
وعلمت "النهار" ان الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في عهد الحكومة الجديدة والتي ستعقد في قصر بعبدا في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم ستكون قصيرة وهي تتضمن بندا وحيدا هو تشكيل لجنة صياغة البيان الوزراي. ومن المقرر ان تستهل الجلسة بكلمة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ثم كلمة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام للترحيب بالوزراء وتمني انجاز المهمات التي تقع على عاتقهم بنجاح. ومن ثم سيطرح موضوع تشكيل اللجنة التي ستكون مفتوحة امام الوزراء للانضمام اليها على ان تنطلق الى العمل برئاسة سلام في السرايا لاحقا لاعداد مشروع البيان قبل العودة به الى مجلس الوزراء لمناقشته واقراره في مهلة شهر تمهيدا للمثول به امام مجلس النواب لنيل ثقته على أساسه.
وعلمت "النهار" ان الاجواء المحيطة بإعداد البيان تبدو مواتية انطلاقا من الظروف التي أدت الى ولادة الحكومة. ويقول متابعون ان من المؤشرات الايجابية عدم خوض الامين العام لـ"حزب الله" السيد نصرالله في اطلالته الاخيرة مساء اول من امس في موضوع البيان على رغم الجدل القائم حول ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" التي يتمسك بها الحزب ويرفضها فريق 14 آذار. وتوقع هؤلاء ان "يحوم طيف اعلان بعبدا "فوق اجتماعات لجنة البيان الوزراي ولا شيء يمنع من ان يدخل هذا الاعلان في صلب البيان لاحقا مع مراعاة اعتماد صيغة تلاقي الحزب في موضوع الثلاثية ما لم يطرأ ما يشير الى تعذرتجنب مواجهة حادة حول مطلب 14 آذار شطب هذه الثلاثية كلا من البيان والاستعاضة عنها بـ"اعلان بعبدا" وحده.
وقالت مصادر سياسية بارزة لـ"النهار" ان البيان الوزاري سيعكس الاولويات المحدودة للحكومة بتأمين مناخ دستوري سليم لانجاز الاستحقاق الرئاسي والعمل ما امكن على فصل لبنان عن الازمة السورية والحد من انعكاساتها عليه والتصدي للتحديات الامنية وحماية الاستقرار.
وسمع الرئيس سلام من زواره الديبلوماسيين امس دفعا قويا لحكومته في هذا المسار، اذ أبدى السفير الاميركي ديفيد هيل استعداد حكومته للعمل مع الرئيس سلام وفريق عمله في مواجهة التحديات التي حددها "بتعزيز سياسة النأي بالنفس عن النزاع في سوريا ووضع حد للاعمال الارهابية والعنف ومساعدة المجتمعات اللبنانية على استيعاب النازحين من سوريا وحماية الفرصة المتاحة امام اللبنانيين لاختيار زعمائهم كرئيس الجمهورية ومجلس النواب بشكل حر وعادل وفي الاوقات المحددة بالتوافق مع الدستور اللبناني". كما شدد السفير البريطاني طوم فليتشر على "عدم اضاعة الوقت والعمل معا بجهد متواصل للتوصل الى ما يطمح اليه اللبنانيون".
وبرز ايضا في اطار الردود الخارجية على تشكيل الحكومة ترحيب سعودي عبر عنه مجلس الوزراء السعودي الذي اكد مجددا "حرص المملكة على الاستمرار في تنمية علاقاتها المتميزة مع الجمهورية اللبنانية" معربا عن امله في "ان يساهم تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام في استقرار لبنان وازدهاره".
وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان تأليف الحكومة شكل دافعا قويا للتحضيرات الفرنسية لعقد اجتماع "مجموعة الدعم الدولية للبنان" أوائل آذار المقبل. وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان هذا الاجتماع سيشكل "فرصة لاعادة حشد المجتمع الدولي لدعم وحدة لبنان وسيادته واستقراره". وستقوم فرنسا في الايام المقبلة بسلسلة اتصالات مع المسؤولين اللبنانيين من اجل الاعداد لهذا المؤتمر الدولي بما يعكس فرصة جديدة لتأكيد التزام المجتمع الدولي دعم السلطات اللبنانية ومساعدتها.
الحوار
الى ذلك، علمت "النهار" ان فكرة الدعوة الى معاودة أعمال هيئة الحوار واردة عند رئيس الجمهورية وسط مؤشرات مشجعة انطلاقا من "الجو الوفاقي" السائد حاليا على حد تعبير مصدر متابع لما يحضّره القصر الجمهوري. وتتلاقى هذه المعلومات مع ما قالته اوساط وزارية من ان قنوات حوار بدأت تفتح بين فريقين اساسيين في الحكومة من ضفتي 8 و14 آذار. وقد علّق مصدر في قوى 14 آذار لـ"النهار" على هذه المعلومات بقوله ان المكان الطبيعي للحوار هو الهيئة التي ترأسها الرئيس سليمان لأنها ستجعل جميع القوى السياسية مشاركة في القضايا الاساسية ولا سيما منها ما يتعلق بالموقف من التورط في الحرب السورية بعيدا من الصفقات الثنائية.
عون
وقد برز مساء امس اعتراف رئيس "تكتل التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون للمرة الاولى بأنه التقى قبل فترة الرئيس سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله "من منطلق ان من يريد ان يقوم بوساطة لمحاولة تقريب وجهات النظر بين اطراف متخاصمين يجب ان يتحدث مع جميع الاطراف ". وقال عبر صفحة "التيار الوطني الحر" في موقع "تويتر" ان "ليس هناك احراج عند حزب الله وسنتمكن بإذن الله من ان نقترب جميعا بعضنا من البعض لمصلحة لبنان والسلام في لبنان".
ref:wataniya