
ومنذ أن ظهرت التجمعات البشرية برزت حاجة الناس لبعضها خوفا من العوامل الطبيعية،ومن الاعتداءات الحيوانية أو البشرية التي تغزوها، فولدت فكرة القبائل وتطورت الى استحداث نظام قبائلي، يهتم بأفراد القبيلة والدفاع عنها ضد الأعداء.
وبفعل التطور والارتقاء، أصبح بناء الدول حاجة ضرورية، انبثق عن تحالفات قبائلية متماسكة قامت بتنظيم نفسها، وعوضا عن تبادل بنظام مقايضة، ظهرت العملة المعدنية التي جرى التبادل بها وفقا لتوفرها في كل دولة
ونتيجة وصول الرقي لمعرفة المعادن النفيسة في الألف الثاني قبل المسيح، الذي بدأ في الدولة البابلية، تبعها استعمال ترقيم تسلسلي في القرن السابع عشر، وانشاء بنوك، وتلت ذلك
وفي ذات الوقت بدأعمل المرابين يأخذ مكانه في عالم الأموال وترسخت الكراهية لدى الناس ضد هؤلاء. ومنذ ألفي سنة أتى السيد المسيح له المجد الى العالم، وأحب جميع البشر، وبذل حياته فداء عنهم لكنه كره المرابين واعتبرهم عبادا للمال.
وعرف عن اليهود قدرة ادارتهم للتجارة والمال وسيطرتهم على الاحتكارات والأعمال الفاسدة من مخدرات وتهريب المسكرات والعطور والجواهر والسلع الثمينة الأخرى، كما استعملوا الرشوة وشراء ذمم المسؤولين الكبار وافساد أخلاق الشعب.
وجاء في الموسوعة البريطانية ما يلي: " كان لدى التجار والمرابين اليهود ميل شديد للتخصص بالتجارة، وساعدهم في ذلك مهارتهم وانتشارهم في كل مكان. وكانت تجارة اوروبا في العصور المظلمة بمعظمها في أيديهم وخاصة تجارة الرقيق"
ولا بد من ذكر ان جميع الثورات والحروب التي نشأت في العصر الحديث، كانت بتخطيط من قبل أصحاب الأموال والمرابين اليهود
اما بالنسبة للأحزاب، فالحزب الشيوعي تأسس سنة 1773 من قبل سادة المال العالميين، واستعملته لتحقيق أهدافها، بأقامة دولة الحادية ذات دكتاتورية شاملة، وقد ذكر لنين في كتابه: " ان الشيوعية ليست مذهبا عقائديا" بل هي اداة للعمل". وتميز كارل ماركس بنشر "البيان الشيوعي"، الذي كان الأساس للفكر الشيوعي بصورته العلمية. كما اسس كارل ريتر في ألمانيا "الحزب النازي"، بمساعدة الأريين الملحدين بهدف السيطرة على العالم، وتحويله الى دولة الحادية دكتاتورية شاملة، وللوصول الى السيطرة على العالم يجب التحالف مع أصحاب البنوك العالميين أو تحطيم نفوذهم. وكان الهدف من الحزبين المذكورين تأليه رئيس الدولة.
وكان المفكرون اليهود أصحاب الأموال والبنوك، يحرضون الدول على بعضها للدخول في الحرب وهذا يتطلب دفع أموال للتسلح، وبعد انتهاء الحرب تعجز الدول عن تسديد الديون، فتلجأ الى أصحاب البنوك للاقتراض، فتفرض هذه الأخيرة الفوائد الباهظة، فتصبح الدول المقترضة مفلسة، فتأتي البنوك وتضع شروطها وتفرض ساطتها وفقا لمخططاتها، فتصبح الدول وأنظمتها ألعوبة تابعة في جميع شؤونها لاصحاب المال.
ان جميع الثورات والحروب التي نشأت منذ القرن السادس عشر حتى القرن العشرين، كانت بتخطيط من قبل أصحاب الأموال والمرابين اليهود
كل الذين يعملون بالسياسة، يعرفون ان الدول بحاجة الى المال لتنظيم شؤؤن الدولة من النواحي التنظيمية والادارية والقانونية والعسكرية. ولا يمكن أن نرى دولة تحترم نفسها وتسعى للبقاء على استمراريتها بين الدول بدون وجود قوى عسكرية نظامية مسلحة ومدربة مستعدة للدفاع عن الوطن ضد أي اعتداء تتعرض له.
اما لبنان، الذي تميز بانه نموذجا يقتدى به ضمن الدول العربية من ناحية الحرية والتعايش الديني والذي طبق الديموقراطية على مستوى الدول المتقدمة، نرى ان ادارته السياسية والاقتصادية، راكمت عليه الديون الباهظة التي فاقت 70 مليار دولار خلال العقدين الماضيين، دون أن تقدم على تسليح الجيش للتمكن بالقيام بمهماته الدفاعية.
من المعروف، ان الدول التي تخوض الحروب تلجأ الى الاستدانة، فأين هي الحروب التي خاضها لبنان خلال العقدين الماضيين، لكن المرابين اللبنانيين لعبوا بقيمة العملة اللبنانية، ورفعوا الفوائد حتى وصلت سندات الخزينة الى فائدة 47% سنويا، واستدانوا من الدول الأوروبية، ووصلوا الى الاستدانة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يتحكمان بالدول المدينة، ويوجهون سياستها لمصلحتهم.
ونسأل أين ذهبت هذه الأموال، وما هذه الشراكة بين المتحكمين باموال الدولة وأصحاب البنوك والتجار والصناعيين والمرابين الذين ألغوا الطبقة الوسطى. ولماذا تغطية جميع المخالفات ونهب أملاك الدولة وتحويلها الى جيوب هؤلاء.
والسؤال هو: اين يذهب لبنان؟ هناك طريقتان لحكم الشعب. الأولى بالحديد والنار، والثانية بافقاره وتجويعه، فيظطر الى الهجرة.
الدكتور حبيب خليل شمعون