الأخشاب المركّبة بين كندا وأميركا: من برج "Ascent" إلى خطط كارني لمواجهة أزمتي السكن والمناخ
- Nader Abou Maachar نادر أبو معشر

- 8 سبتمبر
- 1 دقيقة قراءة

يللا اليوم - كندا - تشهد صناعة البناء تحوّلاً لافتاً مع بروز الأخشاب المركّبة (Mass Timber) كخيار استراتيجي يجمع بين الاستدامة وسرعة الإنجاز. ففي مدينة ميلووكي الأميركية، يبرز برج Ascent بارتفاع 25 طابقاً كأطول مبنى في العالم يعتمد هذه التقنية، وفق ما ذكرته مواقع متخصّصة مثل Thornton Tomasetti وCleanTechnica. وقد شُيّدت الطوابق العليا من البرج بألواح خشبية متصالبة الطبقات (CLT) وعوارض ملصقة (Glulam)، بينما استندت القاعدة إلى ستة طوابق خرسانية. ويمثّل هذا المشروع نقلة نوعية، إذ يخزّن نحو 7,200 طن من ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل إزالة 2,400 سيارة من الطرق سنوياً، فضلاً عن اجتيازه اختبارات صارمة لمقاومة الحريق.
هذه التجربة العالمية تتقاطع مع التوجه الكندي نحو تبنّي الأخشاب المركّبة كحلّ مزدوج لأزمتي السكن والمناخ. وبحسب تقرير نشره موقع CleanTechnica، يسعى رئيس الوزراء مارك كارني إلى تنفيذ خطة لبناء 500 ألف وحدة سكنية سنوياً عبر نظام معياري قائم على المصانع الإقليمية لإنتاج مواد CLT بكميات ضخمة، في ما يشبه "ليغو البناء". وتهدف هذه الاستراتيجية إلى خفض الانبعاثات المتجسدة في مواد البناء التقليدية مثل الإسمنت والصلب، وفي الوقت نفسه إلى تسريع توفير مساكن بأسعار معقولة.
ورغم التحديات المرتبطة بسلاسل التوريد والمواد اللاصقة واللوجستيات، يرى خبراء أنّ كندا تملك جميع المقومات لتصبح قوة رائدة في هذا المجال بفضل مواردها الغابية وقدراتها الصناعية. وبين نجاح "Ascent" في الولايات المتحدة وخطط أوتاوا الطموحة، يبدو أنّ الأخشاب المركّبة تمهّد الطريق لثورة عمرانية جديدة قادرة على إعادة صياغة علاقة البناء بالبيئة والسكن.








تعليقات