
المهرجان الذي أقيم في «البيال» وترافق مع هطول أمطار غزيرة بعد طول انحباس، تزامن أيضاً مع بقاء «الوضع الحكومي» على حاله بعد تلاشي فرصة التأليف التي كانت متوقعة أمس نتيجة انقلاب «حزب الله» على اتفاق شامل توصّل إليه الرئيس المكلّف تمام سلام مساء أول من أمس مع «المستقبل» والرئيسين ميشال سليمان ونبيه برّي والنائبَين ميشال عون ووليد جنبلاط، يقضي في سياقه، بتعيين اللواء أشرف ريفي وزيراً للداخلية.
وبرغم ذلك الانقلاب، استمرت الاتصالات والجهود وتكثّفت مساءً، في حين أرجأ الرئيس برّي سفره الذي كان مقرراً أمس إلى الكويت إلى يوم غد لعلّ وعسى.
الحريري
الرئيس الحريري أكد في كلمته أنّه شعر للمرّة الأولى منذ تسع سنوات «أنّ دويّ العدالة في لاهاي كان أقوى من دويّ الانفجار في 14 شباط 2005، وأنّ ابتسامة رفيق الحريري كانت أمضى من سلاح المجرمين والمتهمين»، وقال «في لاهاي انتصرت انتفاضة الاستقلال (...) وعطّلت ثورة الأرز مفعول ثلاثة أطنان من المواد المتفجّرة (...) وانتصرت إرادة الذين زحفوا إلى بيروت مطالبين بتحقيق العدالة حاملين العلم اللبناني وحده لإنهاء نظام الهيمنة والوصاية».
وإذ أشار إلى أنّ «هناك مَن يؤمن بأنّ الحديد لا يفلّه إلاّ الحديد»، أكد أنّه «في لبنان الذي أراده رفيق الحريري وكل الشهداء والذي نريده نحن جميعاً لأولادنا، الدولة وحدها هي مَن تضرب الحديد بالحديد. وإذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدّع الحياة الوطنية فلا بد من أن نكون نحن مسؤولين عن الوحدة الوطنية (...) وأن نزيد التزاماً بقواعد هذا الإجماع في اتفاق الطائف وإعلان بعبدا وأضيف إليهما وثيقة بكركي الأخيرة التي نرى فيها خارطة طريق لجميع اللبنانيين نحو قيام الدولة وحصرية السلطة في يد المؤسسات الشرعية».
«التيّار«
وخاطب «الرفاق والأحبّة في «تيّار المستقبل» بصراحة ووضوح وقال «تيّار المستقبل إمّا أن يكون على صورة رفيق الحريري أو لا يكون، وإمّا أن يكون في مستوى أحلامه ومسيرته وكفاحه وتاريخه القومي والوطني وإمّا لن يكون، نحن من مدرسة تفتدي الوطن بالأرواح ولسنا من مدرسة تفتدي الحزب أو الطائفة بالوطن».
وأكد التصدّي «للتحريض والدعوات المشبوهة لزجّ اللبنانيين والطائفة السنّية خصوصاً في حروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان إلى محرقة مذهبية (...) وكما يرفض تيّار المستقبل أن يكون على صورة حزب الله فإننا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة وأي دعوة لإقحام التيّار والسنّة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة».
سوريا..
وتوجّه إلى الرئيس نبيه برّي وإلى الحكماء في الطائفة الشيعية وفي المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، مشيراً إلى موضوع المشاركة في الحرب السورية «الموضوع الذي بات يشكّل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني وأسس الحياة المشتركة بين الطوائف الإسلامية». وأكد «أن مواجهة الإرهاب تحتاج، بكل بساطة، إلى تكاتف وطني واسع يعيد الاعتبار لإعلان بعبدا، وتحتاج إلى جيش قادر على حماية الحدود وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر ذهاباً وإياباً، وتتطلّب قراراً سريعاً من حزب الله بالخروج من سوريا، والتخلّي عن وهم الحرب الاستباقية والاعتراف بوجود دولة لبنانية هي المسؤولة عن سلامة الحدود والمواطنين، فهل هناك مَن يسمع، ويتّعظ، ويتواضع، ويبادر؟».
وأعلن أنّه «إذا كان الحوار الوطني يجدي (...) فنحن لن نتأخّر عن المشاركة».
الاستحقاق الرئاسي
وفي الشأن الرئاسي أكد رفض «أن يكون منصب الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي، لا بل الرئيس المسيحي الوحيد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب، مرشحاً للفراغ (...) وإذا كانت وصاية آل الأسد على لبنان جعلت رئاسة الجمهورية مناسبة لتخطّي إرادة المسيحيين في لبنان وإشعارهم بغبن التمثيل وإشعار المسلمين معهم بالوصاية التامّة، فإننا لن نقبل إلاّ برئيس يمثّل الإرادة الوطنية للمسيحيين ويرفض كل وصاية إلاّ وصاية الدستور».
وكانت كلمة للسيدة نازك الحريري وأخرى للوزير السابق شارل رزق.ref:al mustaqbal