
وقال عون إن "العبث والهروب نحو حكومة أمر واقع سنواجهه فهو ذروة المخالفات وضرب للميثاق" لكن قناة "المنار" رأت انه أبقى الباب مفتوحاً، وعاد الوسيط الاشتراكي وائل أبو فاعور الى المصيطبة محاولاً نزع فتيل المهل الزمنية
أما دعوة عون الى الاستقالة، فلم تجد صداها في دارة المصيطبة، إذ لم ير سلام انه معني بالهجوم، واعتبر، استناداً الى زواره، ان الجنرال اختار أسلوب الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع، واستعمل عبارات أقل ما يقال فيها إنها مسيئة إلى المؤسسات قبل الأفراد، وكان هذا التضخيم للتغطية على مطلب واحد اسمه وزارة الطاقة. ولا يزال سلام ينتظر جواب "حزب الله".
وفي معلومات لـ"النهار" ان الرئيس المكلف سيلتقي اليوم الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا، وسيحمل مسودة حكومة أو مسودتين للتشاور فيهما، قبل اتخاذ قرار نهائي اليوم او غدا الخميس، فيما اعتبرت اوساط مواكبة أن التأجيل قد يبلغ نهاية الاسبوع ريثما يتبلور الحوار السوري.
وعلمت "النهار" ان الجولة المكوكية التي قام بها أمس الوزير وائل أبو فاعور بتكليف من رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، حطت رحالها في قصر بعبدا بعيدا من الاضواء حيث اطلع رئيس الجمهورية من الوسيط الاشتراكي على المعطيات بعد جواب العماد عون المعلن في شأن تأليف الحكومة.
وقال الرئيس بري لـ"النهار": "انا ما زلت على موقفي من الحكومة، وأطلعني الوزير أبو فاعور على النتائج الاخيرة للاتصالات ولا جديد في الامر. واذا شعرت بضرورة تدخلي فلن أقصر".
واعتبر ان الحكومة الجامعة تعبد نصف الطريق الى انتخابات رئاسة الجمهورية لان جميع القوى والافرقاء يكونون مشاركين والى طاولة واحدة. ومن يريد اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده عليه السعي الى الكلمة الجامعة التي تؤدي الى حكومة جامعة وهي اشبه بمقدمة لاعداد كتاب. ويكمن الخطر في استقالة الحكومة التي أدت الى تعطيل مجلس النواب وبدأنا ويا للأسف نلمس اشارات تؤشر لتعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وأضاف ان الحكومة الحيادية لا تصل الى المجلس ولا تحصل على الثقة. واذا أحجم المسيحيون عن حكومة الامر الواقع تفقد ميثاقيتها ولا أسمح لها بالوصول الى البرلمان وهم يعرفون جيدا أني أقوم بهذا العمل.
الأمن
أمنيا، وفيما ينشغل "حزب الله" بالملف الحكومي ارضاء لحليفه "العوني" يكسر الحزب معظم وقته وجهده للملف الامني الذي أضعف ثقة جمهوره به بعد توالي الضربات في الضاحية الجنوبية لبيروت، وسقوط مقولة نجاح الامن الذاتي. واذ وصفت مصادر قريبة من الحزب الاجراءات المتخذة بأنها ناجحة وقد وفرت الكثير من الويلات، رأت ان الوقوف في وجه التكفيريين مهمة وطنية ولا تقتصر على منطقة أو حزب أو طائفة.
وعلمت "النهار" ان الحزب رفع جهوزيته الى الحد الاقصى في الايام الاخيرة وأجرى مناورات عدة غداة الاعلان عن كشف مخطط للقيام بهجوم وتفجيرات عدة متزامنة تستهدف الضاحية. ونفذ الحزب في الضاحية مناورة دفاع قبل يومين أو ثلاثة، هدفت الى التدرب على إقفال المحال التجارية وإخلاء الشوارع خلال عشر دقائق، ومنع حصول أي تجمعات. ودعا المسؤولون عن المناورة المقيمين في الضاحية للجوء الى الطبقات العليا من البنايات، واخلاء الطبقات الأرضية تماماً لإعطاء مقاتلي الحزب حرية الحركة لاي قتال مباشر في مواجهة مسلحين تكفيريين قد يدخلون الشوارع قبل أن ينفذوا عمليات انتحارية.
وعلم أنه تجري محاولات لحصر مداخل الضاحية بعشرة فقط لمراقبة السيارات والمارة. وعمد نواب الحزب في بيروت والمناطق الى إزالة كل اللوحات الزرقاء أو أي اشارات أخرى تدل عليهم. وقد تسببت الاجراءات بزحمة سير كبيرة في الضاحية أمس، فيما انشغل التجار بتحصين محالهم بأكياس من الرمل تجنباً لأي طارئ، كما عمدت مدارس الى اتخاذ احتياطات للتلامذة عبر دروس اسعافات أولية وتدرب على دخول المدرسة والخروج منها والتزام الحيطة.
وفي النبطية استرعت الانتباه عودة انضباط "حزب الله" الى الشوارع بعد ازدياد الشائعات المتداولة عن سرقة سيارات إسعاف أو وجود سيارات مفخخة، "لذا أعلن الحزب العمل على طمأنة الأهالي من خلال انتشار عناصره على الأرض وبين المحال والأسواق التجارية ليرصدوا الحركة اليومية ضمن خطة أمنية ينفّذها الحزب من الضاحية الى الجنوب والبقاع، فيما اكتفت حركة "امل" بالتشدد الأمني حول مراكزها في النبطية.