
نحن شعبٌ مغلوبٌ على أمره لا نملك السلاح ولكن كلماتنا هي رصاصٌ بوجه الاسلحة الفتّاكة...
فعندما نقول نحبك يا وطن تصدر كلماتنا من القلب ومفعولها اقوى من الرصاص...
نعم نحبك ونتمنى العوده من غربتنا...
ولكننا جبناء لا نعود والغربةُ تأكل سنين عمرنا...
ولا نملك غير كلمات نعبّر بها عن حرقتنا على الوطن...
هذا الوطن الذي ينزف الجراح في ايام الميلاد ورأس السنة وهو لا يستحق ذلك...
كيف نعيّد؟
بحق قولوا لنا كيف؟
وقد غابت عنّا رهجة العيد وفرحة السنة الجديدة... وملىء الحزن قلوبنا على شعبنا في الوطن... ولم تعد غربتنا طعمها مرّ، بعد ان رأينا دماء الوطن تنزف وشبابٌ بعمر الزهور يرحل وامهات نشّف الدمع في أعينها... وخاف القلب وسكت عن النبض من القهر على دماء الوطن. ..
فما كان منّا بعد كل ذلك إلا أن نشكر بلد غريب عنّا حضننا كمهاجرين اليه وساوانا بأبنائه...
واصبح اولادنا جزء منه...
لم؟
بحق الله!
لم اصبح اولادنا جزء من بلدٍ غريب وليس جزء من لبنان...
غلطة كهذه من المسؤول عنها؟
لا اجابه!
لذا، الفظ يا وطن نفسك الاخير، ربما اذا مت، يصحى الكبار من غفوتهم على فقدانك، ويجتمعون مرّة جديدة في جنازتك انت هذه المرّة لوداعك ووداع كرامتهم حينها!
انزف يا وطن وفارقنا لانك كنت معنا لسنين ولم نعرف قيمتك وذبحناك من الوريد للوريد...
واصرّينا على قتلك ...
سامحنا يا وطن
نحبك كثيراً، ولكننا لا نملك السلاح...
نملك فقط كلمات حارقه في قلوبنا مفعولها اشدّ من الرصاص...
نتمنى ان تصلك كلماتنا يا وطن ونقدر ان ننقذ منك ما يمكن انقاذه.
ساحمنا يا وطن وكل عام وانت وطن ...
روندا يوسف الحمشاوي