
واثارت النتائج المأسوية للمجزرة صدمة واسعة وتوترا شديدا في عرسال حيث ذهب ضحية سقوط احد الصواريخ الابناء الخمسة لزاهر الحجيري الذين تراوح اعمارهم بين سنة ونصف سنة و10 سنين، الى طفلة من عائلة اخرى وشابة . وصدر بيان مساء عقب اجتماع موسع في دار بلدية عرسال اعلن فيه المجتمعون انهم" لن يسمحوا لحزب الله ونظام الشام باقحام عرسال ضمن معادلة الثورة السورية وموازين القوى الميدانية في سوريا"، وتعهدوا " الدفاع بكل الوسائل عن كرامتنا واطفالنا واهلنا " وطالبوا الرئيس نجيب ميقاتي باعلان حداد ليوم واحد على ضحايا البلدة . وحذر الرئيس سعد الحريري من لاهاي التي يتابع فيها حضور الجلسات الاولى للمحكمة الخاصة بلبنان من ان "الصواريخ القاتلة والارهابية ايا كان مصدرها تهدف الى امر واضح هو الفتنة وترهيب المواطنين وترويعهم"، مشددا على "ثقته بان ابناء عرسال الصابرين والصامدين سيعضون على الجرح وسيفوتون الفرصة على الفتنة المنبوذة " .
وبدا لافتا ان الوضع في طرابلس شهد بدوره تدهورا امنيا واسعا مساء أمس اذ سجلت اشتباكات على المحاور التقليدية في المدينة وممارسات قنص منذرة بتصعيد جديد.
الحريري والحكومة
في غضون ذلك، اخترق اعلان الرئيس الحريري استعداده للمشاركة في حكومة ائتلافية جديدة مع "حزب الله " على ما نقلت عنه وكالة "رويترز" بعد ظهر امس من لاهاي اجواء الجمود التي سادت الجهود السياسية الاخيرة لتشكيل الحكومة في انتظار انتهاء الموجة الاولى من جلسات المحاكمة الجارية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري .
واذ اعتبر موقف الحريري بمثابة اضاءة علنية للاشارة الخضراء للمضي في المفاوضات السياسية لتذليل العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة، اكد الحريري نفسه" اننا ايجابيون في تشكيل الحكومة وهذا شيء جيد للبلد وللاستقرار في البلد ". واشار الى انه لم يقدم تنازلات من حيث المشاركة في حكومة ائتلافية مع "حزب الله" وحلفائه " فمبدأ المحاكمة ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته ونحن نعرف انهم افتراضيا هم الذين ارتكبوا هذه الجرائم (...) ولكن في نهاية المطاف هذا حزب سياسي لديه تحالف كبير مع العونيين وآخرين". وقال انه " متفائل جدا " بتشكيل الحكومة، لكنه "لا يعرف متى " تشكل .
وقال مصدر في "تيار المستقبل" لـ"النهار" ان ما صدر عن الرئيس الحريري امس من مواقف عن تشكيل الحكومة هو بمثابة "اعلان نيات ايجابي". وأكدانه لم يطرأ جديد في الساعات الاخيرة في شأن ما تطلبه 14 آذار بالنسبة الى البيان الوزاري، مما يعني ان لا تقدم يؤدي الى قيام حكومة جديدة، علما ان الاجواء العامة لا تزال في دائرة المراوحة الايجابية. وفي اطار المشاورات كانت لرئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة محادثات مع النواب المسيحيين المستقلين، كما اجرى اتصالا هاتفيا برئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع قبل ان يزوره عضو الكتلة النائب نهاد المشنوق.وقال المشنوق لـ"النهار": بعد الزيارة " نحن مصرون على تفاهم واسع لقوى 14 آذار والبحث تناول البند الوحيد الباقي من الاسئلة الخمسة وهو يتعلق بالبيان الوزاري".
وأبلغت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف "النهار" المعطيات الآتية:
- ارتفع منسوب الايجابيات بعد موقف الرئيس الحريري .
- تبادل الرئيس السنيورة رسائل مع القيادات المسيحية في 14 آذار لم تأت اجوبة كاملة عنها ومحورها صيغة للعمل الموحد حيال التأليف.
- ابلغ الرئيس نبيه بري والوزير وائل ابو فاعور الرئيس المكلف تمام سلام ان هناك استعداداً ايجابياً للتعامل مع التأليف وتحركاً في اتجاه العماد ميشال عون لتوضيح الامور معه.
- في ما يتعلق بموضوع البيان الوزاري، ثمة التزام من 8 و14 آذار لعدم تحويل البحث فيه الى ما يسيء الى تأليف الحكومة واعتبار ان ثمة قضايا يجب ترحيلها الى الحوار الوطني.
ورأت ان الاجواء توحي بتحريك للجهود ما بين اليوم والاثنين لتشكيل الحكومة، لكن الامور مرهونة بالحركة الكثيفة من الاتصالات.
المحكمة
أما بالنسبة الى جلسات المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، فخصص اليوم الثاني امس لاستكمال فريق الادعاء عرضه حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وكذلك لابداء قسم من المتضررين تحضيراتهم التمهيدية للمحاكمة . واسهب الادعاء في ايراد مزيد من الوقائع عن تفاصيل الاعداد للجريمة وتحديد مكان السيارة الجانية وسلوكها الطريق الى موقع الانفجار وكشف سيناريو شريط "كبش المحرقة" أبو عدس وكذلك تحديد اماكن المراقبة للرئيس الحريري من ستة أشخاص ومن خلال حركة الاتصالات. كما عرض شريط الاتصالات الهاتفية الطويل الذي أجرته مجموعة من الاشخاص بينهم المتهمون الاربعة في ترصد الرئيس الحريري طوال 50 يوما . واشار الى ان العملية منظمة وممولة وكان المتهم مصطفى بدر الدين الذي كان مترفاً ويملك محلاً للمجوهرات يوجه المتهمين الاربعة الآخرين سليم عياش وأسد صبرا وحسن مرعي وحسين عنيسي.