
تكنولوجيا الإنترنت أصبحت سلاحاً فعالاً في أيدي الشباب لمنافسة الإعلام التقليدي
بيروت – سجا العبدلي:
يؤكد الباحث خالد وليد محمود أن مراكز الأبحاث تؤدي دورا بارزا في دعم مؤسسات صنع القرار السياسي والسياسات الداخلية والخارجية للدول, واعداد الدراسات,
هل نستطيع القول أن الثورات العربية هي المحرك الأساسي للالتفاف العالمي الذي نشهده اليوم لأهمية شبكات التواصل الاجتماعي?
بداية لابد من الاشارة الى أن وسائل التواصل الاجتماعي كعوالم افتراضية ومدونات الكترونية وضعت أخيراً في الحسبان, لدى الشعوب والأنظمة بعد تجاهل سابق لها في الدول العربية, حيث باتت وسائل اتصال رئيسة مستخدمة في أنحاء شتى من العالم, استطاعت أن تزيد من مهارات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت, وتعزز تواجد عريض من الناس في محادثات وتجمعات الكترونية بين متصفحي الشبكة العنكبوتية, واستقطاب أعداد كبيرة من البشر بكافة الأعمار والتوجهات والاتجاهات والسياسات, ايذانا بانطلاقة مرحلة جديدة من التواصل.
ولقد أطرت شبكات التواصل الاجتماعي لعلاقات الكترونية أكثر عمقاً بين المتصفحين, تم فيها تبادل المعلومات والبيانات والآراء والأفكار في شفافية وحرية, وأصبحت احدى الوسائل المحورية للتعبير عن الرأي, لتصنع حراكاً اجتماعياً واقعياً, وتركيبة متداخلة بين أفراد وجماعات مختلفة ومتجانسة, وذلك هو الذي خلق صراعا تنافسيا بين المواقع الالكترونية العالمية مثل “جوجل ومايكروسوفت” سعياً لامتلاك تلك الشبكات التفاعلية.
عربيًا وفي السنوات الأخيرة, ومع انتشار وسائل الاعلام البديلة وأدوات الاتصال الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي, بدأ الشباب في العالم العربي يؤسسون لأنماط مشاركة جديدة مكنتهم من تجاوز الكثير من القيود التي فرضتها النظم العربية على حريات التعبير والتنظيم. لجأ هؤلاء الشباب الى شبكات التواصل الاجتماعي والى المدونات للتواصل مع بعضهم بعضا, وللتعبير عن عدم رضائهم عن الأوضاع القائمة, وكذلك لتنظيم فعاليات احتجاجية نجحت في كسر حاجز الخوف الذي فرضته النظم العربية على شعوبها لعقود طويلة.
بعد الاحتجاجات والثورات التي شهدتها بعض الدول العربية منذ اواخر 2010 لغاية اليوم سواء في تونس, مصر, ليبيا, اليمن وسورية,الخ, لم يعد السؤال عن الاتصالات الرقمية المعاصرة أو ما يسمى “الميديا الرقمية” ترفاً فكرياً. فقد دفعت هذه الثورات عن وسائط الاتصال الحديثة (شبكات التواصل الاجتماعي) الى قلب النقاش العام, وكانت بالفعل محركًا أساسيًا للالتفات العالمي لها.
هل كانت هذه الثورات ستأخذ هذا المنحى لو لم توجد أصلاً هذه الشبكات?
لا شك في أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تأصيل الثورات في تونس ومصر والى حد ما في سورية أيضًا; فالجماعات المنضبطة والمنسقة تمتلك ميزة على الجماعات غير المنضبطة; فهي تمتلك وقتاً للانخراط في الفعل الجمعي, ولها طريقة في توجيه سلوك أفرادها, والاعلام الجديد هو جزء من الواقع الجديد الذي يجري فيه العمل السياسي; ولكن لو جلس الجميع صباح مساء على مواقع التواصل الاجتماعي من دون وجود مسببات لما قامت أي من الثورات فالاعلام لا يغير وحدَه عقول الناس; حتى وان بث الآراء, بل يجـب لهذه الآراء أن تُتدَاول في وسط الجمهور, وفي الخطوة الثانية يتم تشكيل الآراء. وهذه هي الخطوة التي يستطيع بها الانترنت بشكل عام, والاعلام الاجتماعي بشكل خاص أن يُحدِثوا فرقا.
وسائل الاتصال الاجتماعي كان لها تأثير كبير في الثورات العربية, لكن بنفس الوقت لو جلس الجميع على فيس بوك وتويتر ويوتيوب لما قامت الثورات, الدور الرئيسي الذي لعبته هذه الوسائل هو قيامها بدور التعبئة الايديولوجية وحشد الجماهير وتجميع الجماهير والتنسيق بينهم وتنظيم المتظاهرين والترويج للرسالة ووسيلة لهجوم النشطاء على الأنظمة التسلطية الدكتاتورية وتشكيل الرأي العام وهنا كانت فعاليتها الأساسية.
نقاط الضعف والقوة
ما أبرز نقاط الضعف والقوة التي هيمنت على أجواء ظاهرة شبكات التواصل الاجتماعي?
رغم أن ثمة سلبيات لشبكات التواصل الاجتماعي كامكانية تعرضها لحالات من القرصنة أو الفشل في أنظمة الحماية, وهذا يعني امكانية وصول بعض الأشخاص لمعلوماتك كاملة بل وسجل مراسلاتك الخصوصاً, أو مثل الادمان على هذه المواقع, حيث تخلق شبكات التعارف جواً من المتعة والاثارة التي تجعل الشخص يرتبط بها. أو امكانية الوقوع في مغبة عمليات منظمة من النصب والاحتيال, حيث تنتشر في بعض هذه الشبكات مجموعات تصنع جواً من الثقة حول أحد الشخصيات الوهمية التي تطلب منك المال بناء على هدف معين قد يكون على سبيل الاستدانة أو ربما على سبيل الاستثمار كما الاعلام الاجتماعي وان جند شباباً مسيساً ومنخرطاً في الشأن العام يبقى في التحليل الأخير وسيلة افتراضية نخبوية, لا يمكنها أن تغني تماماً عن فعل الجماعات الحزبية والنقابية والشعبية على الأرض. ولا يمكنها منفصلة أن تحدد موازين القوى الاجتماعية والسياسية ومع ذلك ستبقى هذه الوسيلة ضرورية في المرحلة الانتقالية ومركزة الحراك ضد مؤسسات الاستبداد.
الا أن الميزة الأهم للاعلام الاجتماعي قدرته على الحشد والتعبئة وقدرته على تحرير الأفكار من احتكار أصحاب القوة والنفوذ, فبمقدار ما تمتلك من أفكار ابداعية بمقدار ما يكون لك تأثير, وهذا يعني أننا نتوجه نحو عالم أكثر عدالةً, يكون فيه تكافؤ فرص حقيقية ليعبر كل انسان عن رأيه دون وصاية من أحد عليه. وللتذكير فقد مارس شباب (الفيس بوك) أدواراً رقابية مهمة فضحت سوء استخدام السلطة والتعذيب في الكثير من القضايا, كما قام النشطاء باستخدام موقع اليوتيوب من أجل بث اللقطات والفيديوهات التي تكشف المستور وسلبيات أجهزة الدولة والأنظمة. ومن اهم سمات هذه الظاهرة أن حقبة احتكار المعلومة وتكميم الأفواه وقمع الحريات باتت شيئاً من سالف الزمان بعد أن أصبح موقع التواصل الاجتماعي الشهير “الفيسبوك”, الوسيلة الأكثر رواجًا للتعبير عن ما يدور في نفوس وقلوب الشعوب المكلومة والمظلومة. كما أن هذه الظاهرة كشفت للملأ نضالية وجذرية جيل جديد من الشباب, جيل لم يأت من العدم ولا يمكن اختزاله ضمن بعض نجوم المساحة الافتراضية التي تداولها الاعلام التقليدي مؤخرا. بل هو جيل أفرزته نضالات شبابية واجتماعية عفوية.جيل أحسن استخدام التقنية التكنولوجية التي عبرت مرة أخرى عن سطوتها, وقدرتها على تجاوز الخطوط العقيمة لمن يظنون أنهم يكممون الاعلام او يسيطرون عليه.
ولا نبالغ بالقول بأن مواقع التواصل الاجتماعي منحتنا فضاء كونيا لممارسة الرفض والتعبير بعيداً عن آليات المنع والقمع, فتحول الرفض الصامت الى رفض صارخ, ممنهج ولو افتراضياً, متحولاً بذلك من المعارضة الايديولوجية الى المعارضة “الميديولوجية” التي أثمرت في حركة وعي جديد قاد الثورة واسقط الاستبداد الذي استخف بقدرتها.لقد فهم العالم المتقدم, قيمة المواقع الاجتماعية التي تستقطب الملايين من الشباب وتيسر التواصل معهم, فاستغلها لتوجيه الشباب نحو خدمة القضايا الوطنية.
لقد أصبح للاعلام الاجتماعي اليوم دوراً أساسياً في نهوض الأمم وتقدُم الشعوب نحو تحقيق أهدافها, ووصل الأمر بالاعلام الحديث الى مستوى أصبح هو الفاعل والمؤثر الأقوى في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والانسانية على وجه العموم, وأوجد معياراً أخلاقياً, يدخل بشكل مباشر في المبادئ الانسانية ويشِكل سلطة معرفية; الأمر الذي دفع أبرز وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية الى تخصيص مساحات وصفحات ثابتة لمتابعة ما يجري على فضاء الانترنت, الوسيط الالكتروني الجديد الذي نجح في تحقيق ما عجزت عن تحقيقه كل وسائل الاعلام التقليديه منذ نشأتها وحتى اليوم. وقد جاءت أهمية الاعلام الشعبي الذي يديره الناس أنفسهم دون ترسيم أو تحديد أو تزويق, ويعبرون فيه عن كل ما يخطر ببالهم من أفكار بطريقة عفوية تلقائية متحررة من مقص الرقيب, هذا اللون الجديد من الاعلام أتاحه ظهور الانترنت خصوصاًً مواقعه التفاعلية مثل المنتديات والمدونات واليوتيوب والفيس بوك وغيرها, فلم يعد المواطن في موضع المتلقي السلبي, بل تحول الى موقع المبادرة والايجابية, والفعل.
ان ظهور الاعلام الشعبي أو الاعلام الجديد مثل, وباعتراف معظم الخبراء والمتخصصين, خطوةً مهمةً في مسار التقدم الانساني اذ كسر احتكار فئة قليلة من أصحاب المال والنفوذ السياسي لعملية توجيه تفكير الناس, ووزع حق إسماع الصوت على الناس جميعاً بشكل متساو, فلم يعد الاعلام الرسمي هو النافذة الوحيدة التي لا يمكننا رؤية العالم الا من خلالها, يوجهنا كيفما يشاء. كما لم يعد دور المواطن مقتصراً على تناول وجبة جاهزة من المادة الاعلامية تطبخها له هذه الوسيلة الاعلامية أو تلك, بل صار ناقداً ومشاركاً, يحلل ويوازن, ويشارك بالأفكار والأخبار, وبذلك أسقط الاعلام الشعبي أسلوب التلقين الماسخ لشخصية الانسان وكرامته, وصار الانسان متفاعلاً ومبادراً. بلا شك أننا نقف اليوم أمام ثورة اعلامية غير مسبوقة, شكلتها شبكات الكترونية أسقطت نظرية “حارس البوابة” المعروفة في الاعلام,اذ لم يعد هناك حاجة الى غربلة الأخبار وتحريرها وخضوعها لمقص الرقيب لتتوافق مع فكر الأنظمة السياسية.
قيمة مضافة
هل سينحصر يومًا دور وسائل الاعلام لتصبح الشبكات الاجتماعية بديلاً لها?
اعتقد أن الدور الذي اضطلعت به شبكات التواصل الاجتماعي في ثورات الربيع العربي خصوصاً في مصر وتونس أثبت قدرة هذا النوع من الاعلام على التأثير في تغيير ملامح المجتمعات,واعطاء قيمة مضافة في الحياة السياسية, وقرع جرس الانذار لمنافسة الاعلام التقليدي. خصوصاً, أن المؤشرات تدل على استمرارية هذا النوع من الاعلام الجديد, القائم على تكنولوجيا الانترنت والذي تحولت أدواته في يد الشباب الى سلاح فعال. وهو ما يمثل الوقود, الذي يعطي لهذه الوسائل النجاح والاستمرارية, في جاذبيتها وفاعليتها, وأثبت في الوقت نفسه قدرته على صناعة الأحداث.
كما أن جاذبية الاعلام الجديد وقدرته على جذب الناس بطريقة سحرية جعلت المستخدمين لتلك التقنية ينعمون بما أتاحت لهم من مساحة للتعبير ونوافذ للتواصل مع الآخر ومعرفة ثقافتة. وفي المستقبل القريب ستجد وسائل الاعلام التقليدية نفسها مجبرة على استنشاق نسيم الحداثة لتواكب الأحداث, والا فانها ستكون جزءا من الماضي البائس.
ما ابرز التغييرات الجذرية التي سيشهدها عالم هذه الشبكات?
الاعلام الجديد وما يحتويه من شبكات اجتماعية سيصنع فارقاً كبيراً في صناعة الاعلام في المستقبل من خلال سرعة نشر الأخبار ومصداقيتها المدعمة بالصوت والصورة, وزيادة مستوى الوعي ورفع مستوى المعرفة. وما نأمله على المستوى العربي أن يتم توظيف هذه الوسائل بشكل يساعد مجتمعاتنا على النهوض والرقي لصالح القضايا والهموم العربية, ويمكن أن يتخاطب من خلالها الساسة وصناع القرار مع الجماهير, فالقاعدة الأولى في نظام الاعلام الاجتماعي هي أن تنصت لكل ما يقال, ولا تتجاهل أياً مما يأتي اليك, فقد وفرت مثل هذه الوسائل آليات تواصل جديدة وفاعلة بين القيادات السياسية والاجتماعية وبين الجماهير, وتستطيع أن تقرأ ملامح المجتمع, وتقلباته, ونفسياته بوضوح وبدون تلوين أو تشويش. توقعات الخبراء تشير الى أن 80 في المئة من سكان العالم سيمتلكون بحلول العام 2015م هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو محمولة وهو ما يحتم سؤالا مشروعا ومنطقيا حول مستقبل العالم ومستقبلنا وحجم التحولات بسبب الطلب على الأجهزة الذكية واللوحية وأثرها على التواصل الرقمي حول العالم وما لذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية وثقافية. وعليه لا بد من ان تولي الدول هذا الموضوع أهمية بالغة وان يصار الى تدشين مراكز دراسات متخصصة لمستقبل التواصل الرقمي لمعرفة ورصد آثارها وتأثيراتها على مستقبل الشعوب والدول والمجتمعات.
من خلال تعمقك في البحث العلمي وصناعته اين هو في العالم العربي اليوم?
لا شك أن البحث العلمي يعاني في الدول العربية وضعاً صعباً للغاية, بالمختصر فان واقع البحث العلمي في الوطن العربي لا يزال دون المستوى الذي تتتمناه الشعوب العربية, فلم تتمكن هذه الشعوب لا بمجموعها ولا بأي جزء من اجزائها من الانتقال من حال العالم الثالث الى واقع العالم الصناعي, فوتيرة التطور الحاصل لدى الشعوب المتقدمة تزداد باضطراد مستمر بسبب التركيز على البحث العلمي بجميع أشكاله ودعم جميع حقوله وآلياته, بينما الهوة والفجوة التقنية تتسع بين الدول العربية وبين الدول المتقدمة. ومعاناة الوطن العربي في مجال البحث العلمي الذي لا يجد اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين والحكومات, انعكست سلباً على تصنيف الجامعات العربية, مقارنة بغيرها. ملف البحث العلمي عربيا ملف محزن يبدأ بقلة الامكانات التي تحول دون تحقيق الغايات, ولا ينتهي بنظام تعليم يخرج الكثير من الأميين بمعدلات يندى لها الجبين.
ما الدور الذي تلعبه مراكز البحوث العربية والعالم أجمع فيما يتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية للدول?
تؤدي مراكز الأبحاث دورا بارزا في دعم مؤسسات صنع القرار السياسي والسياسات الداخلية والخارجية للدول, واعداد الدراسات, وتحليل السياسات العامة والقضايا المهمة. وقد سُمِيت تلك المراكز بـ “الثينك تانكس” وأصبحت عاملا مهماً في تحديد أولويات القضايا الستراتيجية التي تواجه الولايات المتحدة. وأضحى لها تأثير مباشر وغير مباشر على مراكز صنع القرار هناك سواء كان ذلك على المستوى الداخلي أو الخارجي. وهو ما يظهر – على سبيل المثال – بصورة واضحة بالنسبة الى السياسة الخارجية الأميركية في العالم.
غير أن الدور الذي اضطلعت به المراكز البحثية في الوطن العربي, مختلفٌ عما هو عليه الأمر في الغرب وذلك بسبب المعوقات والمصاعب والتحديات التي تواجهها, ولأنها لم تتبوأ مكانها الحقيقي, ولم تمارس دورها الحيوي في المشاركة في صنع القرار أو في تقديم ما يلزم من مشورة ومن دراسات رصينة. وبدا دور معظمها “باهتا” وغير فاعل في عملية التنمية المجتمعية بكافة أبعادها, ليس بسبب عجزها عن أداء هذا الدور بل بسبب المعوقات الكثيرة التي تحيط بها, وعدم تكليفها بهذه المهام بحكم طبيعة الحياة السياسية العربية وطبيعة أنظمتها وبُعدها عن العمل المؤسَسي المعمول به في الولايات المتحدة والغرب.
ويتضح أن مراكز الأبحاث والدراسات تكتسب أهميتها وضرورة وجودها من الحاجة لها, ومن مقتضيات الضرورات السياسية والاقتصادية والاعلامية والأكاديمية والاجتماعية والتنموية وذلك “باعتبارها الطريقة الأمثل لايصال المعرفة المتخصصة, من خلال ما تقدمه من اصدارات علمية وندوات متخصصة, من شأنها أن تضاعف مستوى الوعي لدى صانع القرار والمؤسسات والأفراد, وتساعدهم على الربط بين الوقائع الميدانية واطارها العلمي النظري. ولا شك أن لمراكز الأبحاث بشكل العام دورا رياديا في توجيه عالم اليوم; بحكم أنها أداة مهمة لانتاج الكثير من المشاريع الحيوية التي تتصل بالدولة والمجتمع والفرد, ووسيلة لدراسة كل ما يتصل بتلك المشاريع وفق منهج علمي معرفي. كما تُعد مراكز الأبحاث من القضايا الوطنية المهمة والحيوية, التي تعكس اهتمام الشعوب بالعلم والمعرفة والتقدم الحضاري واستشراف آفاق المستقبل وهي الطريق لامتلاك مفاتيح المعرفة والتقدم والحضارة التي لن يتسنى الحصول عليها دون بحث علمي جاد ومهني تكون أدواته مراكز الأبحاث والدراسات.
حدثنا عن اصدارك الأخير “قلاع اللغة العربية ورياح الثورة الاعلامية,السياقات والتحديات”?
صدر هذا الكتاب عن دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة العام 2013 وأحاول من خلاله تسليط الضوء على أبرز الاشكالات والرهانات المطروحة اليوم في المجتمع العربي ووضع مقاربة اشكالية علاقة اللغة العربية بالاعلام الالكتروني, أو ما بات يسمى شبكات التواصل الاجتماعي.
ويبحث هذا الكتاب في جوهر تساؤل ملح في الخصوص, مؤداه سبب كون لهذا الاعلام أهمية وقيمة ناظمة لبنى المجتمع المختلفة, وطبيعة تأثير تلك الحقيقة, المباشر, على اللغة العربية, لاسيما أن الحديث في هذا الصدد, هو عن اللغة العربية في عصر الانترنت والعولمة.
الهدف الذي تطرق اليه الكتاب, هو ايجاد آليات تسمح بتقوية البنيات التحتية لاستخدام اللغة العربية على الانترنت, خصوصاً ضمن وسائل التواصل الاجتماعي, وذلك بما يتلاءم مع الخصوصيات اللغوية والحضارية العربية.
ref:al siayssa