
أضاف: "من المؤكد أن سقوط الحكومة لا يؤثر على الإستحقاق الرئاسي، ولكن ماذا لو تمادى الخلاف ليطال الإستحقاق الرئاسي؟ عندها، تتفتت الدولة وتسقط كل معالمها، كما ستكون هناك استحالة لإجراء الإنتخابات النيابية في موعدها. فإلى أين نصل؟ مجلس نواب منتهية صلاحيته، وشغور في الرئاسة الأولى، وحكومة ساقطة، وقادة مدد لهم بشكل غير قانوني. فمن سيمارس السلطة في البلد؟ هل يعلمون بم يتلهون؟ وكيف سيكون الوضع إذا أوصلونا إلى هذه الخاتمة؟ فإني أتساءل عن البدائل، فهل البديل هو الفراغ المطلق، أي نهاية الوطن؟ وهل سنكون قادرين عندها على القيام بمجلس تأسيسي، أي إسقاط كل ما هو قائم اليوم من الطائف وغيره من القوانين وإنتاج نظام جديد؟ فهذا الأمر لا يجوز. يجب أن نفكر جديا بالموضوع، وليسمح لنا زملاؤنا الذين يعملون على صياغة البيان الوزاري، بعدم التوقف عند الكلمات لأن لا قيمة لها. وكل ما يحصل بينهم اليوم هو عبارة عن حرب كلامية، فيما الكلمات والمعادلات لا تغير الواقع، لأن ما يغيره هي الأحداث".
ورأى أن "الأحداث التي تحصل في الإطار الحالي هي التي تغير الواقع سواء تم شطب الكلمة أو إضافتها على أي بيان وزاري"، وقال: "الكلمة تبقى كلمة، فيما الحدث هو الأمر الوحيد الذي يغير الواقع ويطوره. فليريحونا من الجدل القائم حول الكلمات. الجميع يعلم أن البيان الوزاري ليس الحل، فالمؤسسات الدستورية هي التي تصنع الحلول وتضمن تنفيذها. والحكومة لم تأت لتقوم بالحلول، ولا لتحسن واقع معين، فهي تشكلت بهدف تأمين استمرارية استكمال المؤسسات الدستورية، ولديها مهمة وحيدة لتقوم بها، هي الإستحقاق الرئاسي. وبعدها، تسلم المفاتيح لغيرها".
وتابع: "نطلب من الجميع التفكير بشكل أوسع، ونكرر الاقتراح الذي قدمه الوزير الذي يمثلنا في لجنة البيان الوزاري وزير الخارجية: "جئنا لتأمين استمرارية الحكم، وإعادة تكوين المؤسسات الدستورية". ولا يمكن للوزراء توقيف أو إنشاء مقاومة، ولن يستطيعوا تغيير أو زيادة واقعة في الشرق الأوسط، فلنبق واقعيين، ونفهم قدرتنا ضمن الإطار الكبير الذي تعمه المشاكل".
واردف: "نأسف أننا لم نتعلم شيئا من كل الأمور التي مرت في السنوات الثلاث الماضية، وندعو الجميع إلى التعقل وعدم إضاعة الوقت في مناقشات عقيمة، فالمقاومة تستمد شرعيتها من الإحتلال، ولا يمكن لأحد أن يعطيها الشرعية إلا من خلال شرعة الأمم المتحدة، فهي ليست بحاجة لإعتراف من أحد. إذا، فلنخرج من الخلافات حول هذا الموضوع، لا سيما أن لديه إمتدادات كثيرة، ويجب أن يتعاون الجميع لأن هذه الأمور يمكن معالجتها مع الوقت. كما يجب التأقلم مع تطور الأحداث في الشرق الأوسط، ومن يريد أن يصطدم بالحائط فليفعل بنفسه من دون أن يصدم البلد كله معه".
وختم: "أتمنى على الإعلام ألا يسفرني إن لم أكن مسافرا، فلا تطلقوا علينا الشائعات، يمكنكم أن تسألونا عندما تلتبس عليكم الأمور، ولكن تجنبوا إطلاق الشائعات".
حوار
ورد العماد عون على أسئلة الصحافيين فسئل: هل هناك من أجواء سفر إلى المملكة العربية السعودية؟
أجاب: "في الحقيقة، لست أعلم، فأنتم الصحافيون تطلقون الخبريات وتصدقونها وتكتبونها ثم نضطر نحن إلى نفيها".
سئل: لماذا لم يتدخل التيار بالسجال الذي حصل بين "حزب الله" ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان؟
أجاب: "واجبنا وقف السجالات لا زيادتها، ولكن ما أعرفه أن حزب الله والرئيس سليمان مقربان من بعضهما، ولا أحد يعرف ما حصل بينهما أو ما هو موجود بينهما، ولكني أطلب من الجميع ألا يزيدوا السجالات أكثر، خصوصا أنه قد حصلت توضيحات حول هذا الموضوع اليوم".
سئل: يتحدث البعض اليوم عن نية موجودة لإعادة عقد لقاء ماروني في بكركي. هل أنتم في أجواء هذه المشاركة في حال تمت الدعوة؟
أجاب: "أنا لم أتلق دعوة بعد، ولا أعرف مضمونها".
قيل له: يتحدث البعض اليوم عن أن العرقلة التي تحصل بالنسبة إلى البيان الوزاري هي مقابل التمديد، بمعنى آخر أن التمديد يصبح أمرا واقعا إذا تعرقل البيان الوزاري ولم تنل الحكومة الثقة.
أجاب: "ليس بالضرورة أن تنجح كل المناورات التي يتم القيام بها، فهناك مناورات تقتل صاحبها".
سئل: هل رئيس الجمهورية يناور اليوم؟
أجاب: "لست أعلم، فأنتم تتابعونه، ولكن أنا لا أتابع الأخبار. قد لا تصدقون، ولكني لا أتابع الأخبار أخيرا. كما لا أحلل لأن التحليل هنا لا ينجح".
سئل: هل ما أوصلك إلى الإنفتاح على الرئيس سعد الحريري سيوصلك أيضا إلى السعودية يوما ما؟ ونعني هنا بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي؟
أجاب: "يجب عليكم أن تعرفوا أولا الهدف الذي قمنا من أجله بهذا الإنفتاح، فعندما عقدنا خلوة دير القلعة في تشرين الأول الماضي، خرجنا بمقررات رسمية على مستوى تكتل التغيير والإصلاح، وهي أنه يجب الإنفتاح على كل مكونات المجتمع اللبناني بدءا بالنواب، وبدأنا ذلك بالفعل، فاجتمعنا مع الجميع وناقشنا المواضيع، وكنا متفقين معهم على الأقل في موضوع إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا الأمر كان مشتركا عند الجميع. وبعد ذلك، عملنا على تطبيق مقررات الخلوة، وبدأنا نجتمع بالنواب، فالتقينا مع الجميع باستثناء نواب القوات اللبنانية الذين رفضوا إعطاءنا موعدا مرتين. هذه كانت الغاية من خلوة دير القلعة، ولكن يجب ألا ننسى أن للنواب رؤساء تكتلات، وهم لا يتصرفون بمعزل عنهم، خصوصا في ظل الأزمة التي نمر فيها، والحمدالله نجحنا في التخفيف من حدة الأجواء، ومن ثم تأليف الحكومة، وأعتقد أن هذا الأمر أراح جميع اللبنانيين. وما أقوله اليوم هو متابعة للمقاربة التي توصلنا من خلالها إلى تأليف الحكومة. غايتنا ليست القيام بزيارات لدول شقيقة أو صديقة أو لأي دولة في العالم، إنما الغاية هي أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، ولكن هذا الأمر لا يمنع أن نزور السعودية أو أي دولة أخرى إذا وجهت الينا الدعوة لزيارتها".
ref:nna