| إحراق مكتبة السائح في طرابلس إلتهمت النار جنائياً اليوم مكتبة السائح للأب ابراهيم سرّوج والتي تحتوي على 70000 كتاب وتعتبر ثاني أكبر مكتبة في لبنان. من أحرق المكتبة ضاقت بهم فسحة العلم والثقافة ومن المؤكد ضاقت بهم فسحة الإنسانية وقبول الآخر. من أحرق المكتبة أمّيٌ لا يعرف القراءة وإذا عرفها فهو لا يجيدها وإذا أجادها فهو لا يفهمها وإذا فهمها لا يعرف التحرر من عبوديته لأفكار محددة ومحدودة فيبقى عبداً خاضعاً لمحدودية غير محددة لا في مكان ولا في زمان لأنه جامد جمود الحجر الغارق في قعر المستنقع لا يتحرك ولا مِن مَن يُحركه. نأسف لهذا الإنحدار الإنساني ونطلب من الدولة إلقاء القبض على الفاعلين والمحرضين والمتدخلين وإحالتهم على القضاء الجنائي لإنزال أقصى القوبات بهم. نتذكر فقط كيف قام الحزب النازي في ألمانيا في القرن الماضي بإحراق الكتب لإغراق الشعب في الظلمة لكن هذا النظام نفسه خسر بعد بعض سنوات ورمي هو في ظلمات التاريخ الإنساني تيّار المجتمع الإنساني |