
من الضرورة التأكيد على مبدأ أساسي ألا وهو الحرية الشخصية للفرد. جاكي لها كامل الحريّة بما يخص حياتها الشخصية، فهي ملكها وحدها و تنتهي القصة هنا.
الموضوع الأعمق هو وكما ظهر اليوم، خيارات اللبنانيين بما يقبلون أو لا يقبلون. وهل ما يوضع ضمن إطار العصر ومتطلباته يتناسب مع هوية لبنان التاريخية؟
وهل قبول البعض بأي شيء يأتي كردة فعل على فشل الدولة اللبنانية بإدارة البلد؟
وهل نصوص القانون تخطاها الزمن وأصبحت في وادٍ والناس في وادٍ آخر؟
يجدر التأكيد أن هذه المشاكل اليوم أخذت إسم جاكي شمعون ويمكن أن تأخذ أي إسم في المستقبل. لم يتوقف المجتمع أمام جاكي كشخص إنما تجسدت مشاكله كلها بشخصها. من يهاجم أو من يدافع عنها هو يفعل ما يفعل بوجه جميع المشاكل وليس بوجه شخص جاكي. ومن المؤكد أن من أعرب عن موقف أي موقف هو مواطن حيّ له فكره ورأيه، والأهم أنه يحمل بداخله هاجس مواجهة مشاكل لبنان للوصل يوماً الى سلام للإنسان في هذا البلد الصغير.
نستخلص من قصة جاكي مدى تعبئة الناس في لبنان. وأيضاً مدى احترامهم للحرية الشخصية.
نستخلص مدى الفساد في الدولة والإدارة والتي تنعكس مباشرة على الحياة اليومية.
نتأكد مرّة جديدة من مدى حيوية الشعب اللبناني وقوة تمسكه بالحريّة وخصوصاً حريّة التعبير واحترام الرأي الآخر.
نود لو أن هذه الأسس الإيجابية تطال جميع مشاكل لبنان على جميع الأصعدة ونجلس ونتكلم ونتحاور لنصل الى قوانين ومجتمع نرتاح فيه ويعبر عن تطلعاتنا.
تذهب جاكي غداً الى سويسرا إنما المشاكل في لبنان باقية في لبنان بإنتظار حركة كبرى تهب من أجل السلام الداخلي والخارجي.