
كل الكلام على مواعيد ولادة الحكومة، غير صحيح. وكل الكلام على توزير هذا أو ذاك، غير دقيق.
الصحيح أو الدقيق، هو ان الاتصالات لتذليل العقد كثيفة. وان حقيبة الطاقة عادت لتكون الأساس في أي تبديل أو تغيير في التفاهم الذي كان قائما حول الحقائب السيادية الأربع.
في الخارج، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين في سوريا، وسط تحرك إغاثي لوفد أممي في حمص، واندلاع اشتباكات بين "داعش" و"النصرة" في ريف دير الزور، ومطالبة المعارضة بمشاركة فاروق الشرع في مفاوضات جنيف التي تستأنف بعد غد الاثنين.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
التأليف الحكومي عالق في المأزق مجددا. إستكانة لافتة في الساعات الأخيرة، وتراجع في مسار التشكيل أقله في العلن، والسبب الخشية من ولادة حكومة غير ميثاقية.
لقاءات مرتقبة في الساعات المقبلة لإزالة العقبات من أمام عملية التأليف، لكن قوى في 14 آذار عادت إلى ركوب نغمة المطالبة بحكومة حيادية، كما بدا في حديث النائب عاطف مجدلاني للـNBN.
الرئيس أمين الجميل اعتبر في حديث للـNBN أيضا، أن الغنج السياسي غير المبرر أعاد الأمور لنقطة الصفر، قائلا إننا لا نشتري المصلحة المسيحية ببرميل بترول.
السيناريوهات مفتوحة على كل الإتجاهات، والمشهد يتضح ابتداء من مطلع الأسبوع المقبل.
سوريا، مسيرات شعبية تتدرج في المناطق دعما للجيش والثوابت الوطنية في مؤتمر جنيف اثنين، بينما كان المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري يبلغ الـNBN أن السقف الوطني لوفد الحكومة سيكون أعلى في الجولة الثانية. وفي الشكل، لا تعديل على أسماء الوفد ولا حول مستوى المشاركة، وينتظر أن يكون وفد المعارضة أشمل هذه المرة.
ما بين الجولتين الأولى والثانية، مستجدات على الأرض. الجيش عزز تقدمه على مختلف الجبهات، ونجحت دمشق في ورقة إيصال المساعدات إلى حمص القديمة، فكسبت نقاطا جديدة. ومن هنا كانت محاولة المسلحين إفشال المهمة بخرق الهدنة عبر إطلاق قذائف هاون على شاحنات الإغاثة، فأصيب عدد من عمال الهلال الأحمر السوري.
وفي الخارج كان يتردد صدى التطورات السورية، إلى حد إعلان وزير الأمن الداخلي الأميركي أن سوريا باتت مسألة أمن قومي بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. لم يخف الوزير الأميركي القلق من قضية المقاتلين المتطرفين الأجانب تحديدا الذين يتوجهون إلى سوريا، فأعلن التصميم الأميركي والأوروبي على اتخاذ خطوات مناسبة.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
"إذا مش الخميس السبت، وإذا مش السبت الإثنين"، العبارة المقتبسة من خاتمة إعلان يعرفه اللبنانيون ويعرفون عنوانه: الحظ. لا مكان للعقل والمنطق والواقع. هذه حال حكومة أمر الواقع التي فقدت، قبل أن تولد، مسمى الحكومة الجامعة لإفتقادها الميثاقية.
ميثاقية تستوجب تمثيلا فعليا لا شكليا، وعليه إعتصمت الثامن من آذار و"التيار" بالدستور وصيغة العيش المشترك، بينما تستثمر الرابع عشر من آذار على تنازع في الحقائب، فينام أحد على وعد بحقيبة ويستفيق على أخرى أو يخرج من بورصة الأسماء.
والجديد، كما علمت "المنار"، أن الحديث عن العودة إلى المربع الحيادي غير جدي، وأن "الدفاع" قد تؤول إلى رئيس الجمهورية، ما يجعل التنازل منحصرا ب"الداخلية" التي آلت الى المستقبل". أما نزع حقيبة الطاقة من حيث هي اليوم، فأخطر ما فيه أنه يأتي لرغبة خارجية إقليمية ودولية. وإذا "عرف السبب بطل العجب"، فوفق أقل التقديرات أنه في بحر لبنان ثروة نفطية تقدر بأكثر من ألف مليار دولار، وعليه فالطامحون في الداخل للامساك بملف المناقصات كثر، والطامعون في الخارج بالإستثمارات أكثر.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
إذا قيست جرعات الإحباط والإنتكاسات التي تعرضت لها محاولات تأليف الحكومة، بجرعات الدعم الإيجابي الذي ضخ في عروقها، لأمكن الإكتشاف بأن الجرعات الإيجابية أقوى، ويمكن الركون إليها بما هي جرعات ميثاقية ودستورية وطنية. فالناس، على تنوعهم، دفعوا في اتجاه حكومة حيادية جامعة، والدستور يدفع بل يلزم بتأليف حكومة، وبكركي دفعت وطالبت في مذكرتها التاريخية بحكومة ودولة، وقائد الجيش دفع في هذا الإتجاه أمس من بوابة إلتزام ضمان أمن اللبنانيين وضمان الحراك السياسي الآمن.
بعد كل هذه الدوافع والضمانات، لم يعد التردد في التأليف مسموحا. ومن يهدد بوسائل غير سلمية، قرارات الشرعية الوطنية، يجب أن يخاف، فالرئيس المكلف ورئيس الجمهورية يعرضان مشروع أمان وازدهار على اللبنانيين، فيما هو يقدم الموت المجاني والخراب الإقتصادي وتفكيك الدعائم الفريدة التي قام عليها لبنان.
في المحصلة، على القيمين على تأليف الحكومة، الأخذ بهذه الأوراق الرابحة، لأنه لم يعد لائقا أن يتركوا أنفسهم يستدرجون إلى فخ التريث، فقد اقترب التأليف من إطفاء شمعته الأولى، فيما الجمهورية تقترب من إطفاء شمعتها الأخيرة.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
يمكن تلخيص أحداث هذا النهار بكلمة واحدة: "المراوحة". ففيما كان تعويل البعض على عودة رئيس الجمهورية من تونس لانضاج تشكيلة حكومية تحت مسمى الامر الواقع، مر السبت بلا جديد، إلا عودة قوى الرابع عشر من آذار إلى إشهار سيف الحكومة الحيادية بدلا من الحكومة الجامعة.
مصادر في "تيار المستقبل" اعتبرت للـ otv، ان تصريحات التأييد للحكومة الحيادية ليست تراجعا عن السير بالحكومة الجامعة، بل إنها تنطلق من مبدأ "أن من غير الممكن ترك البلد من دون حكومة عشية انتهاء العهد الرئاسي في حال فقد الأمل بالإتفاق على حكومة جامعة"، واردف المصدر قائلا: الأمل لم يفقد بعد.
غير ان هذا الجو الحكومي، يؤكد ان الأمور تبقى في دائرة اليوميات الروتينية، بين التهديد بخيارات الأمر الواقع من جهة، ومنح المزيد من الوقت من جهة أخرى، من دون ان يقتنع الأفرقاء المعنيون بأن الحل يكمن في الابتعاد عن الكيدية والإقصاء، وفي الاعتراف بحق أكبر تكتل مسيحي في ان يتمثل بشكل وازن في الحكومة.
مواعيد لبنان الحكومية لا تبدو بعيدة عن مواعيد المنطقة، وأبرزها الاثنين مع الجولة الثانية من "جنيف 2" السوري التي تنطلق من دون آمال كبيرة بتحقيق خرق جدي، وسط استمرار موقف الفريقين على حاله: فأولوية "الائتلاف" رحيل الأسد، وهو شرط يختلف عليه أيضا مع شريكه المفترض في المعارضة، أي "هيئة التنسيق". فيما أولوية الحكومة السورية مكافحة الارهاب.
وعشية التوجه إلى جنيف، عادت حمص إلى الواجهة حيث أصابت القذائف الهدنة الانسانية فأسقطتها، معرقلة المسار الذي كان انطلق الجمعة. إلا ان محافظ حمص أكد في اتصال مع otv ان إمكانات المصالحة ما زالت واردة، داعيا المسلحين إلى إلقاء السلاح لتسوية أوضاعهم.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
لليوم الثاني على التوالي، يطل على اللبنانيين من موقع "تويتر" لواء "أحرار السنة" في بعلبك، ليطلق تهديداته التي طالت اليوم الجيش اللبناني ووزير الداخلية مروان شربل.
وفيما كان اللواء نفسه يدعو إلى التضامن مع الشيخ الموقوف بتهمة الإرهاب، عمر الأطرش، كانت استخبارات الجيش تنفذ مداهمات في منطقة جلالا البقاعية وتوقف عددا من الأشخاص المرتبطين بالأطرش، بناء على اعترافاته.
لكن الإرهاب الناجم عن التداعيات السورية ليس هاجسا لبنانيا وحسب، فإضافة إلى المخاوف التي عبر عنها الأوروبيون في أكثر من مناسبة، أعلن وزير الأمن الداخلي الأميركي "جيه جونسون" أن سوريا باتت مصدر قلق على الأمن الداخلي للولايات المتحدة.
أما داخل سوريا نفسها، فقد حصدت براميل النظام عشرين مدنيا جديدا، بينهم طفلان وامرأة، في حلب. وفي حمص المحاصرة، سباق بين دخول المساعدات الإنسانية وبين خروق للهدنة المتفق عليها.
سياسيا، طالب رئيس "الائتلاف" المعارض، أحمد الجربا، بوجود نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، في محادثات جنيف، واصفا الوفد الحالي بأنه فاقد للمصداقية.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
انتهى الأسبوع الحالي كما بدأ. انتهى على مزيد من العراقيل الجديدة أمام ولادة الحكومة المرجح أن تبصر النور في خلال الأسبوع الطالع إذا ما نجح الرئيس المكلف بازالة هذه العراقيل.
هذا المشهد الحكومي أعاد من جديد طرح السؤال عما يريده "حزب الله"، فهل يريد فعلا حكومة بعد انقلابه على جميع تعهداته، أم ان الفراغ في سدة الرئاسة هو مرشحه الدائم عبر حكومة تصريف الأعمال الحالية؟
على صعيد آخر، أحيا "تيار المستقبل" الذكرى الأربعين لاستشهاد مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح، وقد أكد الرئيس سعد الحريري، ان العدالة بدأت تأخذ مجراها من خلال المحكمة الدولية.
واليوم غيب اليوم أحمد الخطيب قائد "جيش لبنان العربي" السابق، وهو شخصية لبنانية لطالما ارتبط اسمها بذاكرة اللبنانيين وبمرحلة من مراحل تاريخهم.
" مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
حراك التأليف الحكومي أصيب بعوارض المطالب الزائدة، فوضع في غرفة الإنتظار إلى حين الإنعاش، فيما الحراك الأمني أكثر نشاطا ويثمر توقيفات في ملف الأطرش، إذ قبضت إستخبارات الجيش على المدعو نواف الحسين في جلالا البقاعية نتيجة إعترافات أدلى بها عمر الأطرش، وأشارت إلى تورط للحسين في نقل السيارات المفخخة وأنه شريك أساسي في العمليات، ما يؤكد أن توقيف الأطرش لم يكن افتئاتا على جهة ولا على منطقة أو معتقد، بل جاء ضمن مسار قد يحد من العمليات الإرهابية، إذا ما استكمل فرط العقد.
لكن حلقات هذا العقد، متوغلة في الأرض السورية، وإن كانت الدول الراعية قد بدأت تتحسس وجودها والخطر على كياناتها من وراء إرهاب "القاعدة" وأخواتها، ولم تتردد واشنطن في توصيف هذا الخطر، عبر وزير أمنها الداخلي. أميركا تتحسب للضرر، أما فرنسا فقد تأخرت في اكتشافه، بعد انغماس رئيسها في أزمات أكثر رومانسية. لكن هولاند أدرك أخيرا أن أوروبا في عين العاصفة إذا ما هبت إرهابا من الشرق، فأقام هولاند خطبة الجمعة في تونس أمس، وأم قادة وزعماء من العالم تحت قبة الدستور التونسي، قائلا من أرض عانت الأسلمة المتطرفة، أن لا تعارض بين الإسلام والديموقراطية، مزايدا على شيخ الأزهر فقهيا.
وأزهر مصر بدوره بدأ نشر قوافل دعوية لمواجهة الأفكار المتطرفة، ودعا شيخه أحمد الطيب إلى تبصر الناس بصحيح الأمور وعدم ترك أي مساحة للفتاوى المتشددة. أما العراق فحربه على "القاعدة" وإرهابها أصبحت بيد الجيش و"الصحوات"، وبدعم أميركي مسلح غير مسبوق.
على أن أكثر الآراء مدعاة للتمعن، هي تلك الصادرة عن المدعو عبدالله أنس الذي حارب السوفيات في القرن الماضي، محذرا اليوم الشباب المسلمين من الذهاب إلى سوريا، حيث سيجري استخدامهم فقط من أجل إطاحة الرئيس الأسد. وقال صهر عبدالله عزام، الزعيم الروحي للأفغان العرب، إن ثقافة قطع الروؤس هي من اختراع "القاعدة" وإن أجهزة استخبارات عدة تستغل النيات الحسنة لأولئك الشباب.
على الأرض، فإن الفواتير تتراكم وأبرزها اليوم إعلان مقتل قائد "داعش" في دير الزور أبو دجانة الليبي، باشتباكات مع "جبهة النصرة"، فيما أعلن زعيم "النصرة" النفير العام ضد "الدولة الإسلامية".
سياسيا، المعارضة الممثلة في جنيف تطلب تمثيل النظام بنائب الرئيس فاروق الشرع، لكن الحكومة السورية إذا كانت تفكر في الأمر فإنها الآن سحبت التفكير من التداول، بسبب إصرار المعارضين على نائب الرئيس الذي لم يظهر في المشهد السوري منذ أشهر.