سببت الأمبراطورية الفارسية في عهد كورش الاول الكبير، حين فتحت الحواضر الاغريقية الفتية في أسيا الصغرى الحروب الميدية (1) وسعت للإستيلاء على الحواضر البلقانية.وكانت الذريعة،ان حاضرة "ميليت" قامت بثورة في عام 500 ق.م ضد سيطرة الفرس، وقد نالت المساعدة من الحاضرات الاغريقية الاسيوية الاخرى. ولم تستطع (ميليت) بالصمود لوحدها في وجه أمبراطورية الفرس الضخمة والقوية لذلك طلبت المساعدة من أوروبا، فاستجابت (أثينا)، وارسلت عشرين سفينة، وكذلك حاضرة (أريتري) في جزيرة اوبيه، نظرا لصغرها ارسلت خمسة سفن وسميت عذه المعركة (معركة ماراتون) (2) . أرسل داريوس (522 - 486 ق.م)، سفراءه لحاضرات اليونان، طالبا تسليم "الأرض والمياه"، أي الخضوع التام، فاستجابت معظمها، لأنه لا يوجد لديها القوة للمجابهة.الإ ان أثينا ذبحت السفراء الفرس، واسبرطة ألقتهم في بئر عميق. |
اثر ذلك شن الفرس في 492 ق.م الحرب على الإغريق دون نجاح، وقد شتت العواصف الأسطول الفارسي قرب جبل اتوس (في شبه جزيرة خالسيديا). فاضطر الجيش الفارسي بسفنه التراجع. واعدت حملة جديدة في في عام 490 ق.م إذ انتقل الجيش الفارسي بسفنه إلى سواحل الأتيك عبر بحر إيجيه. وبطريقهم عرج هؤلاء على جزيرة (أوبيه)، واقتحموا مدينة (أريتريه) ونهبوها، وأخذوا سكانها كأرقاء.
وجرت المعركة على الساحل الشرقي (لأتيك) قرب مدينة (ماراتون). ولم يحشد الاثينيون سوى عشرة الاف مقاتل. وانضم إليهم الف جندي من قبل حاضرة (بلاتين). وكانت اعداد الفرس تفوق الاتينين بعدة اضعاف، ولكن النصر الحاسم كان للإغريق تحت قيادة الجنرال ( ميليتيادس)، الضابط المسن الذي يعرف خطط الأعداء.
معركة سلاميا:
كان " ترومبيليوس" هو الخط الضيق الموصل من ( تيساليا) الى داخل اليونان، إذ ان عربتين لا يمكنهما المرور إذا التقيا فيه، ومن ناحية الغرب تسوره صخور شديدة الإنحدار لا يمكن الوصول إليها، وفي الشرق وحتى البحر، كانت مستنقعات لا يمكن إجتيازها، وفي هذا الممر الإجباري، تمركزت الميليشيا الإغريقية الصغيرة بإمرة ملك اسبارطة (ليونيدس). وصل الجيش الفارسي الجبار أمام الممر وكان امبراطور الفرس (كسيركسيس)، على قناعة إنه لن يجد مقاومة جدية، لكن الإغريق صدوا هجمات الفرس لعدة أيام رغم تدفق جحافلهم المعادية، واستطاع الافرس إيجاد احد الخونة، الذي وافق على قيادة فصيلة فارسية ضخمة في مؤخرة الأغارقة. حينذاك، ومنعا لتطويق القوات الإغريقية، صرف (ليونيدس) الأغارقة واحتفظ بالقوات السبارطية التي قاتلت حتى الموت.
وفي ذات الوقت كانت تجري معركة بحرية قرب رأس (أريتيمينريوم) التي كان النجاح فيها للأغارقة. ولكن الإختراق الفارسي في ( بترموبيليس)، جعل الأسطول اليوناني ينكفي نحو سواحل (أنيك).
ورغم معارضة القيادة الأسبارطية، أصر الاثينيون على التمركز في ساحل (الأتيك) وجزيرة (سالامين). وكان (يتميستوكليس)، الأشد حماسة لهذا الحل.
ونظرا لشعور (أكسيركسيس) بالنصر، أمر بوضع عرشه الذهبي على احدى تلال الشاطئ للمراقبة. وفي هذا الوقت، كانت السفن الفارسية الثقيلة غير قادرة على المناورة والتحرك عبر المضيق. لكن المراكب الإغريقية الصغيرة استطاعت أن تصل بسهولة الى صدم السفن المعادية وإغراقها، فاستولى الذعر على البحارة الفرس ولاذت السفن السليمة بالفرار، وكان انتصار الإغريق تاما وعظيما.
وبعد معركة سلامين، اضطر ( كسركسيس) على الإنسحاب من اليونان لكنه ترك على البر اليوناني حوالى 60000 ألف رجل.
وبعد عام على معركة (سلامين)، جرت معركتان كبيرتان في اليونان بجوار مدينة (بلاتيس)، اسفرت نتيجتهما على تحطيم جيش الفرس، وطردهم من الأراضي اليونانية، كما تحررت مدن أسيا الصغرى الإغريقية بسرعة من الإحتلال الفارسي.