
بعد الصلاة واستلهام الروح القدس، افتتح البطريرك أعمال المجمع، شاكرا الله تعالى الذي اختاره ليكون "أبا للسريان في جميع أنحاء العالم"، مقرنا
بدورهم، أكد أحبار الكنيسة "خضوعهم البنوي لرئاسة الكنيسة"، وأبدوا استعدادهم التام "للتعاون مع قداسته لما فيه خير الكنيسة وخلاص النفوس".
وعرض البطريرك افرام برنامج عمله المنشود روحيا وإنسانيا وإداريا واجتماعيا وعمرانيا، مؤكدا أن "أمام الكنيسة وأمامي الكثير من المهمات والواجبات والمسؤوليات علاوة على التحديات التي تواجه الكنيسة وأبناءها ليس فقط في الشرق الأوسط بل في بلاد الانتشار أيضا"، متطرقا إلى "العلاقة المميزة التي تربط أنطاكية وجوهرة التاج الأنطاكي الهند"، مشيدا ب"دور غبطة المفريان الرائد في الحفاظ على الإيمان والخضوع التام للكنيسة الأم بشخص رئيسها الأعلى". واستمع إلى آراء وتطلعات وآمال آباء المجمع المقدس.
وشكر آباء المجمع "العناية الإلهية التي سمحت بانعقاد هذا المجمع التاريخي في دمشق، عاصمة سورية والمقر الوحيد للكرسي الرسولي الأنطاكي"، مثمنين "كل الجهود والتسهيلات التي قدمتها الحكومة السورية الرشيدة من أجل إنجاح حفل تنصيب قداسة البطريرك، وإتمام رغبتهم بأن يلتئم هذا المجمع على أرض سورية الحبيبة".
وبالمناسبة، رفع آباء المجمع برقية شكر ومحبة إلى رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الاسد، شاكرين له اهتمامه بالسريان وقضاياهم، مصلين "لأرواح شهداء سوريا الأبرار"، ومتضرعين الله إليها "الأمن والسلام في القريب العاجل".
ثم ناقش المجتمعون أمورا كثيرة أبرزها، "قضية تغييب أخيهم نيافة الحبر الجليل مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم متروبوليت حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس ونيافة المطران بولس يازجي متروبوليت حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس".
وأكد البطريرك افرام أنه "لن يوفر جهدا، بالتعاون مع غبطة البطريرك يوحنا العاشر وجميع الأصدقاء والمعنيين بهذه القضية، للاسراع في فك أسرهما، طالبين من أبناء الكنيسة مضاعفة وتكثيف الصلوات من أجلهما".
كما ناقشوا "ضرورة إحياء الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية للسريان (سيفو 1915)، والتي ذهب ضحيتها ما يقارب النصف مليون سرياني". وقرر الآباء تشكيل لجنة أسقفية للتحضير لهذه الذكرى الأليمة. وناقشوا "أهمية تعليم ونشر اللغة السريانية التي قدسها السيد المسيح بفمه الطاهر، وإحياء التراث السرياني العريق".
ومن هنا، دعا آباء المجمع أبناءهم السريان "للتشبث بأرض الآباء والأجداد ونبذهم للهجرة ومخاطرها على الأمة السريانية"، مستنكرين "الهجرة القسرية التي يتعرض لها شعبنا في دول الشرق الأوسط".
وفي الحقل المسكوني، أكد البطريرك افرام أنه سيتابع "التعاون القائم بين كنيستنا والكنائس الشقيقة للوصول إلى الوحدة المسيحية التي يريدها الرب يسوع بأن يكون الجميع واحدا".
أما في مجال العلاقات المسيحية-الإسلامية، فقد شدد آباء المجمع على "أهمية العيش المشترك ونشر ثقافة قبول الآخر وهو خلاصة التعاليم السماوية".
وختاما، صلى الآباء المجمع من أجل حفظ الكنيسة ومؤمنيها، كما رفعوا الصلاة من أجل "نياحة نفس المثلث الرحمات قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص"، ودعوا الى ان "يحل السلام والأمن في جميع أرجاء المعمورة".
وحمل البطريرك افرام أعضاء المجمع "بركته الرسولية ومحبته الأبوية" لينقلوها إلى "أبنائه السريان في كل مكان".
ويستقبل البطريرك أفرام التهاني أيام الأربعاء والخميس والجمعة 4-5-6 حزيران 2014 في دار بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس في باب توما من الساعة الخامسة وحتى الثامنة مساء.