
وفي ظل هذه الاجواء بدأ البحث يتركز على التطورات المرتقب حصولها بعد اعلان تشكيلة امر الواقع السياسية من قبل الرئيس تمام سلام والمتوقع صدورها يوم الثلثاء واستقالة وزراء 8 آذار ووزيري جنبلاط، بعد اعلانها، وبالتالي سقوط الحكومة قبل ان تصل الى مجلس النواب، وعندئذ سيدعو الرئيس سليمان وحسب ما ينص عليه الدستور الى اجراء استشارات نيابية ستؤدي الى تكليف الرئيس سعد الحريري وبإجماع نيابي يوازي حجم ما ناله الرئيس تمام سلام، لكن الرئيس الحريري سيصطدم بالسيناريو والمطالب والشروط نفسها التي اصطدم بها الرئيس تمام سلام وسيصل الى طريق مسدود في التشكيل وسيضطر الى الاعتذار، وبالتالي تتولى حكومة الرئيس تمام سلام تصريف الاعمال مكان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحالية وستدير حكومة سلام الفراغ في البلاد اذا لم تحصل الانتخابات الرئاسية، وهذه هي الخطة المرسومة.
وتشير معلومات مؤكدة لـ "الديار" ان تمنيات وصلت الى الرئيس بري والنائب جنبلاط بضرورة "التمهل" في ولادة الحكومة حتى آذار بانتظار مرور بعض الاستحقاقات الخارجية كيلا تنفجر الامور، لان البلاد لا تتحمل حكومة غير ميثاقية او تصريف اعمال، وان جنبلاط ابلغ من التقاهم في الساعات الماضية تفهمه لهواجس حزب الله والوقوف الى جانبه حتى تمرير هذه المرحلة.
وبالتالي، فان الوزير وائل ابو فاعور كان واضحا في هذا الامر وقال لسلام، لماذا لا يتم التريث في التشكيل اذا كانت الحكومة التي ستولد ستسقط فورا. وهذه هي الاسباب الحقيقية للتردد في تشكيل الحكومة.
وتضيف المعلومات ان قيادات فاعلة على خط التأليف كشفت للمقربين منها عن حتمية سقوط حكومة سلام فور ولادتها والعودة الى دوامة الاستشارات النيابية والتأليف وان لا حكومة قبل شهر اذار، وان الرئيسين سليمان وبري في هذه الاجواء، لكن الرئيس سليمان سيوقع على التشكيلة التي سيرفعها سلام حسب الدستور رغم معرفته بأنها ستسقط.
واشار القيادي امام المقربين منه الى تعقيدات خارجية متعلقة بجنيف -2، وضرورة انتظار زيارة اوباما الى السعودية اوائل آذار وتفاعلاتها في المنطقة وبالتالي وحسب المعلومات فان تريث بري وجنبلاط امر مفهوم عند الرئيس سليمان.
}كيف كانت الاتصالات امس؟}
اما على صعيد المواقف والاتصالات امس، فالرئيس المكلف تمام سلام رغم تأكيده ان الامور وصلت الى خواتيمها، الا ان العقدة العونية ما زالت على حالها ومن الصعوبة الوصول الى حل في شأنها. وبالتالي سقوط كل الصيغ التي طرحت، لكن مصادر سلام رفضت اعطاء موعد لحمل التشكيلة الى بعبدا مع انه ليس مفتوحا وبات قريبا، واشارت الى ان الاتصالات متواصلة واكدت ان ما يحكى عن عقد في خصوص بعض الوزارات قابل للحل والتفاوض وتبقى العقدة عند العماد ميشال عون ومطالبه.
واكدت مصادر سلام ان هذا الاخير قد وقف عند تمنيات بري وجنبلاط بالتريث، وربما في حوزتهما مخرج معين، لكنها جددت التأكيد ان لا تراجع عن مبدإ المداورة.
وكشفت مصادر متابعة لملف التأليف عن اتصالات ستجري على هامش احتفالات عيد مار مارون في بكركي بين البطريرك الراعي والرئيس سليمان في حال حضوره والقيادات المارونية وستتطرق الى الشأن الحكومي ووثيقة بكركي.
عقدة جديدة اضيفت امس الى العقدة العونية ومتعلقة بالوزارات السيادية ورفض 8 آذار اسناد الحقيبتين الامنيتين الى 14 اذار، واشارت المعلومات الى عقد في ما يتعلق بالطاقة والعدل والاتصالات. وفي العروض الاخيرة التي تم تداولها ان تتم المداورة في الطاقة ولكن ضمن تكتل التغيير والاصلاح ويتولى جبران باسيل الخارجية وشخص يسميه العماد عون للطاقة وقد تم رفض الاقتراح.
}مواقف القوى}
كما ان تيار المستقبل رفض تدخل قوى 8 اذار في تسمية وزرائه بعدما اعترض حزب الله على اسم مدير عام قوى الامن الداخلي السابق اللواء اشرف ريفي للداخلية وتضامن النائب جنبلاط مع حزب الله واقترح جنبلاط على سلام تعيين شخصية غير استفزازية لحزب الله، وقد ايد الرئيس سليمان هذا التوجه، وتم اقتراح اللواء مروان زين، لكن الرئيس سعد الحريري رفض الامر تحت مبدإ عدم جواز تدخل 8 اذار في تسمية وزراء 14 اذار.
كما اقترح جنبلاط ان تعود وزارة الدفاع الى الرئيس سليمان وتسمية الوزير السابق خليل الهراوي بعد ان طرحت 14 آذار اسم النائب بطرس حرب، فهدد المستقلون باتخاذ موقف، وهذا الاقتراح رفضه تيار المستقبل ايضا مصرا على حقه في التسمية.
فيما اكدت اوساط 8 اذار رفضها اسناد الحقيبتين الامنيتين الى 14 اذار ودعت الرئيس سلام للخروج من عباءة الرئيس فؤاد السنيورة، وحذرت من محاولات البعض اضفاء ميثاقية على الحكومة بعد استقالة 8 اذار عبر تعديل الحكومة بإقناع جعجع في الدخول بعد خروج وزراء عون، وبالتالي تأمين الغطاء المسيحي، فيما الغطاء الشيعي مؤمن عبر العميد عبد المطلب حناوي، واكدت ان 8 اذار ستتخذ موقفا موحدا بعد اعلان التشكيلة وان أمر الاستقالة اصبح محسوما.
اما تيار المستقبل فاعتبر ان 14 اذار قدمت الكثير ولا مجال لتقديم المزيد من التنازلات، والعرقلة هي من حزب الله، ودافعت عن النائب احمد فتفت واللواء اشرف ريفي واعتبرت ان الوزير باسيل هو الوزير الاستفزازي.
اما حزب الله، فأبلغ جميع الوسطاء انه متحالف مع العماد عون أكان "ظالما او مظلوما"، وان الحلف مع العماد عون اكبر من مقعد وزاري او نيابي، وسيتخذ الحزب الموقف الذي سيتخذه العماد عون، كما ان النائب سليمان فرنجية ابلغ الوزير ابو فاعور وقوفه مع حزب الله وبأنه لا يمكن ان يشارك في حكومة دون التيار الوطني الحر وحزب الله، فيما الطاشناق ملتزم مع العماد ميشال عون، وبالتالي فإن 8 اذار في انتظار التشكيلة لاعلان الموقف النهائي.
لكن قوى 8 آذار وحسب المداولات بينها، اتخذت قرارا بعدم السماح لحكومة تصريف اعمال لا تنال ثقة المجلس النيابي بأخذ صلاحيات رئيس الجمهورية وان خطواتها ستحددها في الوقت المناسب اذا وصلت الامور الى هذه المعادلة. وسألت سلام "لماذا لا يبادر الى حل الامور عبر فتح خطوط التواصل المباشر مع عون" واكدت قوى 8 اذار انه في حال عدم صدور المراسيم الاسبوع المقبل فإن الحكومة لن تبصر النور قبل شهر آذار.Ref:Wataniya