
لن ندخل في استحضار العواطف التاريخية ودور الموارنة في صناعة لبنان والنهضة العربية، ولن نرجع بالتاريخ أيضاً إلى الوجود المسيحي في الأراضي المقدّسة، فكلّ شيء معلوم لدى الجميع سيما المشكّكين بزيارة راعي الموارنة إلى الأراضي المقدّسة
نضع أمام حزب الله سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين من خلال ثورة بيضاء قادها يومها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وكيف جاءه غورباتشوف معتذراً عمّا فعله الاتحاد السوفياتي بالكنيسة، واليوم بقي الفاتيكان الدولة الأصغر في العالم، واندحرت الشيوعية في روسيا
إنّ الاستكبار السياسي ونظرية أنا أو لا أحد الذي يتّبعها حزب الله ستؤدّي حتماً إلى انسحاق ايديولوجيته التي كلّفت لبنان الكثير الكثير بعد تحرير الجنوب ولسنا هنا بوارد الانتقاص من دور الطائفة الشيعية الكريمة في تخليص لبنان من براثن العدو الصهيوني
باسم الله الذي نعبده جميعاً، باسم أنبيائنا، باسم لبنان في حال أردتموه وطناً لكم كما نحن نعتبره، اتركوا الناس تعيش بسلام وليس لكم وحدكم الحق في تقرير مصير لبنان وشعبه، وكيف الحال في إملائكم على البطريرك شروطكم بعدم زيارة الأراضي المقدّسة
لن نسمح لكم بالتطاول على بكركي بعد اليوم، ولن نسمح لجوقاتكم أن تطلق العنان والصراخ ضد زيارة راعينا إلى أورشليم، فله الحق بكل ما يقوم به وهو تكلّم عن الزيارة ولن نزيد على كلامه كلمة واحدة
باسم الشعب اللبناني، باسم العيش المشترك في لبنان، لن نقبل بعد اليوم بأن نعيش ذميّين في دويلتكم، وكلّ ماروني يقف ضدّ بكركي هو يهوذا الخائن الذي باع كنيسته بأربعين من فضّة
باسم مهديكم المنتظر، لا تتمادوا في سياساتكم التخوينيّة لأنها ستجرّ عليكم ويلات لا تحمد عقباها، وبدل أن تسمحوا للمقاومة السلمية التي ينادي بها البطريرك ضد تهويد فلسطين، ها أنتم تقومون بما يقوم به أشد اليهود تعصباً ضد زيارة البطريرك
وندعو جميع الموارنة إلى التعالي عن الجراحات السياسية المتعلّقة برئاسة الجمهورية والدعوة إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب سيّد بكركي
واخيراً، إنّ سقوط الشيوعية بضربة الكنيسة القاضية أمام أعيننا، وابناء النور لن يخافوا من ظلمكم