وقد تحادثت سعادة السفيرة مع الجميع وفتحت سلسلة حوارات حول مواضيع الإنتشار اللبناني في كندا وسبل تحصينه وتمتينه ، كما حول الشرعة الكيبيكية للقيم واستمعت إلى أجوبة وآراء الحاضرين والذين سُعِدوا لرؤيتها وشكروها على هذه البادرة الكريمة وكان للسيد عباس كلمات وجدانية قدّمها لسعادتها مثمّنًا هذه الزيارة الكريمة ، فقال:
" عندما يضيق بي لبنان نتيجة أحواله المأساوية والتي لا تكاد ترسو على حال حتى يأتيها القلق من مكان ما ومن كامن ما ، لتشعرني بأني ربما كنت وكان غيري من اللبنانيين، يخلطون بين رغبتهم في وطن وبين مشهد لبناني متكرر يقول بلهجات وألحان مختلفة وخلفيات مختلفة ، بأن الوطن اللبناني بمعناه الكامل والناجز والدائم ، لم يتبلور بعد ، أو لم يُسمح له بذلك ، على الأقل في وعي الكثير من اللبنانيين الذين يحاولون بين محطة وأخرى ، أن يفصلوا الوطن على مقاساتهم الخاصة ، أي من دون الآخر أو الآخرين ، فيلغون بذلك الوطن والمواطن وأنفسهم ، عندما يضيق بي وطني المقيم أجد إحتياطي الذهبي في وطني المنتشر ، فأعلّق آمالي عليه ، وذلك حتى لا أذهب إلى اللامكان. من هنا فإن كل الطموحات المشروعة للوطن المأمول يجب أن تنهض إلى مستوى الخير الذي تمنحك إياه طمأنينتك إلى وطن تحبه وتعمل كل ما بوسعك من أجل أن يحبك.
ويحتدم هذا الجدل اللبناني المقيم والمنتشر في ذاكرتي وحاضري وحلمي وفرحي وحزني ووجعي ، حتى لا أستقر على حال ، ولا أريد أن يستقر مخافة أن أخسر شيئًا من معنى المعنى في أن تكون ملتبسًا بين نعتين كأنهما عيناك.
إن مسألة تحويل الإنتشار اللبناني إلى نموذج وطني يُتأسّى به ويُقتدى في الوطن لهو عمل شاق يفترض أولاً أن نوسّع دائرة الأصدقاء والأخوة فيما بيننا حتى لا تجمعنا طائفة ولا مذهب ولا طبقة ولا كيان ولا حزب ولا تيار ولا مزاج ولا حساسية ، علينا أن نكون أبناء الكتلة التاريخية الوطنية بمعناها الحضاري المتنوع. وهذا سر المجد والفخر ومنبع الحيوية في مركزنا الإسلامي يا سعادة السفيرة فعائلتنا هي فوق الطوائف والمذاهب والأمزجة والتوجهات ، إنها مثال للعائلة الوطنية الصافية التي آثرت أن تحب الوطن وتعمل له لإعلاء كلمته دون سواه.
سعادة السفيرة نحن نحبك كعائلة وطنية لبنانية في المركز، ونمنحك الحق في أن تحبينا كيفما شئتِ ، كما نتمنى أن تتقبلي عضوية شرف متقدمة في عائلتنا العاملة للإجتماع الوطني في الإنتشار علّ الوطن يومًا ما نرجوه قريبًا يصبح على هذه الشاكلة.
نتمنى لكِ الموفقيّة والنجاح في سائر الأعمال التي سوف تقومين بها لصالح الكتلة اللبنانية في الإنتشار الكندي وأهلاً وسهلاً بكِ".