
وأعرب عن قلقه ازاء هذا الوضع، وقال: "نشعر أن بعض الخارج حريص على المصلحة
وشدد على "ضرورة القيام بأي جهد ومبادرة لانقاذ الجمهورية"، وقال: "شعارنا اليوم انقاذ الجمهورية من خلال انقاذ الانتخابات الرئاسية واتمامها في الوقت المناسب. لقد بات مسار الانتخابات الرئاسية اللبنانية يقلقنا يوما بعد يوم، نظرا للعراقيل والتعقيدات التي تواجهه، وباتت معه الجمهورية في خطر. إنه خطر الشغور في موقع رئيس البلاد، وخطر الفراغ في كل المؤسسات الدستورية، وخطر الإفلاس لكل العملية السياسية.
أضاف: "إن الجمهورية في خطر، ومن الضروري أن نقف اليوم، ومن دون استمهال ولا تباطؤ، وقفة وطنية وصحوة ضميرية، وقفة نجدد فيها الإيمان بلبنان، فنهب سوية لإنقاذ الجمهورية، وهذا ما كرست حياتي له، وهذا ما أعطيه الأولوية اليوم. إن إنقاذ الجمهورية ليس بشعار، إنما هو نضال ومسار... ان انقاذ الجمهورية ليس بخيار،انما هو موقف وقرار، ان انقاذ الجمهورية ليس بحصار، بل هو جرأة وحوار. لذلك، كان القرار بالحوار، فالجمهورية تستحق إسقاط كل الحواجز، المادية والنفسية، والجمهورية تستحق اجتياز كل المسافات، الحليفة وغير الحليفة، والجمهورية تستحق الحماية من كل النيران، الصديقة وغير الصديقة، والجمهورية تستحق استنفاد كل الوسائل، مع كل اللبنانيين، أقربين وأبعدين، انقاذا للحاضر والمستقبل، انقاذا لتاريخ 25 أيار 2014".
وتابع: "إن الوقت يمر: الدورة الأولى - الثانية، وهكذا تباعا، من دون نتيجة، إلا تعميق الهوة بين اللبنانيين وإفقاد ثقة المواطنين بالوطن، وتبديد ثقة العالم بلبنان. ولم يبق إلا 20 يوما، ولا خلاص في الأفق".
وأردف: "منذ البداية، ساهمنا في إطلاق المسار الانتخابي، وتخطينا كل الاعتبارات من أجل تسهيل إنتخاب الرئيس الجديد حسب الأصول الدستورية وتقاليدنا الديموقراطية العريقة. فإذا بنا نرى الاستحقاق ينحرف عن روحية لقاء بكركي كأن الاستحقاق سيتخطى حدين: 25 أيار كمهلة دستورية، ولبنانية الاستحقاق كمعادلة وطنية. نعم، لانتخاب الرئيس قبل 25 أيار، ولا لرهن الاستحقاق لسياسات المحاور والدول ومصالحها. حان الوقت لوقفة لبنانية مسؤولة تتجاوز المصالح الشخصية والحزبية والفئوية، ولننظر الى المصلحة الوطنية، الى مستقبل الوطن والمواطنين".
وقال: "من الضروري تجاوز كل الاصطفافات والتقوقع القاتل لمسار المؤسسات، فصحيح أن هناك خلافات بين بعضنا البعض، لكن لا يجوز أن تؤدي إلى تعطيل المؤسسات والانتخابات الرئاسية".
وأعلن "أن حزب الكتائب سيقوم بسلسلة اتصالات انطلاقا من الغد، وسيلتقي مجموعة من القيادات من كل الاتجاهات للبحث في سبل الخروج من هذا المأزق، لأنه إذا ما استمر سيكون له تأثير مدمر على المؤسسات كافة ومستقبل البلد ودوره"، وقال: "كل المنطقة تغلي، كما يواجه لبنان صعوبات عدة منها اللاجئون السوريون الذين وصل عددهم الى حوالى نصف عدد اللبنانيين، اضافة الى الوضعين الاقتصادي والاجتماعي، واذا لم ننه هذا الاستحقاق لا اعرف كيف سنعالج الاستحقاقات الاخرى".
ورأى "أن الأمور تتطلب مبادرة سريعة من كل المخلصين والحرصاء على مصلحة البلد للوصول الى الخلاص"، وقال: "بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان، وبعد انسحاب الجيش السوري واستقرار الوضع، وفي ضوء تشكيل الحكومة التي حققت بعض الانجازات خصوصا في المجال الامني من خلال الخطط الامنية، وفي مجال الادارة من خلال التعيينات، وهذه كلها خطوات ايجابية، لكن اذا لم تستكمل بانتخابات رئاسية تكون قد ذهبت هدرا".
وأعلن رئيس حزب الكتائب "رفع شعار إنقاذ الجمهورية"، وقال: "هذا هو الشعار المرحلي الذي سنرفعه وسندافع عنه كحزب كتائب، وذلك من خلال انقاذ الانتخابات الرئاسية. منذ البداية، قمنا بما في وسعنا، وضحينا لتسهيل مسار الانتخابات، ووضعنا كحزب كتائب كل مصالحنا جانبا، حتى أنه حصل اعتراض في الحزب حول بعض المبادرات التي اتخذناها، لكن نؤمن بما نقوم به، وبأنه يجب أن نتجاوز الانانيات والمصالح الشخصية والحزبية والفئوية لدفع هذا الاستحقاق الى الامام، والا سنخسر جميعنا".
أضاف: "هذا الاستحقاق لا يتحقق إلا بتجاوز الاصطفافات وبالتواصل والتفكير بالمصلحة الوطنية قبل أي اعتبار، وإن السكوت عن هذا الوضع جريمة، والمسايرة جريمة بحق الحاضر، والانتظار جريمة بحق المستقبل، وليكن معلوما أنه يجب الا نكون قاصرين او عاجزين، وحذار تضييع الفرصة بتحقيق الاستقلال السياسي الحقيقي للبنان، وبأن يعود الاستحقاق ملبننا وصنع في لبنان بكل معنى الكلمة".
وتابع: "هناك ضرورة لإعادة الوهج لرئاسة الجمهورية وأن نضعها على الصعيد الوطني كمؤسسة أساسية وجامعة للكل".
وشدد على "ضرورة أن يستعيد المسيحيون المبادرة، انطلاقا من الأصول الميثاقية، وألا نفرط بهذا المبدأ لأن الثمن سيدفعه كل لبنان"، مؤكدا "ضرورة التواصل مع كل القوى، وهذا ما سنعمل عليه لنستشف افضل الوسائل لانقاذ الوطن والاسراع في تحقيق الانتخابات الرئاسية".
وردا على سؤال، قال الرئيس الجميل: "نريد أن تحصل الانتخابات الرئاسية في 25 أيار حتى تنتظم المؤسسات الدستورية، ويثق اللبناني بوطنه وبمؤسساته ولكي يثق الخارج بلبنان أيضا. وإن عدم اتمام الانتخابات الرئاسية قبل 25 أيار جريمة، ونحن سنتواصل مع الجميع، وسنبذل جهدنا مع الجميع للبحث عن مخرج للاستحقاق الرئاسي".
وعن امكانية ترشحه للرئاسة، قال: "في الوقت المناسب، سيتخذ المكتب السياسي القرار. أما الآن فيهمنا انقاذ الجمهورية من خلال الانتخابات الرئاسية وأن لا نتوقف عند حسابات انانية، بل ما يهمنا مصلحة البلد. نحن نريد جمهورية قوية، ويجب ان يكون هناك مرشحون يحوزون على ثقة الناس، ولديهم القدرة على انتشال الجمهورية من المستنقع الذي تتخبط فيه".
أضاف: "كان هناك تفاهم في اجتماع اقطاب الموارنة في بكركي على أن يكون البحث جديا بترشيح أحدهم ودعم بعضهم، لكن هذا لا يترجم عمليا، وهذا نوع من ميثاق شرف، ونحن نريد ان نحيي الجمهورية، وإنقاذها لا يتم بأي مرشح كان".
وردا على سؤال آخر، قال: "إن الرئيس سعد الحريري يريد ان يجسد رئيس الجمهورية مشاعر المسيحيين، وأن ينطلق من قاعدة مسيحية، والرئيس بري اكد اليوم ضرورة تعزيز الموقع المسيحي في المؤسسات العامة، ونحن مصرون على أن يمثل الرئيس الشعور المسيحي، وأن تكون لديه التجربة الكافية ليطمئن المسيحيون واللبنانيون الى مستقبلهم".