمل. فهي تؤمن أن العدالة البيئية والاجتماعية لا تُبنى بالخطب، بل بالجهد اليومي والتواصل الدائم مع الناس. لذلك، لا تكتفي بطرح الانتقادات، بل تسعى إلى تقديم بدائل حقيقية، مستندة إلى الواقع ومواكبة لحاجات المواطنين.
أهالي Mille-Îles يعرفونها أكثر من كونها نائبة. يرون فيها امرأة قريبة من مجتمعها، تستمع، وترد، وتتابع. وفي الجمعية الوطنية، صارت من الأصوات التي لا تمر مرور الكرام، لأنها تتكلم بصدق، وتدافع عن قضاياها بثبات، وتحمل هموم الناس إلى حيث تُتخذ القرارات.
لمن يرغب في التواصل معها أو طرح أفكار أو تساؤلات، يمكنكم دائمًا مراسلتها أو متابعتها عبر القنوات الرسمية. فيرجيني دوفور تضع التواصل مع المواطنين في صلب عملها، وتؤمن أن الإصغاء هو الخطوة الأولى لأي تغيير فعلي. صوتكم مهم... وهي هنا لتسمعه وتعمل لأجله.
بقلم الفرد بارود
Comentarios