| |

استهل الحفل بالنشيد الوطني، الذي عزفته موسيقى قوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم زياد مراد، وقدم له الأب عبدو رعد، الذي قال: "أن اللقاء اليوم هو من أجل الخير، ليرتفع بالنوايا نحو الله وبالعمل الصالح للانسان نحو أخيه الإنسان، اليوم دينا وأمنا ودنيا تلونون الوطن بالحب والسلام"، داعيا "للوقوف جمعيا لنقول نعم للسلام في الوطن والمنطقة وكل العالم".
ثم كانت رسائل لرجال دين يمثلون الطوائف الإسلامية والمسيحية، بدأت برسالة رئيس الطائفة القبطية الأرثوذكسية في لبنان وسوريا الأب رويس الأورشليمي، الى رجال الدين، قال لهم فيها: "أنتم وكلاء الله على الأرض، فمن هو الوكيل الحكيم الأمين الذي يجمع الناس على الحب، دون النظر الى الطائفة أو الدين".
أضاف: "نقول لمن ينادي بمعاداة الجيش، اليس رجال الجيش هم أبناؤنا أجمعين، ونقول لمن يفتي بالقتل والخطف، أن الله الخالق هو إله المستضعفين، نقول لمن يزرع شوكا لن تجني من الشوك عنبا او تينا. كن رحيما بالعباد، فإن الله بين ذلك في سماحة الدين، لقد قال السيد المسيح (ع) طوبى للرحماء فإنهم يرحمون".
عبدالله
ثم كانت رسالة الى الإعلام من الشيخ إياد عبدالله، وجاء فيها: "عشية ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية تطرح الكثير من الأسئلة حول أسبابها، وفي كل مناسبة تجد من يناقش دور الإعلام في هذه الحرب سلبا وإيجابا، لا لأنه موضع شبهة، بل لأهميته الكبرى وانتشاره الواسع"، لافتا الى أن "قناعتنا أن الإعلام لم يكن له في تلك الحرب البائدة دور كبير في الفتن التي حصلت"، مشيرا الى ان "الإعلام اليوم له دور بارز في عملية ضبط الشارع وتحريكه، خاصة وأن بعض المحطات الممتدة عبر الفضاء تلتزم النهج البالي لمموليها"، داعيا وسائل الإعلام "الغيورة والموضوعية والمحايدة الى ضرورة حماية الخبر لا الى حجبه، وذلك عبر اخراجه بطريقة مدروسة لا تحاكي الغرائز ولا تحرك العواطف بشكل غير متعقل".
وتوجه الى الإعلاميين بالقول: "رسالتنا إليكم اليوم، أنه لا يكفي أن نندد بالحرب لنتحاشى الإنزلاق إليها، بل ندعوكم لقيادة خطة وطنية شاملة، نتوجه بها للمجتمع اللبناني بكافة أطيافه، لنعيد بناء الوطن ومؤسساته على أسس وطنية ثابتة".
مرهج
أما رسالة رئيس جامعة الحكمة المونسنيور جوزف مرهج، فقد توجه فيها الى المجتمع، فقال: "أتوجه الى كل فرد من أبناء وطني لبنان، لأقول إن كل فرد من أبناء القوى الأمنية هو أخي وإبني وجاري، هو من لحمي ودمي، يسهر لننام، ويموت لنحيا، لبنان الرسالة يجمعنا، لبنان الأزلي السرمدي لأجله نموت، لبنان الذي هو في جوهره والكيان مختبر عالمي حضاري لحوار الديانات والحضارات والثقافات، لبنان حاجة ماسة ورسالة جوهرية، خدمة له ولمحيطه والعالم، هذا اللبنان ينادينا فهلا استفقنا ولبينا النداء، فيعود الفيننيق ليستفيق ويؤدي دوره ورسالته، هذا هو لبناننا وهذه هي قضيتنا جميعا، فإغسلوا القلوب ونقوا الضمائر وشمروا على السواعد وأشبكوها، فهذه قضيتنا والتي ما من قضية قبلها إلا الله سبحانه وتعالى، فلبنان أرز الرب، وكلنا له شهود وشهداء".
العاملي
كما كانت رسالة للقوى الأمنية من المدير العام ل"حوزة الإمام السجاد العلمية" الشيخ محمد علي الحاج العاملي، وجاء فيها: "جيد أن نقف جميعا، كدينيين ومدنيين وعسكريين أمام مسؤولياتنا، ومسؤولياتنا ليست اتجاه حاضرنا ومستقبلنا فحسب، بل اتجاه الماضي أيضا، وبصراحة أقولها، قد لا تكون آمالنا كبيرة على الساسة، بل هي كذلك، لكن آمالنا على قوانا الأمنية أكبر، مع إدراكنا لطبيعة تركيبة الأمور.
طموحنا أن يتعزز وضع المؤسسات الأمنية كافة، وآمالنا على رجال الأمن الذين يضحون ويقدمون أرواحهم في سبيل حفظ لبنان وشعبه، وليت الساسة يصلون الى مستوى أصغر رجل امن يسهر من أجل الوطن، بل إن كل قطرة دم تسقط من جندي لبنان، هي أشرف وأقدس من المسؤولين كافة، الذين يتبؤون مراكزهم بطريقة ممددة وغير شرعية".
تابع: "نداؤنا الى القوى الشرعية الأمنية، أن تفعل حضورها وتزيد من ضبط الأمن دون أي تساهل أو تسويات، نداؤنا الى ساسة البلد أن يكفوا أيديهم عن المؤسسات الأمنية، لأننا لا نريد قوة أمنية تابعة لطائفة معينة، ولا جهازا مرتبطا بقريق سياسي معين، نطمح أن يكون جيشنا الوطني والأمن الداخلي وأمن الدولة والأمن العام، لكل الوطن فوق كل الأفرقاء السياسيين، فوق كل الطوائف، لحفظ لبنان وأمنه وإستقراره".
وختم: "إن تضامننا اليوم مع القوى الأمنية، هو جزء من وفائنا لمن يسهر على حماية الوطن، ندعم المؤسسات الأمنية الأربعة، إنطلاقا من أدبياتنا الدينية الإسلامية والمسيحية الداعية للسلام والأمان، وتبقى مسؤوليتنا جميعا رجال دين وأمن وناشطين، في مقاومة الفساد إينما وجد، ولعل أبرز تجلياته في الطبقة الحاكمة اليوم".
صليبا
وتوجه الأب جورج إلياس صليبا برسالة الى الشباب اللبناني، جاء فيها: "يا شباب لبنان الذين تشكلون أكثر من ثماني عشرة طائفة دينية، هلموا لنلتقي معا بعد أن تفرقنا وعاد يجمعنا حب الوطن، حيث تذوب أمامه جميع الأديان والطوائف، إنها نار البوتقة اللبنانية حيث تحول المذهب المسجل في الهوية الى لبناني في رحاب الإنسانية".
أضاف: "يا شباب وشابات الواقع، إن الحاجة للآخر المختلف هي حاجة حقيقية تنبع من اليقين بأن الصورة والمثال للخالق مودوعة في أعماق كل إنسان، تنبع من المرتجى لتحقيق غد أكثر إنسانية وديموقراطية ومواطنية وسلاما لبناء وطن أكثر حرية وسيادة وإستقلال، لتكريس قيمة لبنان السامية، إنه أكبر من رقعة أرض، إنه ملتقى الأديان والحضارات والتقدم الإنساني".
تابع: "يا شباب الأرض، الأرض اللبنانية معرضة على الدوام للدمار، عجينتها عرضة للفساد، نورها للانطفاء، ماؤها للانقطاع، نسيجها للصدأ، وتعاليمها الإنسانية والمواطنية للتشويه، والكل يشتكي، واضعاالملامة على سواه دون أن يفعل ما عليه من واجب لتغيير ذاته".
زين الدين
و"رسالة الى إنتحاري"، وجهها الشيخ عامر زين الدين، وجاء فيها: "يا مدجج، يا باعث الخوف، ألا تكفي لعنة الوطن الأم، لكأنك ترى بلدي سائبا وشعبه صما، عميانا وبكما، ايا شبح، يا حاجب الشمس سوادا، أتجعل من الرعد غضبا وزخات المطر رصاصا، حولت فرحنا مآس، وتنام على جرح فوق الدمع عذابا، أيا قابض الأرواح يا محتقر الموت، لا تكن جزارا ولا قصابا، لم ترحم صغيرا في صغره أو طفلا تمسه أمه عن جبينه حرائق العار، يا سفير الخراب ما بالك؟ ببلد مشلع مفكك مشتت مهترىء، أشلاؤه تناثرت أشلاء".
وقال: "كفى دما لوطني لشعبي لجيشي، كفى حقدا، كفى ثأرا، قتلا وإجراما، إنزع عنك شعلة اللهيب والنار، إنزع عنك فتيل التفجير والغاز، إنزع عنك ما تزنرت بالحزام، إنزع من جيبك اصابع الألغام واستجر بربك وعد لعهدك ووعدك، أنت لمسكين مسكين، لن تحكمنا بالسكين، لقد أسقطنا الأوهام".
ثم جرى توزيع دروع التقدير والوفاء والتضحية على المكرمين، تسلمها عن قائد الجيش العماد جان قهوجي العميد خليل يحيى، عن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص المقدم ياسر ضاهر، عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد لبيب العشقوتي، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة العقيد إدمون غصن.
ثم وقف الحضور وتلوا الدعاء المشترك من اجل السلام ومن أجل لبنان، ثم حملوا الشموع المضاءة ووضعوها أمام تمثال الشهداء.