في السياق نفسه ما نشرته يللا قبل يومين للقراءة اضغط هنا

وإذ أكد في خلال افتتاحه "قرية الرئيس ميشال سليمان الرياضية وستاد كارلوس سليم" مساء اليوم في جبيل، ان طبيعة الدولة تفرض عليها امتلاك كامل عناصر القدرة الوطنية، فإنه تمنى أن
وتساءل رئيس الجمهورية: لماذا تتحول كل مناسبة لتداول السلطة، من محطة لتجديد الحكم وتأكيد التقاليد الديموقراطية، وانتخاب شخص وخيار وبرنامج، الى موسم للخوف على المصير من المجهول والفراغ، الذي يفتح الباب على هواجس اعادة النظر بالكيان والنظام؟ في حين ان مناسبات تداول السلطة يجب ان تكون مناسبات فرح وأمل؟ ألا يعلم المعنيون بالاستحقاق الدستوري الأهم، ان بقاء الكيان والنظام، رهن بانتخاب رئيس للجمهورية، في الموعد الدستوري، وان انتخاب الرئيس رهن ليس بالتعطيل والتهرب من تأمين النصاب، بل بالتنافس الطبيعي او بالتوافق؟ مؤكدا ان تعطيل النصاب هو نقيض الديموقراطية.
وإذ رأى أن حكومة التوافق التي تحمل في ذاتها عناصر تناقضاتها في الخيارات الكبرى، لا تستطيع ملء الفراغ، والقيام بالمهام الوطنية، في غياب الناظم الاول لعمل المؤسسات والسياسة الخارجية، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والذي يقسم بالحفاظ على الدستور، ويتمتع بصلاحيات دستورية حصرية، لا تؤول كلها في المطلق الى مجلس الوزراء مجتمعا، فإنه دعا النواب والقيادات ألا يعلقوا الاستحقاق والدستور على حبل التوافق الخارجي المفقود، فيحبطوا توقعات اللبنانيين المعلقة على قرارهم، ويقطعوا حبل الاستثمارات ومواسم رزق الناس على ابواب الصيف. وقال: "لا تجعلوا من الدستور، شاهد زور اضافيا على الانتهاكات، والتخلف عن القيام بالواجبات. لم يقل الدستور مرة بالحق في الغياب وعدم الحضور، أو تعطيل النصاب، او الاقتراع بالأوراق البيض وعبارات السوء".
وشدد على ان التلكؤ عن واجب انتخاب الرئيس، هو تنكر لمبادئ الجمهورية، وتهديد للكيان الوطني، وتشريع لاحتمالات خطرة، رأينا نتائجها سابقا في سنوات 1988 و 1989 و 2007 و2008، آملا من النواب ان يجعلوا من 7 ايار 2014 محطة لقاء ووفاق ورقي، بخلاف ما كانت عليه محطة 7 ايار 2008.
ودعا الى "ضرورة استكمال تطبيق اتفاق الطائف، وعدم استدراج البلاد والعباد الى مؤتمر تأسيسي، قد يؤدي في احسن الاحوال، الى الاخلال بالميثاقية والمناصفة، وتغيير وجه لبنان".
ورأى أن لبنان "اليوم في حاجة الى رئيس يمثل الوفاق والدستور والحكمة، قادر على ادارة التنوع اللبناني، لا مديرا لمصالح الدول وحسابات المحاور الخارجية والداخلية".
وقد حضر حفل الافتتاح نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وزراء: الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، العدل اشرف ريفي وزير الشباب والرياضة بالوكالة، الاعلام رمزي جريج، العمل سجعان قزي، المهجرين اليس شبطيني، وعدد من النواب الحاليين والسابقين والوزراء السابقين، وسفراء، رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، رئيس بلدية جبيل زياد حواط ورئيس جمعية "أحلى جبيل" المهندس نبيل حواط وشخصيات روحية وعسكرية وثقافية ورياضية واجتماعية واعلامية.
سليمان
والقى رئيس الجمهورية للمناسبة كلمة استهلها بالقول: "من جبيل القديمة كالحقيقة بدأت والى جبيل التي تتجدد ولها عمر الابجدية أعود.
طويلة كانت الرحلة بين ملاعب الطفولة وميادين الحياة والقيادة والرئاسة، وقصيرة ظلت المسافة بين مسقط الرأس ومسقط القلب.
يتغير الزمن ويغيرنا. يبعدنا عن أنفسنا ثم يعيدنا اليها. فالماضي الجميل، يتراءى لي الآن حاضرا، تلامس نهايته البداية، التي انطلقت من بلدتي العزيزة التي يحدها الموج والشمس".
تابع: "احدى وأربعون سنة في المؤسسة العسكرية، وست سنوات في سدة الرئاسة جمعت فيها مشاهدات وشهادات. يسعدني ان أختتمها بافتتاح مشاريع ثقافية وعمرانية وتنموية ورياضية، في عز ازدهار الموسم في قضاء جبيل ، حيث ارى في هذه الحقول خدمة الانسان، وموقع المبادرات الفردية في هذا الوطن. وإذا كان للمنشآت الرياضية دور في سلامة الجسم والعقل، فهي تلعب دورا اساسيا في تنمية الروح الرياضية التي يجب ان تسود قلوبنا وعقولنا في الممارسة السياسية والديموقراطية".
أضاف: "وإذا كانت الرياضة ثقافة وتربية فالتعليم العالي انطلق مع جامعة ال CNAM في نهر ابراهيم بنجاح، وتجرى التحضيرات لوضع الحجر الاساس لفرع الجامعة اللبنانية في بلدة اده، كي تصبح الشعبة التي افتتحت في العام 2009 فرعا شاملا يستقطب طلاب المنطقة والمحيط، بعد صدور مرسوم تخصيص الأرض.
سبع وأربعون سنة، شاهدت الدولة تترنح، وشاهدت كل الاعلام التي مرت الى جانب العلم اللبناني او في غيابه، واشهد اليوم العودة الى كنف الدولة، كملاذ وحيد يؤمن الحقوق والكرامة والسيادة.
شاهدت بدء تهجير الدولة من الجنوب، وشاركت وشهدت باعتزاز، تحرير أرضنا من رجس الاحتلال. وشهدت عودة الدولة والجيش، ورفعت بيدي العلم اللبناني في اللبونة سنة2006 في المكان نفسه الذي واجهت فيه عام 1970 على خط التماس، ممارسات العدو الاسرائيلي واعتداءاته وانتهاكاته واطماعه، التي جرت الحروب على لبنان.
واشهد اليوم باقتناع كلي أن طبيعة الدولة تفرض عليها امتلاك كامل عناصر القدرة الوطنية واتمنى ان اشاهد ذلك عبر اقرار الاستراتيجية الدفاعية، الى حين تمكين الجيش من حصر القوة والسلاح للقيام بمهام الدفاع عن الارض وحده من دون سواه، واثبات مقولة قوة لبنان بقوة جيشه كمرتكز اساسيا لهذه القوة".
وأردف بالقول: "شاهدت وعشت كل الحروب ومواضيع الخلاف والحوار. فلا الازمات كانت لبنانية فقط، ومعزولة عن قضايا المنطقة، ولا المحاربون وضعوا حساباتهم ودماءهم بمعزل عن عوامل الصراع علي لبنان و فيه، او اقله من دون الانخراط في حروب الاخرين. واشهد اليوم، على نمو الاقتناع الراسخ بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، رغم التورط فيها جهرا، افرادا وجماعات. شاهدت الاستقواء على الدولة والوطن والمواطنين، واشهد الآن على إعادة تثبيت قوة الدولة بالوفاق والقانون والحسم، كما جرى في المرحلة الاخيرة في طرابلس والشمال والبقاع وصيدا، وباقي المناطق مستقبلا.
شاهدت محاولة تفكيك الجيش وشرذمته، عبر شل دوره، خوفا من إنقسامه. وشهدت تماسك الجيش وقوته ووحدته، على رأس القوى المسلحة، في معاركه ضد العدو في الجنوب والبقاع الغربي وشبكات التجسس وضد الارهاب، من الضنية، في العام 2000، مرورا بنهر البارد، الى الاعتداءات التي طاولته لدى قيامه بمهماته. كما طاولت أهلنا الابرياء في الهرمل وبعلبك والضاحية الجنوبية وطرابلس".
وقال: "ايها السيدات والسادة، مع اقتراب نهاية ولايتي الرئاسية، وقرب نفاذ مهلة انتخاب الرئيس الجديد، تتقدم الاحتمالات المقلقة، وتستعاد الاسئلة التي تتكرر عند كل استحقاق رئاسي.
لماذا تتحول كل مناسبة لتداول السلطة، من محطة لتجديد الحكم وتأكيد التقاليد الديموقراطية، وانتخاب شخص وخيار وبرنامج، الى موسم للخوف على المصير من المجهول والفراغ، في حين ان مناسبات تداول السلطة يجب ان تكون مناسبات فرح وأمل؟
كيف يستسلم اللبنانيون لفكرة الفراغ الآتي من الموقع الرئاسي الاول، ومن ركز في وجدانهم هذه القناعة، التي انتجت قبولا نفسيا، بوضع ينذر بأوخم العواقب، في حال غياب رأس الدولة ورمز وحدة الوطن؟
ألا يعلم المعنيون بالاستحقاق الدستوري الأهم، ان بقاء الكيان والنظام، رهن بانتخاب رئيس للجمهورية، في الموعد الدستوري، وان انتخاب الرئيس رهن ليس بالتعطيل والتهرب من تأمين النصاب، بل بالتنافس الطبيعي او بالتوافق؟
وهذا يعني احترام ارادة المواطنين وتطبيق الدستور، والقدرة على انتاج تسوية داخلية تبقى، مهما انطوت عليه من تنازلات، خيرا من التوافقات الخارجية على لبنان.
أي دساتير وقوانين تشرع تعطيل النصاب، وتعتبره ممارسة ديموقراطية؟
أليست سمة الديموقراطية هي التعبير عن الرأي بواسطة الاقتراع؟
وهل يسمح ان نمارس الديموقراطية، ونعبر عن رأينا بتعطيل عملية الاقتراع، من طريق تعطيل النصاب؟ التعطيل هو نقيض الديموقراطية".
أضاف: "نعم، ان القوانين لا تجيز عقد الجلسة الا اذا تحقق النصاب. ولكن ذلك يفترض ان يحصل بسبب قوة قاهرة، كتفشي الأوبئة او الكوارث الطبيعية، او الاضطرابات او الاحتلال او المرض، وليس كممارسة ديموقراطية واعية، او خيار سياسي. كيف يستقيم منطق تمديد مجلس النواب لنفسه، وتجاوز مدة الوكالة الشعبية، واحباط تطلعات المواطنين، بدولة مكتملة المؤسسات وتامة السيادة؟ وكيف ينتظم عمل السلطات ويتوازن، عندما يقطع رأس السلطة التنفيذية عن جسدها؟
أين تصبح الميثاقية الطوائفية، حين يتكرس الخلل في رأس الهرم، الذي يشغله عرفا أحد ابناء الطائفة المؤسسة للكيان؟ لذلك عملت بإقتناع وجهد، ووفقا لأحكام الدستور، لقيام حكومة جامعة، يشارك وزراؤها وتياراتهم، في ادارة شؤون البلاد في الظروف الاستثنائية. إلا أن حكومة التوافق التي تحمل في ذاتها عناصر تناقضاتها في الخيارات الكبرى، لا تستطيع ملء الفراغ، والقيام بالمهام الوطنية، في غياب الناظم الاول لعمل المؤسسات والسياسة الخارجية، والقائد الاعلى للقوات المسلحة، والذي يقسم بالحفاظ على الدستور، ويتمتع بصلاحيات حصرية، لا تؤول كلها في المطلق الى مجلس الوزراء مجتمعا.
من هنا اوجه ندائي الى السادة النواب والى جميع القيادات لأقول:
لا تعلقوا الاستحقاق والدستور على حبل التوافق الخارجي المفقود، فتحبطوا توقعات اللبنانيين المعلقة على قراركم، وتقطعوا حبل الاستثمارات ومواسم رزق الناس على ابواب الصيف. لا تجعلوا من الدستور، شاهد زور اضافيا على الانتهاكات، والتخلف عن القيام بالواجبات. لم يقل الدستور مرة بالحق في الغياب وعدم الحضور، أو تعطيل النصاب، او الاقتراع بالأوراق البيض وعبارات السوء. لا تنتظم الحياة الدستورية والوطنية والسياسية، بالتأويل والتبرير والاجتهاد، وتعدد القراءات للنصوص، بحسب ظرف الزمان والمكان. علينا بتفسير واحد للدستور، ومعنى واحد للوطن، ومفهوم واحد للدولة.
من هنا، فإن التلكؤ عن واجب انتخاب الرئيس، هو تنكر لمبادئ الجمهورية، وتهديد للكيان الوطني، وتشريع لاحتمالات خطرة، رأينا نتائجها سابقا في سنوات 1988 و 1989 و 2007 و2008. اجعلوا من 7 ايار 2014 محطة لقاء ووفاق ورقي، بخلاف ما كانت عليه محطة 7 ايار 2008. بالله عليكم، لا تستدرجوا البلاد والعباد الى مؤتمر تأسيسي، قد يؤدي في احسن الاحوال، الى الاخلال بالميثاقية والمناصفة، وتغيير وجه لبنان.
دعونا نكمل تطبيق اتفاق الطائف، فهو ارسى شبكة امان نستظلها رغم هذه الظروف الاستثنائية الصعبة.
إن مسؤولية المحاسبة قد لا تقع على المواطن او الناخب لاعتبارات متصلة بالاصطفافات المعروفة، وقوانين الانتخاب، لكن عبء التاريخ لن يرحم، وسيظل جاثما على الضمير والوجدان.
وقال: "لبنان اليوم ايها السيدات والسادة، في حاجة الى رئيس يمثل الوفاق والدستور والحكمة. رئيس، قادر على ادارة التنوع اللبناني، لا مديرا لمصالح الدول وحسابات المحاور الخارجية والداخلية. رئيس، برنامجه ماضيه الوطني والسياسي والاخلاقي، يكون التزامه لبنان فقط، ووفاؤه للبنان فقط، تهمته الوحيدة وفاؤه وولاؤه لوطنه ولمواطنيه. رئيس يكون في خدمة ضميره، كي يستقر في ضمير اللبنانيين. رئيس كبير يقبض على السياسة الخارجية، كبير بحجم لبنان الرسالة، لبنان الحضارة، وبحجم امبراطورية الاغتراب، بحجم كارلوس سليم، نيكولا حايك، مايكل دبغي، امين معلوف، ولن أقول بحجم جبران خليل جبران، وغيرهم ممن كبروا حجم لبنان في دنيا الانتشار واصقاع الارض".
أضاف "رئيس، يهمه موقعه في التاريخ، لا رئيس يذكر التاريخ يوم انتخابه ورحيله فحسب. رئيس يكمل البناء على قاعدة ما تم التوافق عليه في هيئة الحوار الوطني، وعلى رأسه إعلان بعبدا، ومتابعة البحث في الاستراتيجية الدفاعية الشاملة، وهي تشكل اطارا عاما، يحدد للمرة الاولى اسسا لتنظيم قرار الحرب والسلم، وجمع القدرات والطاقات الوطنية، وهي قضية مطروحة منذ أربعة عقود، لم يعد باستطاعة اي رئيس، القفز فوقها، أو تجاهلها بعد الآن، باختصار، فإن لبنان يحتاج رجل دولة قاعدتها الدستور والقانون، وإن اللبنانيين، يتوقون الى رئيس يحفظ حقهم في الحلم، وايمانهم في المستقبل".
وتابع "أيها السيدات والسادة: خيارنا وقدرنا جميعا، "العيش سويا" في إطار وطني نظيف، بغض النظر عن العقائد والخصوصيات، والفوارق والرؤى، وبقية الأوهام والوقائع، ولم يعد لدينا الوقت والترف لتحوير الوقائع او تحويل الأوهام إلى واقع. نحن مجبرون على الإنصياع إلى حقيقة واحدة، نصنعها بإرادتنا المجردة، والمتحررة من المتحجرات التاريخية، والعصبيات والحساسيات الطائفية، والأفكار الجاهزة والجامدة. هذه الإرادة الحرة، لا تتحقق إلا في إطار الدولة الواحدة ومن طريقها فحسب، وعندها تصبح الدولة خيارا داخليا وحيدا لأبنائها، لا حاجة خارجية، فيتحول شعبها مجموعات من المقاولين، لتلبية مصالح دولية أو إقليمية".
وأكد أنه "علينا تحريك القوة الكامنة، القادرة على هز الجامد والراكد، وقلب الأمر الواقع، والتجرؤ بالإقدام على مواجهة السائد، على غرار ديكتاتورية الجماعة أو الطائفة أو الحزب، ولا يحتاج الأمر إلى عنف مادي دفعنا ثمنه غاليا، بل يتم ذلك، عبر استلهام المبدأ الديموقراطي، بالإعتماد على المجتمع وطاقاته الشبابية ومبادراته، والرهان على تطوير فعله التاريخي، ومشاركته في تقرير المصير، باقرار قانون اللامركزية الذي أحلناه الى مجلس الوزراء، وبالانتخاب الحر، المستند إلى قانون حديث، يعتمد النسبية لتوسيع قاعدة التمثيل وتنوعه، تحت سقف إتفاق الطائف".
ودعا "أبنائي الشابات والشبان"، الى توجيه الشكر الجزيل "للسيد كارلوس سليم لهذا المشروع الذي لن ينساه الجبيليون، كما لن ينسى سائر المواطنين عطاءاته الاخرى في مختلف المناطق، وأذكر ما قاله لي عندما استضفته وكرمته في لبنان: "ان ثروته ليست ملكه، ولكنه مكلف بإدارتها"، وأتمنى هنا أن يتخذ المقتدرون هذا القول شعارا لهم فيساهموا في انماء وطنهم"، موجها تهنئته إلى "السيد نبيل حواط رئيس جمعية "احلى جبيل" الذي تولى على رأس كوكبة من الشباب تنفيذ هذا المشروع الضخم بكل اندفاع وحماس وشفافية عالية، وأكتفي بالتهنئة القلبية كون علاقة القربى التي تربطه بي تأبى علي تقديره بالوسام الذي يستحق".
وختم "أيها اللبنانيون، لا تخافوا، فالظلام لا تشتد حلكته إلا عندما يقارب الفجر على الانبثاق، الأمل ساكن في ثنايا إيمان أقدم من بحر جبيل، وأعتق من أرجوان صور، وأعلى من قمة صنين. أشهد إنني بلغت، فأنا منكم وإليكم أعود. عشتم، عاش لبنان".
تقليد وسام
وفي ختام كلمته، منح رئيس الجمهورية زياد حواط وسام الاستحقاق اللبناني الفضي ذا السعف.
الوصول
وكان الرئيس سليمان وصل عند السابعة والنصف مساء، الى مكان الحفل، حيث كان في استقباله ريفي، والشيخ سلمان، زياد ونبيل حواط، ورؤساء الاتحادات. وبعد ازاحة الستار عن اللوحة التذكارية، وضع رئيس الجمهورية حجر الاساس لملعب كرة القدم، ثم تم تقديم ايجاز عن المشروع، جال بعدها الرئيس سليمان في ارجاء المجمع.
كلمة في السجل
ثم دون سليمان كلمة في السجل الذهبي للقرية، قال فيها: "لقد ارتفع هذا الصرح لهدف التنافس على القيم، وفرح العطاء، لتحقيق ما تمنحه الرياضة من روح مساواة وأخوة ومحبة. دعائي ان تبقى وجوه الآتين الى هذه القرية، مفعمة بالأمل، وزهو الإقدام، تحت شمس ملاعبها، فينهلوا من تعبهم وعرقهم ذخرا أكبر للتميز وتحقيق البطولات، وبلوغ القمم. وامتناني لجميع القيمين عليها. أنتم مثال شباب لبنان، وأنتم حاجة لبنان إلى الحيوية والإخلاص للتحدي. كونوا على قدر مسؤولياتكم، بذلك تستحقون مواعيد النجاح، على اسم لبنان".
وقائع الحفل
بعد النشيد الوطني افتتاحا، تحدثت عريفة الحفل مرحبة بالرئيس سليمان وبالحضور.
نبيل حواط
ثم ألقى حواط كلمة فأشار فيها الى "أهمية هذا المشروع"، وقال: "ليست المنشأة الاولى تحمل اسم الرئيس سليمان، الذي سعى بقوة إلى إنجاح هذه المشاريع، وهو المؤمن بتلازم عملية البناء بين الحجر والبشر".
أضاف: "فخامة الرئيس، احصر كلمتي بالرياضة، واقول ان حجارة المنشأة تكاد تنطق، وهي تحكي السرعة في تنفيذ هذا المشروع على درجة عالية من الاتقان، ملتزمين الشروط التي نلنا على اساسها التمويل من الاستاذ كارلوس سليم".
وتابع "إن المنشأة لقضاء جبيل لا للمدينة فقط. منشأة لرياضة صحيحة لا أبعاد لها. وحسنا ان الحجارة لا تنطق، كي لا تفضح ما تعانيه رياضتنا من فساد اداري، وهيمنة عليها بخلفيات لا تمت الى الرياضة بصلة".
وقال: "يتلطون وراء الطائفية والمذهبية تحقيقا لغايات اصحاب النفوس الضعيفة. لكن الرياضة ليست هكذا، والدليل اننا حصلنا على تمويل خارجي لبناء منشأتين رياضيتين. اولاهما في عمشيت من دولة الكويت العزيزة عبر الصندوق الكويتي، والثانية هنا من كارلوس سليم. ويحضر بيننا اليوم ابن البحرين الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة. ونحن الذين كسرنا حرمان جبيل من الغياب عن عائلة كرة القدم، فكانت ابواب الاتحاد اللبناني لكرة القدم مشرعة لجبيل من ابنتها بنت جبيل واقليم التفاح وجبل عامل والبقاع والشمال وبيروت، فكان وضع حجر الاساس اليوم للمرحلة الثانية من المشروع، التي تتضمن ملعبا لكرة القدم بمواصفات دولية، وبمواكبة دولية من الاتحاد الدولي لكرة القدم، عبر الاتحادين الآسيوي واللبناني مشكورين".
وتوزجه إلى سليمان قائلا: "فخامة الرئيس، تعاطينا في الملف الرياضي وسرنا على نهجكم، وقد تكلمت عنا اعمالنا، وابتعدنا عن الحسابات الضيقة. طبقنا الاصلاح والتغيير للافضل في ممارستنا، ولم نرفع شعارا زائفا في هذا المجال، انتهى كما حصل في احدى الالعاب، بتصفية حسابات على خلفية انتخابات بلدية".
أضاف "نعم يا فخامة الرئيس، تعرضنا لأوسع حملة من قبل مافيا متحكمة بالرياضة اللبنانية، ولم نتفاجئ عندما عرفنا السبب، وهو ان البعض يعتاش من الرياضة، لذا يرى فينا نحن الجيل الجديد كمن يحاول قطع رزقه"، مؤكدا "نحن مستمرون في الرياضة، ونفتتح اليوم منشأة، وسنمضي في توسيعها، وسنواصل رعاية الفرق في الالعاب كافة، ونحن لا نبحث عن مقابل، ولم نستقو يوما بالسياسة، بل حصل معنا العكس، ولم نشتك لأننا نعمل ونقدم اشياء على الارض. ونحن ثابتون في قناعاتنا ولا نؤسس تحالفات رياضية لغايات انتخابية. وبكل بساطة، الرياضة ليست وسيلة لدينا لنصل الى اهداف، ولن تكون. هذا ما تعلمناه من الوالد ابن جيل حلم في مجمع رياضي كبير يليق بجبيل وبدخول القضاء عالم كرة القدم".
وتابع "نحن في عائلة جبيلية، تتسع وتنطلق الى كل لبنان، والى المكسيك والكويت والبحرين وآسيا. نحن ننطلق الى كل الامكنة كما اسلافنا، الذين حملوا خشب الارز الى مصر، وخرجوا من مرفأ جبيل حاملين الابجدية. لن ندخل في الزواريب والأزقة يا فخامة الرئيس، ونحن لا نعرف طريقا لها، لأننا وبكل بساطة تعلمنا ايضا من مدرستكم، التي غلبت المصلحة الوطنية اللبنانية على ما عداها. ومستمرون في الرياضة، ومصرون على جعلها نظيفة وأحلى، بتبديل مشهدها الحالي القاتم".
وشكر "كل من عمل وساعد ونفذ هذا الانجاز، وشكر خاص للأستاذ جورج زرد ابوجودة وصندوق الكويتي على مسعادتهما لنا، وللأستاذ، الصديق الرفيق والاخ زياد حايك على ما بذله في سبيل تحقيق هذا الحلم، وتنسيق العلاقة مع صديقه رجل الخير وصاحب اليد البيضاء الأستاذ كارلوس سليم، وللرهبانية اللبنانية المارونية، الشكر على مباركتها هذا المشروع بوضعها هذا العقار بتصرفنا مقابل ايجار رمزي".
وقال: "أما كارلوس سليم، باسم زملائي في الجمعية، وباسم كل اهل جبيل، واهل الرياضة في لبنان مليونين وخمسمئة ألف شكرا لانك حولت حلم اجيال في جبيل الى حقيقة، داعينك إلى زيارة منشاتك في أول فرصة ممكنة لك. أما أهلي اهل جبيل أهل الرياضة في جبيل اقول لكم لولا وحدتنا ودعمكم اللامتناهي لنا ما كنا خطونا خطوة واحدة في مشروعنا الرياضي هذا".
وختم "فخامة الرئيس، كيف يمكننا أن نعبر عن شكرنا لفخامتكم، وانتم من حولتم قضاء جبيل من قضاء منسى، مهمول مشهورا بالحرمان الى قضاء تنبض المشاريع الإنمائية في كل أرجائه من اقصى شماله الى اقصى جنوبه جبلا وساحلا فبتم للقضاء رمزه الاول".
وثائقي
ثم عرض فيلم وثائقي عن مراحل بناء المشروع، القى بعدها زياد حايك كلمة باسم كارلوس سليم فهنأ "المهندس حواط على مثابرته، وعلى العمل الجبار الذي قام به لتنفيذ هذا المشروع، متطلعا الى تنفيذ مشاريع أخرى في لبنان".
ووجه التهنئة الى "رئيس بلدية جبيل، وجميع سكانها على هذه الانجازات"، آملا أن "يعزز هذا المشروع صورة جبيل كمدينة يطيب العيش فيها"، وشكر رئيس الجمهورية على "اهتمامه الدائم بتحسين حياة الشباب ومستقبلهم".
خليفة
وألقى الشيخ سلمان بن ابراهيم ال خليفة كلمة قال فيها: "إننا ننظر الى هذه المنشأة الرياضية الحديثة، باعتبارها من المكتسبات المتميزة للحركة الرياضية اللبنانية بصفة عامة، ومدينة جبيل على وجه الخصوص، مؤكدين ان دعم ومتابعة فخامتكم لهذا المشروع الجديد كان له ابلغ الاثر في تنفيذه على أرض الواقع، صرحا شامخا يليق بهذه المدينة الجميلة".
زياد حواط
ثم ألقى حواط كلمة شكر فيها الرئيس سليمان "الذي لم يقصر في دعم أي مشروع انمائي بأي منطقة لبنانية، وليس فقط في جبيل"، وقال: "نشكره على مواقفه الدائمة التي ترفع رأس الجبيليين، وجميع اللبنانيين"، لافتا الى أن "ما تحقق في جبيل ليس إلا من قبل مسؤول أراد تنفيذ ما وعد به الشعب، وعلى الشعب أن يحاسب هذا المسؤول، وعندما يقوم الشعب بمحاسبة المسؤولين يصبح وطننا بألف خير، وعلى الشعب أن يلعب دورا في اختيار مسؤوليه".
درع تذكارية
وفي ختام الحفل، قدم الشيخ سلمان علم الاتحاد الاسيوي للرئيس سليمان تقديرا واحتراما، ثم قدم له رئيس بلدية جبيل درعا تذكارية.