
وبالفعل بثت اذاعة الجيش الاسرائيلي ليلا أن القوات الاسرائيلية المتمركزة على طول الحدود مع لبنان وضعت في حال تأهب مساء الاربعاء، بعدما هدد "حزب الله" بالرد على الغارة الاسرائيلية. وقالت: "ان الجيش أمر المزارعين بالابتعاد عن الحدود... وهناك تحركات لمركبات عسكرية". ولم يصدر الجيش الاسرائيلي أي بيان في هذا الشأن.
غير ان ذلك لم يصرف الأنظار عن الاستعدادات الجارية لتزخيم الدعم الدولي للبنان وخصوصا عبر مؤتمر باريس لمجموعة الدعم الدولية للبنان المقرر عقده في 5 آذار المقبل والذي يدفع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الوزراء تمام سلام في اتجاه انجاز البيان الوزاري للحكومة ونيلها ثقة مجلس النواب قبل موعده.
وفي هذا السياق، نقل مراسل "النهار" في باريس سمير تويني امس عن مصادر ديبلوماسية في العاصمة الفرنسية انه تم التوصل الى اتفاق بين السلطات الفرنسية واللبنانية على تجهيز الجيش اللبناني بالاسلحة والاعتدة التي يحتاج اليها بقيمة ثلاثة مليارات دولار وفق البرنامج الذي كان وضعه الجيش اللبناني والذي كان مقدرا بمبلغ اربعة مليارات وستمئة مليون دولار.
ويتضمن الاتفاق تجهيز الجيش اللبناني بمعدات عسكرية لسلاح الجو والارض والبحر في اطار حاجات الجيش ولا يدخل ضمن البرنامج انشاءات كاعادة تأهيل المستشفى العسكري.
وقد يعلن الاتفاق خلال اجتماع الدول الداعمة للبنان في باريس والذي سيحضره، الى جانب وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن (اميركا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) المانيا وايطاليا واسبانيا ونروج والسعودية والامم المتحدة والبنك الدولي وجامعة الدول العربية.
وقد يضع الرئيس سليمان الذي سيرأس الوفد اللبناني مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند اللمسات الاخيرة على العقد في اجتماع بينهما في الاليزيه قبل استقبال هولاند الوفود، على ان يعقد المؤتمر بعدها في مقر الخارجية الفرنسية.
"الصيغة المرضية"
في غضون ذلك، اعلن وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور عقب الاجتماع السادس للجنة الوزارية للبيان الوزاري انجاز معظم القضايا "التي يمكن ان تكون ذات طابع اشكالي وبقي بعض القضايا للنقاش"، موضحا ان اللجنة ستعقد اجتماعها المقبل بعد ظهر غد املا في ان يكون الاجتماع الاخير. واشار الى انه "تم التوصل الى صيغة مرضية في اعلان بعبدا تحفظ لكل الاطراف مواقفهم وقناعاتهم السياسية، كذلك تم التوصل الى صيغة مرضية للجميع في موضوع المقاومة".
وعلمت "النهار" انه جرى خلال الاجتماع تبني الاقتراح الذي قدمه رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في ما يتعلق بـ"اعلان بعبدا".
كما علمت "النهار" ان الصيغة المرضية التي قال الوزير ابو فاعور انه تم التوصل اليها هي على النحو الآتي: 1- ذكر مقررات الحوار عموما. 2- التزام متابعة هذه المقررات وتنفيذها. 3- التزام المقررات الصادرة عن مؤتمر الحوار في بعبدا تحديدا.
وفي ما يتعلق بالقسم الثالث ليس هناك من مقررات صادرة عن مؤتمر الحوار في بعبدا سوى "اعلان بعبدا". وفي الوقت نفسه سيتم التزام باقي المقررات الصادرة عن مؤتمر الحوار عندما كان ينعقد في مجلس النواب ولا سيما منها ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان والسلاح الفلسطيني.
لكن ما تم التوافق عليه في اجتماع اللجنة الوزارية امس لجهة الصيغة المتعلقة باعلان بعبدا هو مبدئي ومرهون بالصياغة الكاملة لمسودة البيان الوزاري الذي لا يزال ينتظر الاتفاق على فقرة المقاومة والمؤجل الى غد الجمعة.
وفي هذا الاطار كشف عضو اللجنة الوزير سجعان قزي لـ"النهار" ان لا اعتراض على أي تعبير يتصل بالمقاومة اذا ما اقترن بعبارة "تحت سلطة الدولة". وقال: "اننا مصرّون على ان لا تكون التسوية اللغوية على حساب المبادئ السياسية". وتوقع عدد من الوزراء الاعضاء في اللجنة ان تتكثف الاتصالات قبل اجتماع اللجنة غدا لايجاد اجماع على الفقرة المتعلّقة بالمقاومة والا فإن اللجنة ستعجز عن انجاز مهمتها. وقد تخوّف احدهم من ان يكون لبنان قد انتقل من "مرحلة الرئيس المكلّف الى مرحلة اللجنة الوزارية المكلفة".
سليمان
وأبلغ زوار قصر بعبدا "النهار" ان رئيس الجمهورية يعتبر "اعلان بعبدا" أرفع سياسيا من البيان الوزاري الذي يتبدل بتبدل الحكومات، في حين ان الاعلان صار وثيقة دولية بعدما أقرّها مؤتمر الحوار بالاجماع وادخل المشاركون في المؤتمر التعديلات التي أرتأوها، ولا يفيد التنكر لهذا الاعلان لاحقا. وقال هؤلاء ان البيان الوزاري الجاري اعداده حاليا لا بد أن يأخذ في الاعتبار هذا الواقع بأي صيغة كانت. ولفتوا الى ان الرئيس سليمان مهتم بنيل الحكومة ثقة مجلس النواب قبل مشاركته في مؤتمر باريس في الخامس من الشهر المقبل حيث سيرافقه ثلاثة وزراء هم: وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس نظرا الى علاقتهم بالملفات المطروحة امام المؤتمر وعليه فان الوزراء الذين يحظون بثقة مجلس النواب هم افعل في علاقة المجتمع الدولي معهم. ref:wataniya