التقدّم السريع الذي حققه الجيش السوري في مخيم حندرات بعد تمكّن جبهة النصرة من استرداده من أيدي لواء القدس الذي انتزعه من جماعة نور الدين زنكي، يختصر المشهد العسكري في شرق حلب، حيث بات الجيش السوري ممسكاً بمداخلها من الجهات الأربع بما يوحي بتغييرات متسارعة، تضع واشنطن بين ثلاثة خيارات: السير مجدّداً بالتفاهم مع موسكو وتحمّل انتقادات الحلفاء الخليجيين وخصوصاً السعودية التي لم تستفق من صدمة "جستا" والقوانين العقابية التي تنتظرها، والتي لم يفلح الفيتو الرئاسي في صدّها، أو الذهاب إلى التورّط في خطوات متدرّجة تتخذ طابع المواجهة كتسليم صواريخ دفاع جوي مباشرة أو بواسطة السعودية ودول الخليج للجماعات المسلحة، سرعان ما تتحوّل إلى خط اشتباك مفتوح مع موسكو، يسقط فرص التفاهمات اللاحقة، ولا يملك الحظوظ التي توفرت للتورط العسكري يوم جاءت الأساطيل الاميركية إلى البحر المتوسط وعادت بلا خوض حرب، وقبل أن تتموضع روسيا عسكرياً في سورية، أو الخيار الثالث الذي اعتمدته خلال الأيام القليلة الماضية إدارة الرئيس باراك أوباما بإطلاق المواقف التصعيدية، والتلويح بخطوات غير سياسية، أملاً بموقف روسي يلاقي تفاوضاً في منتصف الطريق يجري في جنيف بين الخبراء الروس والأميركيين، طرحت خلاله واشنطن هدنة أسبوع جديد رفضتها موسكو مقترحة بديلاً هو هدنة ثمانٍ وأربعين ساعة في حلب لا تشمل مواقع جبهة النصرة وحلفائها، بينما بقيت اللغة السائدة في الخطاب الأميركي عالية السقوف وخارج المألوف ما دفع موسكو لوصفها بالوقاحة، بمثل ما وصفت موسكو الحديث الصادر عن مسؤولين خليجيين بنيتهم تزويد الجماعات المسلحة بصواريخ مضادة للطائرات لا تزال تنتظر الموافقة الأميركية، والتي تعني في حال الحصول عليها، قراءة روسية وسلوكاً روسياً مختلفين، وفقاً لما قالته مصادر روسية إعلامية.
0 Comments
هل قضي الأمر، وفقد النائب ميشال عون فرصة لاحت لايام، بعد تحضيرات لاشهر، من أن الانتقال من الرابية إلى بعبدا بات مسألة وقت؟
أهمية هذا السؤال انه يأتي وفي ثناياه أجوبة، قبل توجه الرئيس سعد الحريري إلى الرابية، في غضون الـ48 ساعة المقبلة، حيث ان لقاءه مع النائب عون، من المتوقع ان يسبقه لقاء مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع العائد لتوه من رحلة خاصة إلى الخارج، رافقته فيها زوجته النائب ستريدا جعجع. اما مبررات هذا التساؤل فهي تكمن في المعطيات التالية: 1- ما نقل عن الرئيس نبيه برّي وعن عدد من نواب كتلة "التحرير والتنمية" التي يرأسها ان عين التينة ترفع لا كبيرة وفي وجه وصول عون إلى الرئاسة الأوّلى، ولا حاجة بالتالي لا للكلام على السلة أو استئناف الحوار، أو التمديد للمجلس وشرعيته وقانونيته. وهذا الموقف، سمعه النائب وليد جنبلاط، وربما يكون سمعه أيضاً الرئيس الحريري الذي زار مساءً مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وبعد التقاط الصورة في الاجتماع الذي شارك فيه وزير المال علي حسن خليل بوصفه المعاون السياسي للرئيس برّي ومدير يسود دولياً ترقّبٌ لنتائج الكباش بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا حول سوريا، والذي تظهّرَ في طلب الرئيس باراك اوباما من وكالات الأمن القومي درسَ كلّ الخيارات في شأنها، بعدما أكّدت موسكو استمرار عملياتها العسكرية فيها، فهدّدتها واشنطن بوقفِ التعاون وتعليق مناقشاتها معها. أمّا لبنانياً فلا تبدو مهمّة رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري سهلةً في مواجهة الرغبات السلبية لبعض المكوّنات السياسية، ومنها رغباتٌ داخل التيار نفسِه، غير متحمّسة لانتخاب رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية، في ظلّ وضعٍ دولي وإقليمي غير مريح. مع ذلك يواصل الحريري، الذي يستعدّ لزيارة موسكو، مشاوراته، وكان أبرز محطاتها لقاؤه مساء أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. وعلى خط موازٍ أرجَأ وزير الدفاع سمير مقبل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي لسَنة، تجنّباً للفراغ في القيادة العسكرية، على أن يستدعي رئيس الأركان اللواء وليد سلمان اليوم بعدما أحيلَ إلى التقاعد، لتسيير أعمال رئاسة الأركان لستّة أشهر، على أن يعيَّن بديلٌ منه في أوّل جلسة لمجلس الوزراء، وذلك في خطوةٍ قابَلها "التيار الوطني الحر" بالرفض، مؤكّداً أنّه لن يسكت عن هذا التمديد، وسيقوم "بكلّ ما يلزم لوقفِ الإمعان في تدمير الدولة".
في إطار مشاوراته بشأن فكرة ترشيحه عون، زار الحريري مساء أمس، يرافقه مدير مكتبه نادر الحريري، عين التينة والتقى بري في حضور الوزير علي حسن خليل، ودارَ خلال اللقاء الذي تخلّله عشاء حديثٌ حول المستجدّات الراهنة والاستحقاق الرئاسي. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" إنّ الحريري سيزور لاحقاً عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ثمّ يجول على رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، وفي مقدّمهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. "إن هذا النص هو من بنات أفكار كاتبه، وليس لما هو وارد فيه أي علاقة بحزب الله أو التيار الوطني الحر أو سوريا أو إيران. وأي تشابه في الوقائع، أو تقاطع في الأفكار، هو مجرد صدفة. لذلك وجب التوضيح"
لنحسم أولاً أمراً، فنخرجه من النقاش. أنت تفضّل جان عبيد رئيساً للجمهورية. فهو الأقرب الى عقلك.والرجل له تاريخه وحاضره السياسي بما يؤهّله لهذا المنصب. وهو لديه الخبرة السياسية الكبيرة بأحوال البلاد والمنطقة؛ عاصر وعاش مع الكبار الذين رحلوا أو لا يزالون على قيد الحياة، في لبنان والمنطقة أيضاً. كذلك هو على مسافة مقبولة من غالبية القوى المتنازعة في البلاد، ولا يمكن أحداً التشكيك في وطنيته. وهو يحلم، أيضاً، ببناء دولة تعتني بجميع مواطنيها. وهو، أيضاً وأيضاً، عروبي غير طائفي، يعرف مكانة لبنان في الصراع مع العدو، ويعرف مشكلة الدولة مع القوى الطائفية التي تنهشها. لكن جان عبيد قال لصديقه ميشال عون، مرات ومرات، إنه لن يعلن ترشيحاً رسمياً ما دام الجنرال يخوض السباق. هذا لا يعني أن عبيد يرفض انتخابه لو أصرّ عون على ترشيحه. وعبيد، الذي يقبل ببعض قواعد اللعبة، قرر عن سابق قصد ألا يكون مرشحاً مستفزاً لأحد في لحظة الغموض الرئاسية. وأنا، كما كثيرون، سنسرّ كثيراً لو أن زميلنا جان صار رئيساً للجمهورية. بين بيت الوسط وعين التينة تمحورت أمس الحركة السياسية المتفاعلة في البلد منذ عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، لتبدأ نهاراً بجولة موفد المختارة الوزير وائل أبو فاعور على كل من المقرّين قبل أن تتوّج مساءً بزيارة الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري والتداول معه في مستجدات المشهد المتأزم تحت وطأة الشغور والتعطيل. وفي الأثناء برزت محطة تحصين المؤسسة العسكرية وتجنيبها كأس الفراغ المرّ المتنقل بين السلطات والمؤسسات الدستورية، إذ وعلى قاعدة الضرورات التي تبيح المحظورات خلصت المفاضلة الوطنية بين تمديد ولاية القيادات العسكرية وبين تمدّد ولاية الشغور لتشمل رأس المؤسسة العسكرية بعد رأس الجمهورية، إلى منح الأفضلية للخيار الأول بموافقة كل المكونات السياسية وتوافقها جميعاً على كلمة سواء تقضي بمنع الفراغ في الجيش.. باستثناء "التيار الوطني الحر" الذي سارع إلى إدانة قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي واعتباره "غير قانوني وغير شرعي".
وكان مقبل قد عقد مؤتمراً صحافياً ظهراً أكد فيه أنّ قراراته المتعلقة بالمؤسسة العسكرية نابعة من مسؤولياته وتندرج ضمن إطار "ما يمليه الدستور وتحكمه القوانين"، داعياً من يتهمه باتخاذ قرار غير قانوني إلى أن "يقرأ قانون الدفاع والمادة 55 منه ليعرف أن القرار (قانوني)وصلاحيات الوزير واضحة". ورداً على سؤال أجاب: "بما أن مجلس الوزراء لم يجتمع لغاية الآن، فمن غير الممكن ما إن دق الرئىس سعد الحريري جرس الانذار الرئاسي، عبر قبوله خيار العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى ارتفع منسوب الحساسية الموجود اصلا بين الرئىس نبيه بري وميشال عون على الصلاحيات والنفوذ والدستور. وهذا ما يؤشر الى ان الوصول الى خواتيم سعيدة دونه صعوبات جدية تستدعي ازالة الكثير من الالغام بين الرجلين المحكومة علاقتهما بجدار من عدم الثقة. وهذا ما يستدعي قيام سعاة الخير باتصالات لحلحلة الامور وترتيب مواعيد لزيارات يبدو ان العماد ميشال عون لن يقوم بها قريباً، وتحديداً للرئيس نبيه بري، رغم ان فتح "دفرسوار" ايجابي في العلاقة بين بري وعون يستدعي موقفاً من الاخير بالعودة الى طاولة الحوار.
لكن العماد عون يرفض ان يصل الى بعبدا مكبلاً بشروط بري، التي تبدأ بالاتفاق على "سلة كاملة متكاملة" وعلى الاساسيات والتفاصيل، وتبدأ بأسماء الوزراء وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان ومدعي عام التمييز والتمسك بوزارة المالية. وهذا ما يعتبره العماد عون تقييداً للصلاحيات والنفوذ والدستور ليس لرئيس الجمهورية فقط بل لرئيس الحكومة المكلف. وهذا ما يرفضه عون بالمطلق رغم تأكيده أن النقاش في هواجس الرئيس نبيه بري ليس مطلوباً منه بل من الآخرين، وربما يغمز من قناة حزب الله. لكن حزب الله، وحسب المعلومات، كلف الرئيس نبيه بري أن يكون المفتاح السياسي للنقاش مع عون والحريري حول الثوابت السياسية والبيان الوزاري وسلاح المقاومة والمحكمة الدولية وغيرها. واذا شعر الرئيس بري ان في اتفاق عون ـ الحريري اي شائبة او اي امر لا ينطبق مع الثوابت الوطنية سيتدخل لوقفها على الفور. |
COMBIEN COUTE TON ASSURANCE AUTO?
EN 3 MINUTES TU AURAS LE PRIX! Auto: https://auto.ia.ca/fr-CA/chat/auto-vip/?uid=91FBE3 Archives
August 2022
|