أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميّل ان الحكومة اتت جامعة الى حد بعيد، املاً ان تكون قادرة خصوصاً في هذا الظرف لان استحقاقات كبيرة بانتظار لبنان ، واشار الى ان الحكومة في الوقت الحاضر منتظرة وبعد معاناة طويلة تشكلت وجمعت معظم القوى اللبنانية السياسية، وكل املنا بان تحقق الحد الادنى من طموحات الناس في هذا الظرف. الرئيس الجميّل الذي عقد مؤتمراً صحافياً في بكفيا عرض فيه موقف الحزب بعد تأليف الحكومة الجديدة بحضور الوزراء رمزي جريج، سجعان قزي والان حكيم، اضافة الى نواب الحزب، هنأ رئيس الحكومة تمام سلام الذي اظهر صبراً وحكمة وتمكّن من تشكيل حكومة من 24 | |
واذ رأى الجميّل ان هذه الحكومة لن تحقق معجزات، قال "هذا ليس سرا نظرا للتناقضات وكل الصعوبات، كما ان امدها قصير الى حين تسلّم الرئيس الجمهورية الجديد الرئاسة في 25 ايار المقبل، ونحن نصر على اتمام هذا الاستحقاق في الموعد المحدد". وتابع "نعرف ان الحكومة لن تحقق معجزات وكل امال الشعب اللبناني، لكن المطلوب ان تحقق التضامن بين مكوناتها لتحقق الاستقرار والهدوء".
وشدد الجميّل على ان الحكومة الجديدة مدعوة لمواجهة التحديات الاتية من كل صوب واستيعاب تداعيات الحرب في سوريا، وموضوع النازحين والامن والاقتصاد، لافتاً الى اننا انتظرنا منذ فترة طويلة ان تأتي حكومة تواجه كل هذه الاستحقاقات لان لبنان يتحمل اعباء اكبر منه. واكد انه منذ البدء اصرّ حزب الكتائب على تشكيل حكومة جامعة لان البلد لم يعد يحتمل مزيدا من الفراغ، من هنا كان اصرارنا على ضرورة ان يكون للبنان حكومة.
وقال: "سهلنا تشكيل الحكومة وشاركنا فيها، نعرف انه كانت هناك اراء مختلفة وكان اصرارنا على تشكيل حكومة جامعة تتحمل مسؤولياتها. حزب الكتائب لا يحب الفراغ او الكرسي الشاغرة، وكنا راس الحربة لتحمل المسؤوليات في اصعب الظروف نقارع الفكرة بالفكرة والحجّة بالحجّة، وهذا تحت سقف المؤسسات، واردف: "نحن على خلاف مع حزب الله، لا نهرب منه، لكن نواجهه في مجلس الوزراء" سائلاً: "اليس من الافضل نقل الصراع من الشارع الى طاولة مجلس الوزراء، فاذا كان من معركة، فلتكن سياسية لا عسكرية، فلتكن حضارية وديمقراطية.
واكد ان معركة الكتائب لم تكن اطلاقا على اساس حقائب بل مبادئ والبحث عن المصلحة اللبنانية اولا واخيرا، مشدداً على عدم القبول بأي تساهل في الامور السيادية من حصريّة السلاح الى عدم التورّط في حروب الآخرين. واضاف: "ينتظرنا استحقاق البيان الوزاري، من هنا نؤكد ان الكتائب لن تتساهل بكل ما يمس بقضايا السيادة والكرامة الوطنية وموقفنا سيكون واضحا جدا وسنناضل بكل قوة حتى يكون البيان الوزاري حسب طروحات واماني الشعب اللبناني، كما لن نفرّط بالمستلزمات الوطنية والمصلحة الوطنية، واي اجراء يمكن ان يُتخذ ضمن اطار الدستور والتقاليد فنحن لن نتوانى عن تحمّل مسؤولياتنا".
وجدد التأكيد على ان مشاركة الكتائب في الحكومة اتت للتأكيد على الحق اللبناني والسيادة اللبنانية ولا تساهل في هذا الامر، ولحسم الخلافات داخل مجلس الوزراء. وقال "اذا حصل اي خلاف حول معطيات البيان الوزاري سيكون هناك تصويت وسنحتكم الى مجلس الوزراء مجتمعاً ليقرر ما يخدم مصلحة لبنان، اما اذا وصلنا الى باب مسدود فسنأخذ الموقف المؤاتي لذلك".
وتابع "قبلنا المشاركة في الحكومة من اجل قضايا الناس، ولاننا نعرف كم يعاني الشعب، خصوصاً في ظل تهرّب الادارة من مسؤولياتها وعدم معالجة شؤون المواطنين، لان الحكومة مستقيلة وكل طرف يرمي المسؤولية على الاخر." واضاف: "نحن يهمنا شؤون الناس وتأمين الحد الاكبر من الكرامة، هناك مؤسسات وتجار واصحاب مهن يعانون، والفراغ في الحكومة لمدة عشرة اشهر والصراع خارج اطار المؤسسات دفعنا ثمنه غالياً، لذا قررت الكتائب المشاركة في الحكومة لمنع استمرار الفراغ وان يأخذ منحى خطيرا على مستوى البلد."
ورأى رئيس حزب الكتائب انه كان من الضروري تأليف حكومة في ظل استحقاقات كبيرة لها علاقة بالمجتمع الدولي، سائلاً: "من يفاوض من أجل الحصول على الدعم الدولي؟ من يتكلم باسم لبنان ويدافع عن حقه ويناقش للحفاظ على المصلحة اللبنانية؟ فكيف يمكن ان نسمح لهذا الفراغ بأن يستمر وان يكون لبنان مُغيّبا بالكامل عن المحافل الدولية في حين هناك استحقاقات دولية كبيرة اكان ما يحصل في جنيف وغيرها لها علاقة بالمنطقة ولبنان جزء منها". وتابع "هناك ايضا مساعدات ومؤتمرات دولية لاجل لبنان، من هو المحاور لتحفيز المساعدات وتنظيمها لتشجيع الدول على منح المساعدات اللازمة، واخرها المساعدة السعودية ولا بد من توجيه تحية للملك السعودي الذي اكرم الجيش اللبناني ب3 مليار دولار، فكيف يمكن ان تمنح دول هذه المساعدات، من سيديرها، من سيصرف ويراقب اذا لم يكن هناك حكومة؟"
واشار الى ان الكتائب تحملت المسؤولية وطالبت بتشكيل الحكومة وتجاوز المصلحة الشخصية والارقام والحسابات الضيقة ولانقاذ المؤسسات، اذ لا سيادة من دون مؤسسات. كما سأل "كيف كانت لتحصل انتخابات رئاسة الجمهورية في ظل الفراغ والضياع والانشقاق والسجالات العقيمة وعدم التواصل؟ وقال "اذا قبلنا واصرينا على تشكيل حكومة فلكي تشكل تسهيلا وتعبيدا لطريق لانتخاب رئيس جمهورية في الموعد المحدد، وكان هناك خطر على دور وحضور المسيحيين في لبنان في حال حصول الفراغ في رئاسة الجمهورية".
وقال "كما تواصلنا مع كل القيادات والاطراف وكل المستويات لتبصر الحكومة النور، ونحن ككتائب فخورون بان نقدم خيرة شبابنا ومجموعة من اصحاب الكفاءات والاختصاص ونظافة الكف بعيدا عن المحسوبية والشخصانية والتنفيعات. وهذه النخب هي: صديقنا العزيز النقيب رمزي جريج وهو من النخب الوطنية التي يفتخر بها لبنان وان هو لم يحمل بطاقة كتائبية فجاء ليحمل قناعات وطنية وثوابت الكتائب الى داخل مجلس الوزراء. ثم الوزير الان حكيم الوجه الكتائبي الجديد الذي جذبه الحزب بمشروعه السياسي ونحن فخورون بهذه النخب الشابة التي دخلت الحزب عن قناعة وتجرد وتفانٍ واتكالنا على هذه النخب وخصوصا مواصفات حكيم الضليع في الشؤون الاقتصادية والمالية لكي نتساعد وندفع العجلة الاقتصادية الى الامام. كذلك نائب الرئيس، مسك الختام، سجعان قزي، الكتائبي المتجذر الذي رافق الحزب والمقاومة اللبنانية وكان لسان حالها في احلك الظروف وهو من المقاومين القدامى ونحن ملء الثقة انه كما تحمل مسؤولياته في الظروف الصعبة سيكون على قدر المسؤولية ويمثلنا افضل تمثيل.
وختم "أخيراً، اننا نؤكد أن الكتائب باقية على العهد، الحزب المقاوم بالدرجة الاولى، مؤتمن على رسالة شهدائه وهم بالالوف، ولن يفرّط بذرة من السيادة والكرامة الوطنية، وحضور ودور المسيحيين في لبنان."
رمزي جريج
وزير الاعلام رمزي جريج، قال من جهته "اشار الرئيس الجميّل الى ان قناعاتي تلتقي مع قناعات حزب الكتائب وهذه حقيقة، فانا اؤمن بقيام دولة القانون والديمقراطية واؤمن بالطروحات التي أطلقها حزب الكتائب مؤخرا في ما يتعلق بحياد لبنان، كل ذلك يجعلني حليف وصديق لحزب الكتائب وانا جزء لا يتجزأ من 14 اذار كما ان الكتائب هي قلب 14 اذار".
واضاف: "اكرر شكري للرئيس الجميّل والكتائب لدعم ترشيحي الذي تبناه رئيس الحكومة تمام سلام ووافق عليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وكإبن الكورة اشكر كذلك دولة الرئيس فريد مكاري الذي دعم ترشيحي عند الرئيس سعد الحريري".
وقال "فخامة الرئيس اشار الى ان هذه الحكومة لن تقوم بالمعجزات لكن ولادتها كانت معجزة بعد 11 شهرا وفي ظل كل التباينات، وان تكون مكونات البلد كلها مجتمعة لخدمة مصلحة البلد دون تنازل اي فريق عن ثوابته وهذا الامر معجزة نأمل ان تتحقق". واكد ان امام الحكومة استحقاقات كبيرة ابرزها الانتخابات الرئاسية".
الان حكيم
وزير الاقتصاد الان حكيم قال: "انا فخور لانني موجود بينكم. اشكر الرئيس امين الجميّل ومنسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميّل على ثقتهما بي، واشكر المكتب السياسي باكمله، وامل ان اكون على قدر الثقة التي وضعوها بي". وتابع "انا ابن الاشرفية واؤمن بالقضية اللبنانية والمقاومة اللبنانية الشريفة التي نمثلها، واعد الجميع بالقيام بالمستحيل للوصول الى اهدافنا".
واكد حكيم انه سيولي اهتمامه بالامور المعيشية ضمن اطار وزارته، شاكراً الرئيس ميشال سليمان والرئيس تمام سلام على دعمهما، متمنياً ان يكون عند حسن ظن الجميع."
سجعان قزي
وزير العمل سجعان قزي قال من ناحيته "تحدث الرئيس الجميّل عن دور رئيس الجمهورية والرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري في تسهيل التأليف، وانا اريد التحدث عن دور الرئيس الجميّل والنائب سامي الجميّل في المشاركة بالمفاوضات التي ادت الى حصول التشكيلة الحكومية."
واشار الى ان المفاوضات التي قادها باسم الحزب النائب سامي الجميّل ادت الى ان يكون للكتائب 3 وزراء، موضحاً انها المرة الثانية منذ العام 1936 التي يكون للكتائب 3 وزراء في الحكومة.
وتابع: "الحكومة قد تكون معجزة لكن وزراء الكتائب ليسوا معجزة، هؤلاء الثلاثة كانوا سلام الشيخ بيار، كانوا "الله الوطن والعيلة"، وهم حياد لبنان واللامركزية والتعددية".
وختم: "اشكر كل اعضاء المكتب السياسي ورؤساء الاقاليم واللجنة المركزية ورفاقي وابناء بلدتي العقيبة وكل ابناء كسروان الفتوح واصدقائي، على دعمهم للكتائب وللوزراء الذين يبدأون خطواتهم الاولى. والكتائب دائماً الى الامام."
ورداً على اسئلة الصحافيين اكد الرئيس الجميّل ان الكتائب سبق واعترضت على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وتابع "الظروف التي مررنا بها اسقطت هذه الثلاثية حتى بالنسبة لحزب الله، هذه المقولة سقطت في شوارع بيروت، كيف نتحدث عن سلاح مقاوم فيما يُستخدم في الداخل والخارج؟ ان موقفنا واضح وصريح ومعركتنا ستكون اساسية داخل مجلس الوزراء للدفاع عن سيادة لبنان".
وقال: "من قدم الاف الشهداء على مذبح الوطن لا يمكنه ان يفرط بالسيادة. ماذا سأقول لبيار وطوني اذا نحن فرطنا برسالتهما واذا فرطتنا بمعنى رسالة هؤلاء الشهداء؟"
واكد رداً على سؤال ان العلاقة مع القوات اللبنانية ممتازة، مشيراً الى انها ليست المرة الاولى التي يحصل فيها تباين في وجهات النظر لكن لم يؤثر يوما على علاقة الرفقة والنضال المشترك".
وفي الختام قام الرئيس الجميل يرافقة نواب الحزب والوزراء بزيارة الى ضريح العائلة. وقد وضعت اكاليل من الزهر على اضرحة الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميّل والرئيس الشهيد بشير الجميّل والوزير الشهيد بيار الجميّل.
ref:kataeb