كان لبنان قد توصل منذ سنوات الى مستوى صفر حالة شلل للأطفال، ما هو سبب إنتشاره من جديد؟ هل عاد مع الوفود الدافقة من سوريا الى لبنان؟
يللا تسأل | |

إستهل الوزير أبو فاعور المؤتمر الصحافي بالتمني على وسائل الإعلام "إعطاء حيز كاف وتغطية إعلامية وافية لهذه الحملة التي يتم إطلاقها للتطعيم ضد شلل الأطفال، بعدما لم تحظ حملات مشابهة سابقة بالتغطية الإعلامية الكافية".
ولفت إلى أن "المطلوب ليس الترويج لشخص أو لوزارة بل إدراك حجم المسؤولية بإيصال رسالة التوعية الصحية الى الرأي العام اللبناني، أما طمس الخبر وعدم التعامل معه باهتمام شديد، فقد تكون له أخطار كبرى وآثار سلبية على صحة الأطفال في لبنان".
ودق وزير الصحة ناقوس الخطر قائلا: "في خلال الزيارة الأخيرة التي قامت بها أخيرا للبنان مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، تبين أنه يتم اكتشاف حالات جديدة من شلل الأطفال في كل من سوريا والعراق وفلسطين ومصر. وبالنسبة إلى لبنان، يكمن الخطر الأقرب في وجود حالات شلل في سوريا حيث تم رصد ثماني وثلاثين حالة، مما يعني إفتراض وجود مئتي حالة لم يجر اكتشافها حتى الآن. وهذا الرقم ليس بالحجم القليل مقارنة بحجم التداخل اللبناني السوري في هذه المرحلة".
وتابع: "إن لبنان الذي حافظ حتى اللحظة على خلوه من مرض شلل الأطفال، يبدو الآن أمام تهديد جدي لانهيار المناعة التي أقامها الجسم الصحي اللبناني على مرض شلل الأطفال في لبنان. لذا، يأتي هذا المؤتمر للاعلان عن استكمال الحملة الوطنية لتطعيم الأطفال ضد الشلل، بإطلاق حملة رابعة تبدأ اليوم وتستمر حتى الخامس عشر من شهر نيسان الحالي".
وشدد على "إعطاء هذه الرسالة أهمية كبرى"، لافتا إلى أن "على وسائل الإعلام وكل الأهالي وهيئات المجتمع المدني التعامل مع المسألة بأكبر قدر من الجدية لأن حجم الاخطار يتزايد في لبنان، خصوصا أن شلل الأطفال ينتقل بسرعة وبصمت ولا يزال ينتشر في المنطقة، ويجب أن نفعل ما في وسعنا لضمان بقاء لبنان خاليا من شلل الأطفال، وإننا ملتزمون الحفاظ على إنجاز خلو لبنان من هذا المرض لأكثر من ثلاثة عشر عاما".
وقال: "إن الأطفال في حاجة إلى حماية إضافية توفرها هذه الحملات، ووحده لقاح شلل الأطفال الفموي يمنع احتمال تفشي المرض بين الأطفال غير المطعمين. ولا بد من إعادة تطعيم كل الأطفال الذين هم دون الخمس سنوات، بغض النظر عن الجرعات السابقة وحملات التطعيم السابقة. وهذا الأمر أساسي إذ على الجميع ولا سيما الأهالي تقدير حجم الخطر الذي يفاقمه التداخل السكاني والاجتماعي مع اكثر من مليون مواطن سوري موجودين في لبنان إضافة إلى مواطنين آخرين من جنسيات أخرى".
واضاف: "إن طفلا واحدا غير ملقح يعني أن الجدار كله ممكن أن ينهار". وطلب من القطاع الطبي "التأكد من أن مرضاهم يتلقون اللقاح مجانا في هذه المرحلة". وكرر مناشدة "الأهالي إعادة تلقيح أطفالهم من عمر يوم إلى عمر خمس سنوات"، آملا أن "تنجح هذه الحملة برفع نسبة التجاوب لجبه هذا الخطر الداهم".
بشرى
وأكد بشرى أن "منظمة الصحة العالمية ستواصل جهودها ودعمها للحفاظ على إبقاء لبنان خاليا من شلل الأطفال"، آملا "تجاوز هذه المرحلة الحرجة في المنطقة من دون حصول أي حادث شلل أطفال في لبنان".
كاليستيني
بدوره، أكد كاليستيني أن "اليونيسف ملتزمة العمل على تقليص الأمراض وتحسين ظروف عيش الأطفال في لبنان"، مؤكدا أن "الوقاية هي السبيل الأفضل لحماية الأطفال".
الحملة الوطنية: ثلاثة لقاحات وفيتامين
وتأتي هذه الحملة الوطنية العاجلة للتطعيم ضد شلل الأطفال في أعقاب حملة مماثلة في شهر آذار الفائت، إذ يخشى المسؤولون انخفاض المشاركة في هذه الحملات بسبب عدم التفهم الكافي لأخطار نقص التحصين. وتهدف الحملة إلى تحصين الأطفال دون سن الخامسة ضد شلل الأطفال في لبنان مدى الأيام الستة الماضية بغض النظر عن الجرعات السابقة، كما سيتم أيضا تلقيح الأطفال دون سن الثمانية عشر عاما ضد الحصبة والحصبة الالمانية وتقديم جرعات فيتامين (أ) لتعزيز مناعة الأطفال.
وخلال الحملة، يمكن الحصول على اللقاحات مجانا في المراكز الصحية الأولية، والمدارس الرسمية والخاصة وعند أطباء القطاع الخاص. وستقوم فرق التلقيح بالتلقيح من منزل إلى منزل في المناطق التي تعتبر في خطر عال وخصوصا عكار، المنية الضنية، طرابلس، الهرمل، بعلبك، زحلة، البقاع الغربي، راشيا، بنت جبيل، صور، مرجعيون، إقليم الخروب في الشوف وجزء من بيروت.
إستقبالات
من جهة ثانية، إستقبل الوزير أبو فاعور نقيب أطباء الأسنان إيلي معلوف، ونقيب مختبرات الأسنان آلان صقر، ونقيب مستوردي مستلزمات طب الأسنان شوقي ريشا.
والتقى رئيس "مستشفى حمود" في صيدا الدكتور ناصر حمود مع وفد من "تيار المستقبل"، ثم استقبل رئيسة المستشفى اللبناني - الجعيتاوي الأخت هاديا يرافقها الدكتور بيار يارد.