
هذه الحكومة التي أبصرت النور بعد «جهودحثيثة بذلها الرئيس سعد الحريري ونوّه بها رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اتصال أجراه به أمس، طوت صفحة حكومة الانقلاب، وفتحت الطريق أمام عودة التوازن إلى السلطة، وأمام عودة المؤسسات إلى الاضطلاع بمسؤولياتها.
وكانت التشكيلة الحكومية رست على صيغتها النهائية بعد منتصف ليل أول من أمس مع إسناد حقيبة الداخلية إلى النائب نهاد المشنوق، فيما أُسندت إلى اللواء أشرف ريفي حقيبة العدل، التي تُعنى بالتعامل مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. أمّا المفاجأة الوحيدة في الأسماء فكانت توزير القاضية أليس شبطيني التي أعاد الرئيس سليمان الاعتبار لها بعد أن رفض «حزب الله سابقاً تعيينها رئيساً لمجلس القضاء الأعلى.
تأييد دولي
وفور إعلان تشكيلها، لاقت الحكومة تأييداً دولياً دشّنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي رحّب بـتشكيل حكومة وفاق، معتبراً أنه بات للبنان الآن «حكومة بصلاحيات كاملة لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهه، داعياً المجتمع الدولي إلى مساعدتها وخصوصاً المجموعة الدولية لدعم لبنان التي ستجتمع قريباً في باريس
وأعرب هولاند عن الأمل بأن «يسود حسّ المسؤولية نفسه خلال الاستحقاقات الدستورية المقبلة في لبنان خصوصاً الانتخابات الرئاسية، مهنئاً سليمان وسلام «وكل الذين ساهموا في تشكيل الحكومة عبر إعلاء المصالح العليا للبنان
وبدورها، هنأت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ الرئيس سلام بالحكومة الجديدة، وأعرب في بيان عن «تطلع بلاده إلى العمل معه ومع حكومته في السعي إلى معالجة التحديات والفرص الرئيسية في لبنان، ومنها الانتخابات الرئاسية في موعدها، وضمان الأمن ومكافحة الإرهاب.
.. ومحلي
وفي ردود الفعل المحلية، أجرى الرئيس الحريري اتصالاً بالرئيس سلام، أشاد فيه بـ
صبره وحكمته والنتيجة التي انتهت إليها عملية تشكيل الحكومة، متمنياً أن يكون تشكيل الحكومة «فاتحة خير على لبنان واللبنانيين، وأن تتمكن من مواجهة الاستحقاقات الدستورية والوطنية.
ومن روما، هنّأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي سليمان وسلام، آملاً أن يتم «انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري ويستعيد لبنان مكانه الفاعل في الأسرتين العربية والدولية.
وقبيل إعلان مراسيم التشكيل، أدلى اللواء ريفي بتصريح اتهم فيه «حزب الله
بأنّه «العقدة بل هو عقدة كل البلد، مؤكداً أنّه لن يشارك في إعطائه «فرصة الاستمتاع بلحظة العرقلة من جديد، وتوجّه إلى الرئيس الحريري مؤكداً ان «أشرف ريفي لا يرضى أن يكون جزءاً من المشكلة التي تواجه تأليف الحكومة، بل نحن جزء من الحل الذي عمل لأجله الرئيس الحريري، وأُعلن بكل وضوح ومسؤولية أنني سأقف مع أي قرار يتخذه الرئيس الحريري ويرى فيه مصلحة للبلاد
سلام
وكان الرئيس سلام ألقى اثر اعلان مراسيم الحكومة كلمة من القصر الجمهوري أكد فيها ان حكومته «تتوفر فيها جميع العناصر الدستورية والميثاقية والقانونية والتمثيلية
وقال انها «شكلت بروحية قادرة على خلق مناخات إيجابية لاحياء الحوار الوطني حول القضايا الخلافية برعاية فخامة الرئيس، وقادرة على تأمين الأجواء اللازمة لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، فضلاً عن الدفع باتجاه إقرار قانون جديد للانتخابات التشريعية
وتابع انه تم اعتماد قاعدة المداورة في هذه الحكومة «باستثناء حقيبة نائب رئيس مجلس الوزراء على أمل أن يؤخذ بهذه المقاربة في تشكيل الحكومات مستقبلاً، مضيفاً «لمسنا دعماً عربياً ودولياً لقيام هذه الحكومة ونرجو أن يستمر هذا الدعم مؤكداً «مد يد التعاون إلى الجميع
وكان سبق اعلان الحكومة لقاء بين الرئيس سليمان والرئيس سلام انضم إليه لاحقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أن يحضر الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي لتلاوة المراسيم، ثم التقطت الصورة التذكارية للحكومة.
ref:wataniya