
واذا كان امتناع رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط عن التعليق على الملف الحكومي للاسبوع الثاني تواليا عكس حراجة الموقف، الامر الذي فسر الفرملة اللافتة في حركة الوزير المكوكي وائل ابو فاعور، فان الاجواء التي لمسها زوار عين التينة امس لم تكن مختلفة اذ لاحظ زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري تشاؤما واضحا لديه حيال الملف الحكومي. وكرر بري امام زواره ان لا شيء جديداً في هذا الموضوع وانه لا يزال عند مواقفه على قاعدة انه قدم مخارج للتأليف وقام بواجباته، مشيرا الى انه في مرحلة انتظار مترقبا ما يمكن ان يقوم به الآخرون. وعلم ان رئيس المجلس طلب
من معاونه الوزير علي حسن خليل عدم التدخل في الاتصالات.
وعلمت "النهار" ان مساعي تأليف الحكومة التي عادت الى مربع الانقسام الحاد شهدت محاولات لاعادة تنشيط حركة الاتصالات لكسر الجمود من خلال مساعي النائب وليد جنبلاط بالتنسيق مع الرئيس بري من غير ان تسجل اي نجاح. وقد تضاربت المعلومات على هذا الصعيد بين قائل ان المساعي الجنبلاطية مستمرة بعيدة من الاضواء، وقائل استنادا الى معلومات ان جنبلاط أجرى اتصالاً الجمعة الماضي مع الرئيس سعد الحريري الذي ابدى استهجانه ان يكون فريق 8 آذار يستعد لترك الحكومة الجديدة لحظة ولادتها وفي الوقت نفسه يسعى الى التدخل في حق 14 آذار في تسمية ممثليها وكان هذا الكلام بمثابة فرملة لأي نوع من الوساطات. وفي هذا الوقت افادت معطيات لجهات متصلة بفريق 8 آذار ان ازمة تأليف الحكومة ستسهل نفاذ عقود موقعة في قطاع الكهرباء سيحين موعد بدء العمل بها في غضون ايام. ولا تفصل هذه الجهات ازمة التأليف عن تأزم العلاقات الايرانية - السعودية في ساحات عدة بينها لبنان. وفيما كان متوقعاً ان يصعد امس الى قصر بعبدا الرئيس المكلف تمام سلام للتشاور مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، لم يتم هذا اللقاء مما يدل ان ليس ثمة ما يستوجب مثل هذه الزيارة الآن.
كما علمت "النهار" ان الرئيس الحريري يجري في الرياض مشاورات مع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الذي توجه الى المملكة العربية السعودية مع النائب نهاد المشنوق. ومن المقرر ان تتناول المشاورات موضوع تأليف الحكومة والتطورات العامة في لبنان والمنطقة.
ولفتت مصادر معنية بالانسداد الذي اصاب الجهود الحكومية اخيراً، الى احتمال جديد بدأ يطفو على واجهة الحسابات التي نتجت من التهديدات المتواصلة بسحب وزراء 8 آذار من الحكومة العتيدة وهو تجميد أي مبادرة للرئيس سلام في تقديم التشكيلة الحكومية بما يحول دون نشوء ازمة اضافية، وانما في الوقت نفسه بما يمنع الفريق الذي يمضي نحو خلط الاوراق مجددا من اعادة الوضع الى ازمة تكليف وتأليف جديدة. وهو امر قالت المصادر المعنية لـ"النهار" انه قد يفضي الى تمديد واقع الجمود الراهن اسابيع اضافية على الاقل وتحديداً حتى فترة الاقتراب من الموعد الحاسم الذي يملي بت الامور قبل 25 آذار أي موعد بدء المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي ما لم تحصل تطورات تخرق ما آلت اليه الازمة الحالية.
وقد شهدت عطلة نهاية الاسبوع ومناسبة الاحتفال بعيد القديس مارون تطورين بارزين، تمثل الاول في انتقاد رئيس الجمهورية للجهات المعرقلة لتشكيل الحكومة وقوله على هامش حضوره القداس الاحتفالي الذي اقيم في كنيسة مار مارون في الجميزة "هل التمسك بوزير او شرط او حقيبة اهم من التمسك بلبنان؟ لا اعرف، الجواب عندهم". اما التطور الثاني، فتمثل في اعلان العماد ميشال عون من بكركي تأييده "مئة في المئة" للمذكرة التي اصدرها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد الاجتماع الاخير لمجلس المطارنة. ويتوقع ان يدلي عون اليوم بمواقف اضافية من الازمة الحكومية، فيما بدا ان موقف رئيس الجمهورية لم يلق الترحيب لدى الفريق العوني او قوى 8 آذار.
وقالت اوساط في 8 آذار لـ"النهار" ان كلام سليمان ادى الى مزيد من العرقلة وساهم في اضعاف الجهود التي تبذل لولادة حكومة جامعة. وردت على القائلين بوجود خلفيات اقليمية وراء العرقلة بقولها: "اذا اراد الرئيسان سليمان وسلام اطلاق عجلة الحكومة ليعلنا موافقتهما على منح التيار الوطني الحر حقيبة الطاقة وعندها ينزاح بسهولة هذا الساتر الاقليمي الذي تتحجج به قوى 14 آذار".
Ref:Wataniya