
كان في استقبال الراعي في المطار ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزير العمل سجعان قزي، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المطرانان بولس صياح ومطانيوس الخوري، رئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزيف طربيه، الدكتور
وفي المطار، تحدث الراعي فحيا "رئيس الجمهورية"، شاكرا له إيفاده "الوزير قزي الى المطار".
سئل: لقد أخذت الزيارة للقدس للمشاركة في استقبال قداسة البابا فرنسيس حيزا كبيرا في الاعلام اللبناني والعربي، فهل بامكانكم توضيح الصورة لجهة الاصرار على القيام بهذه الزيارة؟
أجاب: "نشكر الله على الأيام التي عشناها في لورد مع فرسان مالطا. وأشكر رئيس فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي لإتاحة المجال لي للمشاركة في هذه الزيارة العالمية لفرسان مالطا، حيث شارك أكثر من 7000 مشارك من القارات الخمس، عدا السياح الذين غصت بهم لورد بهذه المناسبة. ومن لبنان شارك 200 شخص. وأنا هنا أقول إنني اكتشفت قيمة منظمة فرسان مالطا، التي تضم شخصيات لبنانية كبيرة رأيتهم كيف يخدمون المرضى ويهتمون بهم بفرح وحب وتواضع. لذلك، أقول إن خلاص لبنان ممكن عبر هؤلاء الأشخاص المخلصين. لقد صلينا واحتفلنا، وكان لبنان في السحاب. لقد شارك أكثر من 25 ألف شخص في قداس الأحد بوجود 3 كرادلة وعدد كبير من المطارنة والكهنة. وقام البطريرك الماروني بالتقديس باللاتينية، وكان لبنان في الطليعة وحديث كل الشعوب".
وقال: "كما العادة، كلما علا وجه لبنان وأطل معه البطريرك يبدأون في الداخل اللبناني بالحرتقات. وعلى سبيل المثال، نذكر الزيارتين الرسميتين لفرنسا، حيث التقيت في الأولى الرئيس ساركوزي. وعندما زرنا جنيف، وتحدثنا عن لبنان وأهمية دوره في المنطقة والشرق الاوسط، اختلقوا في الداخل أحاديث عن أن البطريرك استبعد المرشحين. وبالنسبة إلى الزيارة للاراضي المقدسة، نحن وأنتم نقول بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، وهذا يعني أن البطريرك له ولاية من تركيا إلى موريتانيا وعمقا الخليج العربي، وصولا إلى إيران والسعودية والعراق، فإلى حدود الهند. هذه كلها تحت الولاية البطريركية، وسيأتي بابا روما الذي هو رئيسي، رئيس الكنيسة الى الأراضي البطريركية التي أنا أجلس على كرسيها، فهل أبقى في بيتي؟ لدي واجب كنسي بأن أستقبل البابا، فأنا لست في الوفد البابوي المرافق له، إنما أستقبله في الأرض التي لدي ولاية عليها".
أضاف: "البابا سيزور الأردن، وفي الأردن نيابة بطريركية، وعلي أن أكون أنا في استقباله في الأردن. لدينا رعية وجالية مارونية هناك، وسيزور الأراضي المقدسة والقدس أولا، فالقدس هي مدينتنا نحن المسيحيين قبل كل الناس، وهي المدينة المقدسة أم الكنائس، والقدس العربية. وأنا ذاهب الى هناك لأقول بأعلى صوتي إنها مدينتنا، فلا يكفي أن نلقي الخطب عن القدس وأن نتغنى بها فقط، فأنا ذاهب الى هناك لأقول إنها مدينتنا نحن، فالقدس عربية ولدي صلاحية عليها. هناك نائب بطريركي في القدس، ولدي وكالة بطريركية فيها، ولدينا شعب ورعية هناك، فأنا ذاهب لأزور الرعية والشعب".
وتابع: "أنا ذاهب إلى الأراضي المقدسة الموجودة قبل أن توجد اسرائيل في 1948، ونحن موجودون في حيفا والجليل، حيث رعايانا هناك قبل أن تولد اسرائيل، كما قلت. وطالما كانت لدينا مطرانية صور والأراضي المقدسة، فهل يعقل أن يمنعني أحد من زيارة شعبي، فأنا كبطريرك مجبر على أن أقوم بمثل هذه الزيارة، والقانون يجبرني بأن أزور أبناء كنيستي كل 5 سنوات. هنا، يتشدقون بمعظمهم بالقضية الفلسطينية، وأنا ذاهب الى بيت لحم لأدافع عنها. وأثناء لقائي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس سأقول له: لديكم كل الحق بأن تكون لكم دولة مستقلة وأن يعود شعبكم الى أرضه ودياره. فهل هذا يشكل جرما في نظر البعض؟ لذلك، أتمنى على الشعب اللبناني أن يفهم ماذا يحصل، فالأرض أرضنا، وأنا لدي ولاية عليها، ولدينا قضية أعرف تماما كيف أحملها".
وأردف: بالنسبة إلى الشؤون السياسية، أعلم علم اليقين، أن لبنان هو بموقع عداوة مع اسرائيل، وزيارتي ليس لها علاقة بإسرائيل. فأنا لست ذاهبا الى اسرائيل، بل الى القدس والأراضي المقدسة، ولا علاقة لهذه الزيارة بالعدو الاسرائيلي، هذه علاقة الدولة اللبنانية، وهذا الأمر يعود لها وليس لي. لذلك، رفضت أن أقابل أحدا إطلاقا خلال هذه الزيارة. مع العلم أننا عندما نزور أي دولة نزور المسؤولين فيها، ما عدا في القدس. أما أن يحملني الرأي العام قضية ليست في ذهني كأنه يريد مني أن أعمل بالسياسة بالاكراه، فكيف لي والحال هذه أن أتفاهم معهم، وكل واحد أصبح يعتبر نفسه وصيا على البطريرك. إن البطريرك مرجعيته سينودس المطارنة الذين انتخبوه. فهذا الموضوع طرحته مع المطارنة وبالاتفاق معهم. ومن هنا أقول للبنانيين، أنا لم أهن أحدا، ولم أتناول أحدا في الصحف ووسائل الاعلام، ولم أتهجم على أحد. لذلك، أرجو من الجميع احترام مقام البطريرك، وليس مسموحا لأحد أن يكتب عن هذا الموضوع كما يشاء، فأنا لم أطلب رأي أحد بقبول أو عدم قبول القيام بهذه الزيارة للأراضي المقدسة، وأي شخص يجد نفسه محرجا أو متضايقا من رسالتي هذه بإمكانه ألا يزور بكركي، ومن يشعر بأنه سيصغر إذا زار بكركي فلا يأتي اليها، وأنا أطلب منه ذلك، فلا أريد أن ينزعج مني أحد، كما لا أريد أن يقول لي أحد ماذا علي أن أفعل. واجبي كراع للكنيسة أعرفه جيدا، وأعرف الدولة اللبنانية وأحترمها في حين أن غيري لا يحترمها، وأحترم السيادة والقرار للدولة اللبنانية، ولا أسمح لأحد بأن يحملني أمورا كأنه وصي علي، وليس لأحد أن يكون وصيا علي، ولا أحد يعلمني واجباتي، لأن واجباتي هي كنسية بالتفاهم مع سينودس المطارنة الذين انتخبوني، وهو وحده بإمكانه أن يسألني. وعلى كل حال، قراراتي معهم وبتصرفهم".
أضاف: "كفى تجنيا على البطريرك. ففي كل مرة أكون خارج لبنان وأحمل قضية لبنان بكل أوجهه في المحافل الدولية يخلقون لنا قضية صغيرة تثار في الاعلام. كم كنت أتمنى لو انتظروا عودتي الى بكركي لإيضاح الأمور، فلماذا هذه الحملة على البطريرك، وأنا خارج لبنان؟ فأنا موجود في بكركي، وأي شخص يريد أن يسألني عن أمر ما فليتفضل ويسألني، أما الذين هم غير راضين عن تصرفاتي فأنا أعفيهم من المجيء إلى بكركي. وسأكون واضحا مع الشعب اللبناني لأنني واضح مع الجميع، وأنا أحترم الكل، ولم أجرح بأحد في يوم من الأيام. أما أن يتم تناول البطريرك فهذا أمر لن أسمح به على الاطلاق".
أضاف: "كما تعلمون، منذ فترة طويلة، وأنا أطالب بانتخاب رئيس للجمهورية قبل 24 أيار، فلم أجد أي أصوات تساند البطريرك في هذه الصرخة. وكم قلت إننا لا نستطيع أن نصل الى فراغ، واعتبرت ذلك بمثابة جرم، ولم أسمع صوتا واحدا يساندني بذلك. فإذا كان يهمهم أمر البطريرك، خصوصا في الأمور الأساسية والوطنية، عليهم مساندته ودعمه، وسأبقى أطالب بانتخاب رئيس جديد للبلاد قبل 24 أيار، وأكرر أننا ضد الفراغ، وضد عدم عقد جلسات نيابية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، ومن يهمه مساندة البطريرك بذلك فعليه القيام بهذا الأمر. أما أن يحملوني أمورا عكس ما هي عندي، فهذه الأمور تصبح خارجة عن إطار الحدود".
وتابع: "من واجبي استقبال قداسة البابا في بيتي، وأن أقوم بواجباتي كبطريرك تجاه كنيستي، فشؤوني ليست سياسية، وليس لها أي علاقة بالسياسة، الدولة اللبنانية التي أحترمها تتعاطى الشأن السياسي مع الأسرة الدولية. أما أنا فأتعاطى الشأن الراعوي، والبطريرك عليه أن يتفقد رعيته وأبناءه كلهم. وأنا كبطريرك رئيسي الأعلى في الكنيسة سيزور الأرض التي أنا مسؤول عنها، وأنا مجبر على أن أكون في استقباله".