
لجنة الصياغة عقدت اجتماعها السادس في السرايا الحكومية برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام، وتقرر في نهايته عقد جلسة سابعة غداً الجمعة. وقال الوزير قزّي "إن مستوى النقاش كان جيداً ولا بد من الاسراع في إنجاز البيان الوزاري لأن الرئيس سلام لا يقبل بعد 10 أشهر من العمل لتأليف حكومة ومن ثم تأليفها، أن يقال أن هناك تلكؤاً في صياغة البيان الوزاري، ولا نريد أن تتحول الحكومة إلى حكومة تصريف أعمال أو إلى لجنة صياغة مكلّفة".
وأضاف "هذا رأي الرئيس سلام ورأينا جميعاً، وهناك تنسيق متكامل بين ممثلي فريق 14 آذار، ومواقفنا تصب كلها في الهدف نفسه الذي هو سيادة الدولة. لقد انتهينا من الفقرة المتعلقة بإعلان بعبدا لكن الموافقة النهائية مرتبطة بصياغة الفقرات الباقية لا سيما بما يتصل بالمحكمة الدولية والنازحين السوريين والمقاومة ومرجعية الدولة".
وأوضح أن موضوع "المقاومة بحث وتوصلت اللجنة إلى صياغة لكنها صياغة تحتاج إلى مزيد من النقاش".
بدوره أكّد وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور بعد الجلسة أنه "تم التوصل إلى صيغة مرضية لجميع الأطراف بشأن إعلان بعبدا"، موضحاً أن "المنحى الايجابي في النقاش يتغلب في كل جلسة، ونحن نناقش قضايا خلافية"، آملاً أن تكون جلسة الجمعة "خاتمة الجلسات للوصول الى كل الصياغات النهائية"، مشدداً على أن "البيان الوزاري كلٌ متكامل، والبيان يتم التوافق عليه ككل"، مؤكداً أنه "تم الوصول الى صيغة مُرضية في ما خص اعلان بعبدا تحفظ لكل الافرقاء مواقفهم السياسية".
وفي السياق نفسه، قال رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في حديث لتلفزيون "المستقبل" إن "اللغة العربية غنية ونستطيع أن نوفق ونجد صيغة مقبولة، آخذين بالاعتبار أن هناك أرضاً لبنانية محتلة من قبل إسرائيل وآخذين بالاعتبار أيضاً أن علينا أن نذكر في هذا العالم العربي وفي لبنان كلمة حق لبنان في المقاومة الدولة والشعب لأن الدولة تقاوم وهي قاومت عبر الجيش والشعب ايضا قاوم تاريخياً عندما كانت الدولة مقصرة في المواجهة".
سليمان
من ناحية متصلة، أمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن "ينجح اعضاء لجنة صوغ البيان الوزاري في إنجاز البيان، انطلاقاً من المناخات التي ساهمت في حصول التأليف"، لافتاً الى "أهمية تجاوز الشروط المتبادلة خصوصاً وأن عمر الحكومة محدد والانجازات محدودة بفعل الفترة الزمنية، فضلاً عن أن المجتمع الدولي الذي يعقد المؤتمرات لدعم لبنان واقتصاده وجيشه يبدي رغبة قوية في قيام حكومة، ما يستوجب منا جميعاً إكمال البيان ونيل ثقة مجلس النواب"، مشددا على أن هذا الامر "يسهّل تعاطي الخارج مع وزراء يتمتعون بثقة النواب وتالياً ثقة اللبنانيين، خصوصاً وأن ما يتعرض له وطننا من اعمال إرهابية إجرامية يفرض على الجميع وضع مصلحة الوطن وابنائه فوق اي اعتبار آخر".
وفي هذا السياق، أعلن مدير مكتب الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية لورانس سيلفرمان أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري "سيحضر الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية من أجل دعم لبنان المقرر في 5 و6 آذار المقبل في العاصمة الفرنسية باريس"، معتبراً أن "هذه المجموعة أداة نشطة يستطيع عبرها المجتمع الدولي تقديم الدعم لاستقرار لبنان".
وأضاف أن "لبنان يستقبل أكبر عدد ممكن من اللاجئين السوريين مقارنة مع بقية دول المنطقة"، مشيراً إلى أن بلاده "تقدّم مساهمتها لمساعدة لبنان على تخفيف هذا العبء عبر توفير مبلغ 340 مليون دولار من الساعدات، ونحضّ البلدان الأخرى على الوفاء بوعود المساعدة التي قطعتها".
على صعيد آخر، وبعدما إطلع الرئيس سليمان من رئيس الاركان في الجيش اللواء الركن وليد سلمان، ونائب رئيس الاركان للتخطيط العميد الركن مارون حتي على المعلومات المتوفرة عن الاعتداء الجوي الاسرائيلي الاخير، طلب من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جمع كل المعطيات والمعلومات المتوفرة عن هذا الاعتداء لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد هذا العدوان الذي يعتبر خرقاً للقرار 1701.
"حزب الله" والغارة
وبعد يومين على وقوع الغارة الاسرائيلية على مواقع لـ "حزب الله" عند الحدود اللبنانية السورية، اعترف الحزب أمس بحصول الغارة، مؤكّدا في بيان أن "طائرات اسرائيلية قصفت في 24 شباط مواقع لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية قرب منطقة جنتا في البقاع". وذكر أن "العدوان الاسرائيلي لم يؤد الى سقوط اي قتيل او جريح وكل ما قيل في وسائل الاعلام عن استهداف لمواقع دفاعية او صاروخية او "استشهاد مقاوميه" لا اساس له من الصحة". وأكد أن "العدوان الجديد لن يبقى بلا رد من "المقاومة" وستختار الزمان والمكان المناسبين والوسيلة المناسبة للرد عليه".
الى ذلك، نقلت مجلة "تايم" الأميركية عن مصدر أمني إسرائيلي كبير، تأكيده أن "طائرات حربية إسرائيلية أغارت الاثنين الفائت على قافلة كانت تقل صواريخ أرض ـ أرض من سوريا إلى لبنان". ولكن المصدر قال إنه "من المحتمل أن تكون هذه الصواريخ قد زودت برؤوس حربية ثقيلة نسبياً وخطرة أكثر من آلاف الصواريخ التي يقوم حزب الله بتصويبها نحو الأراضي الإسرائيلية".
بدورها أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية بأن "أجهزة الامن الاسرائيلية تستعد لاحتمال إقدام حزب الله على استهداف مسؤولين اسرائيليين في أعقاب الغارة الجوية المنسوبة لسلاح الجو على موقع للحزب على الحدود اللبنانيةـ السورية"، مضيفة أن "الجهاز الأمني الاسرائيلي يستعد لاحتمال أن يرد حزب الله على هذه الغارة لكنه قد لا ينوي الردّ فوراً".
ريفي
إلى ذلك، عاد ملف الموظّف في شركة طيران الشرق الأوسط المخطوف جوزيف صادر إلى الضوء مجدّداً، مع تساؤلات عديدة حول الجهة التي تخشى كشف محضر جلسة لجنة حقوق الانسان النيابية الخاصة بخطفه. ورأى مصدر رسمي أن "عملية خطف وإخفاء المهندس جوزيف صادر ليست هي اللغز المحيّر، إنما تجاهل مسؤولين سياسيين لهذه القضية الانسانية هي اللغز بحدّ ذاته".
وأكّد المصدر لـ "المستقبل" أن "هناك قاعدة يمكن الانطلاق منها لبدء التحقيق والبحث عن مصير هذا المواطن، وهي محضر اجتماع لجنة حقوق الانسان التي انعقدت في مجلس النواب في العام 2012، وقدّم خلالها مسؤولون أمنيون وعائلة صادر الكثير من المعلومات التي يتجاهلها السياسيون لأسباب مجهولة".
وشدّد المصدر على أن "هناك خيوطاً مهمة يمكن تتبّعها، منها مسألة مطاردة دورية أمنية للسيارة الخاطفة إلى قلب الضاحية الجنوبية قبل إجبار هذه الدورية على المغادرة تحت وطأة التهديد، ومصادفة الخطف على طريق المطار، وإجبار أصحاب المحلات التجارية قبل يوم من العملية على تنكيس كاميرات المراقبة إلى الأسفل بذريعة الدواعي الأمنية لأحدى الشخصيات".
وأكّد المصدر أن وزير العدل اللواء أشرف ريفي "تبنّى هذه القضية انطلاقاً من مهامه الوزارية". وعلمت "المستقبل" أن ريفي وبعد الاخبار الذي تقدّم به الرئيس سليمان، سيحيل طلباً إلى النيابة العامة التمييزية وإلى المجلس النيابي يطلب فيه إيداع القضاء المختص محضر جلسة لجنة حقوق الانسان ليبدأ التحقيق انطلاقاً مما فيه من معلومات ومعطيات.
ref:wataniya