عيد الأم... حين تتجلى المحبة في أسمى معانيها
- الفرد بارود
- 5 مايو
- 1 دقائق قراءة

يللا اليوم - في كل ربيع، تحلّ مناسبة عيد الأم حاملةً معها عبقًا من الوفاء والحنان، وعاطفة لا يُشبهها شيء. هذا العيد الذي نشأ في بدايات القرن العشرين ليكرّم الأم ويعيد الاعتبار لتضحياتها، بات اليوم لحظة تأمل في الدور الحقيقي الذي تقوم به الأم، ليس فقط في الإنجاب والرعاية، بل في بناء العائلة، حمايتها، وتوازنها الداخلي.
الأم ليست فقط من تسهر على صحة أولادها، بل هي من تُمسك بخيوط البيت الدقيقة، وتمنحه استقراره النفسي والعاطفي. هي الحضن الذي لا يغيب، والداعمة لزوجها في الأوقات الصعبة، والحارسة الصامتة التي تمنح عائلتها دفء الاستمرارية رغم قسوة الظروف.
لكن دورها لا يقوم على غريزة الأمومة وحدها. فجوهر عظمتها ينبع أيضًا من كونها زوجة صالحة، مسؤولة، متكاملة مع شريك حياتها. هذا التكامل لا يلغي الفوارق، بل يخلق توازنًا إنسانيًا فريدًا يجعل من البيت مكانًا صالحًا للنمو والاطمئنان.
ولا يتجلى هذا الدور ولا يبلغ تمامه، إلا إذا آمن الزوج بدورها، وارتقى هو بدوره ليعلو بها، لا أن يضعها في هامش الالتزامات. فالعائلة السليمة تقوم على الشراكة الحقيقية، حيث يُعلي الزوج من شأن زوجته، ويكرّس حضورها، ويدعم مسؤوليتها في كل تفصيل من تفاصيل البيت والحياة.
في عيدها، لا نحتفل فقط بالأم ككائن عاطفي، بل نحتفي بقدرتها على بناء الإنسان، بحكمتها، بتضحيتها، وبأنوثةٍ تمارس أمومتها بحزم وحنان، وتمنح الحياة طعمًا ومعنى.
لكل أم في هذا العالم، أنتنّ الحياة حين تضيق، والضوء حين يغيب، والركيزة التي لا تسقط.كل عام وأنتنّ بخير، وكل عام والعائلة تتجدد من قلبكنّ النابض.
الفرد بارود
الصورة: magdalena-smolnicka-ksjf0YcC4IA-unsplash

Comentários