
وذكر جعجع ان "مجلس النواب عام 1958 كان باكثريته الكبيرة مع كميل شمعون ومع ذلك لم يقاطع النواب وانتخب فؤاد شهاب رئيسا رغم الخلافات فقط لعدم ترك الجمهورية بالفراغ"، واصفا ما يجري اليوم ب"الانقلاب الكامل على دستورنا وتقالدينا البرلمانية وتاريخنا السياسي". وقال:" تعطيل النصاب يجري تغطيته بشعار التوافق لكن المعركة السياسية لا تدور بين التوافقي وغير التوافقي، انما بين منطق العمل السليم ومنطق التعطيل وفق معادلة: إما رئيس من 8 آذار او الفراغ وهذا يذكرنا بمعادلة 1988". متسائلا:" لماذا لم تعلن 8 آذار حتى الان مرشحها؟ ولماذا لم تطرح مجموعة اسماء للتباحث مع القوى الاخرى على امكان التوافق عليها ان كانت تريد مرشحا توافقيا كما تقول؟
وقال:"لتقبل 8 آذار بتعميم منطق التوافق بكل المواضيع من القتال في سوريا ومسألة رئاسة المجلس وغيرها. سلوك بعض 8 آذار يهدد الميثاق في حد ذاته.ان كان التوافق غير متوفر كما هي الحال الآن فالذهاب الى التصويت وتقبل النتائج هو الشرعي".
واعتبر ان"التغيب عن جلسات النصاب لا ينم عن روح توافقية بل على العكس برغبة بفرض مرشح معين". وقال:"ما يجري يعني الاتيان برئيس صوري تفرزه الغرف المغلقة والصفقات ما يعني تهميش موقع الرئاسة واضعاف موقع المسيحيين"، معلنا "ان الامور لن تستقيم طالما ان الموقع الاول لا يشغله الا رئيس تسوية لا حول ولا قوة وليس من يتوق المسيحيين لانتخابه".
اضاف:"المسيحيون يشعرون وكأن ثمة مؤامرة على دورهم مرة بحجة النصاب ومرة بحجة التوافق". وما يجري يواصل ما افرزته الوصاية السورية ما يمعن في ابقاء المسيحيين حذرين مترددين من الانخراط في الدولة"، مذكرا "ان الانتخابات السابقة لم تكن الا مجرد تسويات خارجية تأتي برئيس صنع في كل مكان الا في لبنان وهذا ما نسعى الى تلافيه بكل قوانا كي نكرس العمل الديمقراطي في كل الاستحقاقات".
ووجه جعجع نداء مع كل ما يعنيه ذلك من "مسؤولية للمرجعيات السياسية كي تدفع بكل قوتها باتجاه انجاز الاستحقاق، بعيدا عن التعطيل والابتزاز واستجلاب التدخلات". كما وجه نداء مماثلا للمرجعيات الدينية من الطوائف كافة وخصوصا بكركي "كي تطلب من النواب المعطلين وفي طليعتهم المسيحيون، الكف عن التلاعب بالاستحقاق المصيري والالتزام بما تعهدوا به والزامهم معنويا واخلاقيا تحت طائلة تحميلهم مسؤولية تهميش الحضور المسيحي".
وقال:آن الاوان كي يقرر اللبنانيون مصيرهم بايديهم لا ان يقرر الغير عنهم. وادعو اللبنانيين والمسيحيين خصوصا للضغط على النواب المتغيبين من اجل الكف عن استخدام الوكالة الممنوحة لهم من الشعب في وجهة تعطيلية من اجل النزول الى المجلس وانتخاب من يريدونه وكي يكون الرئيس صنع في لبنان فعلا".
اضاف:"8 آذار تقوم بما تقوم به كي تبقى حدود ايران الاستراتيجية العسكرية في البحر المتوسط وحدود اسرائيل ولكن اهتمامنا هي مصالح اللبنانيين".ما يجري من تعطيل" محاولة للاتيان برئيس طيع امر مرفوض كليا.الفريق الاخر يحاول اجبار المستقبل وكل الفرقاء على الاختيار بين الفراغ او مرشحه".
وسأل:"هل كنت انا المرشح في انتخابات 2008؟ لم عطلوا النصاب عندها؟ هذا يظهر ان الفريق الاخر يريد رئيسا كما يريده والا لا انتخابات". وقال:"اعطوني شخصا واحدا مقبولا من كل اللبنانيين. واعتقد ان هذا الرئيس غير موجود. النائب هنري حلو شخص محترم لكن انتخابات الرئاسة لها غير شروط وظروف ومواصفات اخرى. ليقل لنا حلو ان اصبح رئيسا ماذا سيفعل فبالنسبة لي التسويات لا تنتج شيئا.عون (العماد ميشال عون) وحلو يقولان انهما توافقيان لكن نحن نحكم على البرنامج ليس على كيف يصنف المرشح نفسه.اتمنى فعلا ان يكون ما قاله عون (العماد ميشال عون) بعد لقائه الرئيس امين الجميل عن بدء مرحلة جديدة حقيقيا".
ولفت جعجع الى ان الرئيس الجميل "يقوم بجولات لدق جرس الانذار في شأن الوصول الى قرب انتهاء مهلة الرئيس وهو لا يأتي بحل معلب او جاهز بل يطرح الامر للتفكير بالخروج من الاستحقاق".