
الملف الحكومي يبدو أنه يتجه إلى حلحلة ما قريباً، خصوصاً مع تفاقم الأزمات والحوادث الأمنية، من البقاع إلى الشمال. وفي هذا السياق، يزور موفدا حركة "امل" و"حزب الله" الوزير علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله" الحاج حسين خليل، الرئيس المكلف تمّام سلام في الساعات الـ48 المقبلة، أو مطلع الأسبوع المقبل، لإبلاغه الموافقة على الصيغة المقترحة من النائب وليد جنبلاط لتشكيل الحكومة من 9+9+6، وإن كانت تحجّم حصتي رئيس الجمهورية من 3 وزراء في صيغة الثلاث ثمانات الى وزيرين، والرئيس سلام من دون توزير له، ليكسب جنبلاط وزيرين درزيين وثالث مسيحي، وهو أكبر من حجم كتلته النيابية المؤلفة من ثمانية نواب.
إلى ذلك أبلغ نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي ممثلي الأحزاب الحليفة أن صيغة 9+9+6 تحظى بموافقة الحزب و"أمل"، ولا يعارضها "التيار الوطني الحر" الذي سيكون له حصة وازنة من ضمن حجمه النيابي، وهي في الأساس تضمن الثلث المعطل لفريق 8 آذار، ومعها ايضاً فريق 14 آذار.
عبارة إندونيسيا: قضية العبارة الإندونيسية بدأت تشهد انفراجاً، وساعات قليلة تفصل اللبنانيين الثمانية عشر الناجين من غرق العبارة الإندونيسية عن لحظة وصولهم إلى لبنان بعد رحلة معاناة طويلة. وفي هذا السياق، تلقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، اتصالاً بعد ظهر السبت من وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال أحمد كرامي، الموجود في إندونيسيا لمتابعة قضية العبّارة الإندونيسية، أطلعه فيه على مسار معالجة هذا الملف وانطلاق دفعة من الناجين الى بيروت. وأكدّ كرامي متابعة العمل مع السلطات المعنية لاستكمال بقية الإجراءات والخطوات الآيلة الى إعادة الجثامين ومواصلة البحث عن المفقودين. البعثة اللبنانية في جاكرتا انجزت الاجراءات القانونية لعودة اللبنانيين، وعملت على تامين بطاقات السفر لهؤلاء الناجين، وانطلقت صباح السبت الباصات التي اقلتهم الى مطار جاكرتا، استعدادا للعودة الاحد، عبر الامارات. وفي ما يخص موضوع نقل الجثامين، فان فحوصات الـDNA لن تنتهي قبل اسبوعين لاخذ العينات والكشف عليها. وحول المساجين اللبنانيين الستة الذين كانوا تجاوزوا مدة الاقامة في اندوايسيا، اوضح وزير الخارجية عدنان منصور انهم سيغادرون جاكرتا برفقة الوفد الرسمي الثلثاء المقبل، اضافة الى خمسة من اللبنانيين الذين لم يصعدوا اصلا الى العبارة التي غرقت، وارتضوا العودة الى لبنان. أمنياً، تواصل مسلسل العثور على العبوات الناسفة في المناطق المختلفة، لاسيما في منطقة عكار، إذ عثر أحد الاولاد على قنبلة يدوية في بلدة برج العرب في عكار مقابل أحد المطاعم، وعلى الفور تمّ إستدعاء القوى الأمنية وخبراء المتفجرات الذين عكفوا على تفكيكها. كذلك تمكن عناصر جهاز أمن الدولة في عكار، إثر متابعات وتعقبات، من توقيف المدعو ع.م.ع من منطقة وادي خالد، وفي حوزته كمية كبيرة من الطلقات النارية وأسلحة حربية. وتم تحول المتهم إلى الجهات المختصة لمتابعة التحقيقات معه. وأمنياً أيضاً، مسلسل الخطف مستمر في لبنان، وآخر فصوله خطف الصيدلي وسام الخطيب في زحلة، وقد زار وفد بقاعي دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الذي طالب الدولة بتحمّل مسؤولياتها، واضعاً عملية الخطف في إطار زج لبنان في أتون الصراعات في المنطقة. الإسلاميون في رومية: عادت قضية الموقوفين الإسلاميين في سجن روميه إلى الواجهة من بوابة "سندويس الكاربير"، في ظل مخاوف كبيرة من احتمال تحضيرهم لعملية هروب من السجن. وخلال تواصلهم مع عدد من رجال الدين في لبنان، أكد الموقوفون الإسلاميون أن ما يشاع في وسائل الإعلام عن وجود علاقة لهم بموضوع إدخال مادة "الكاربير" لتفجير السجن هو افتراء، زاعمين بأن ما سربه فرع المعلومات عن الأمر يرمي إلى تشويه صورة الموقوفين. وخلال اتصالهم بمفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، جرى الاتفاق على أن يزور المفتي السجن قريباً، ليطلعه الموقوفون الإسلاميون على حقيقة الأمر، بهدف سحب الموضوع من التداول. وقال الموقوفون للمفتي إن لمحاولة التهريب صلة بقضية مخدرات. من ناحية ثانية، حضرت عناصر شعبة المعلومات صباح السبت إلى سجن رومية وتم استدعاء ابو التراب، ابو الوليد، أبو البراء، أبو عبيدة وأبو سليمان من موقوفي فتح اﻹسلام للتحقيق في قضية "السندويش". مخطوفو أعزاز: ملف المخطوفين في أعزاز بقي مدار أخذ وردّ ، ومعه قضية الطيارين التركيين في لبنان، واعتبر الشيخ عباس زغيب أن "المماطلة من قبل تركيا وعدم جديتها بإنهاء قضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز، اعتداء فاضح على ما يمثله الانسان من قيم انسانية واخلاقية ودينية، وانتهاك لكل القوانين الالهية والوضعية. وأضاف: "نحمّل تركيا مسؤولية اي تحرك او تصعيد يكون الهدف منه الضغط لانهاء هذه المأساة الانسانية"، مطالباً في بيان القضاء اللبناني بـ"انهاء مظلومية عائلات المخطوفين وعدم مساهمته اكثر في زيادة مأساتهم ومعاناتهم وان يكون معهم لا عليهم". وقال: "لا ننسى ايضا الطيارين التركيين ونحمل مسؤولية معاناتهما لدولتهما ونأمل ان تنتهي قضيتهما بسرعة". | |