
واثار التفجير الجبان موجة من الاستنكارات من كل الاطراف اللبنانية، وادى الى مقتل مواطنين يعملون على تأمين لقمة عيشهم واحدهم من آل خير الدين، وهو لبناني كان مقيما في حمص ونزح الى الهرمل، بالاضافة الى علي علو وعامل آخر من آل المسمار يعمل في المحطة ايضا بالاضافة الى اصابة اكثر من 30 مواطنا كانوا يعملون على تعبئة المازوت لعائلاتهم والبنزين لسياراتهم.
وعلى الفور قام اهالي المنطقة بقطع طريق اللبوة المؤدية الى عرسال احتجاجا على التفجير، لكن حزب الله تدخل وبقوة لمنع الاهالي من قطع الطريق على اهالي عرسال منعا للفتنة، مؤكدا للأهالي ان مواجهة الفتنة والتصدي لها يكونان بتعزيز اجواء الوحدة الوطنية وعلينا التحمّل والصبر. وليلاً قامت عشيرة آل علو بقطع طريق الهرمل احتجاجاً على استشهاد احد ابنائها علي علو وجرت اتصالات ادت الى فتحها.
فيما قام الامن العام اللبناني بقطع طريق العبودية اللبنانية - السورية في منطقة الشمال بالاتجاهين.
تبني النصرة
وقد تبنت جبهة النصرة في لبنان عبر حسابها الخاص على موقع تويتر تفجير
الهرمل في بيان حمل الرقم 6 بعنوان: «عملية استشهادية ثانية على معقل حزب ايران في الهرمل. وجاء فيه:
«مع استمرار جرائم حزب ايران في حق اهلنا المستضعفين في شامنا الحبيب، واصراره على ارسال المزيد من مرتزقته لقتل الشعب السوري، ما كان منا الا العمل على ايقاف مذابحه والرد بالمثل في عقر داره لكي يضطر الى اعادة حساباته
وتابع البيان : «فيا اهل السنة في لبنان قوموا في وجه هذه الطغمة الظالمة ولا تغرنكم هالته الامنية فهو اضعف مما يُظهر بكثير، وما كان تكرار ضرب الاهداف نفسها الا دليلا على ضعفه وهشاشته الداخلية
كما اشارت المعلومات الى اطلاق رصاص في طرابلس ابتهاجا بالتفجير، وتم القاء قنبلة في شارع سوريا حيث تدخل الجيش اللبناني على الفور. وحصلت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة بين جبل محسن وباب التبانة ادت الى سقوط 3 جرحى.
علما ان هذا الانفجار جاء بعد سلسلة بيانات لجبهة النصرة وكتائب عبدالله عزام ودولة الاسلام في العراق والشام «داعش دعت فيها اهل السنة الى الابتعاد عن مناطق حزب الله ومناصريه لانه سيتم استهدافهم بسيارات مفخخة واعلنت في بياناتها الحرب على حزب الله في لبنان وسوريا.
كيف حصل التفجير؟
التفجير الانتحاري الجبان الذي اصاب مدينة الهرمل وكل لبنان، وقع عند الساعة السادسة والنصف من مساء امس، حيث دوى انفجار كبير في محلة «المعللي تبين انه ناتج من تفجير انتحاري في محطة الايتام على بعد امتار من مستشفى البتول و300 م من مدرسة المبرات ولم يصب احد من التلاميذ، وان المحطة تم افتتاحها مؤخرا. وتبين ايضا ان الجيب المستخدم في عملية التفجير هو من نوع غراند شيروكي خمري اللون كان متجها من طريق العاصي - الهرمل الدولية جنوبا باتجاه الشمال المؤدي الى وسط الهرمل، وان جيب الشيروكي يحمل لوحة مزورة رقمها 286173 ح بينما اشارت المعلومات الامنية الى ان الرقم الصحيح للجيب الشيروكي قبل ان تتم سرقته هو 113289 ح.
وأظهرت التحقيقات ان زنة العبوة تقدر بـ 40 كيلوغراماً من المتفجرات، وان سائق الغراند شيروكي انحرف عن الطريق الدولية الى اليمين ودخل الى المحطة وقام بتعبئتها بالوقود، ثم فجرها على الفور لاحداث تفجيرات متتالية عبر خزانات الوقود، ولايقاع اكبر عدد من المواطنين الابرياء. وقدرت زنة العبوة بـ 35 كيلوغرام من المواد المتفجرة.
وقد احدث الانفجار وانفجارات خزانات المازوت والبنزين دويا هائلا وأدت الى تضرر الشقق المجاورة واجزاء من مستشفى البتول. لكن سرعة الاجراءات الوقائية من قبل الدفاع المدني والمواطنين ادت الى اطفاء الحرائق في المحطة التي دمرت بالكامل بعد ساعة او ساعتين فقط، خصوصا ان الانفجار وقع فيما كانت بلديات المنطقة والهيئات الحزبية والمدنية تنفذ اجراءات امنية منذ ايام جراء المعلومات التي تمتلكها عن امكانية حصول تفجيرات جديدة، بعد تعميم الاجهزة الامنية لمواصفات عدد من السيارات المفخخة.
واشارت معلومات الى ان هدف التفجير احداث البلبلة في صفوف جمهور المقاومة، وان اختيار محطة وقود لإحداث صدمة وربما وقوع تفجيرات متتالية في الخزانات لايقاع اكبر عدد من الضحايا، او ربما لم يجد الانتحاري مكانا يركن فيه سيارته المفخخة وسط الهرمل جراء الرقابة المشددة.
وعلى الفور ضرب الجيش اللبناني نطاقا امنيا حول منطقة الانفجار وعملت سيارات الاسعاف على نقل الشهداء والجرحى الى مستشفىات المنطقة. فيما طلب الجيش اللبناني عدم التجمع والاقتراب من المنطقة.
شربل: مخطط كبير
وقال وزير الداخلية العميد مروان شربل «ان ما يحصل اكبر من لبنان والاجهزة الامنية، هو مخطط كبير يستهدف دولاً في المنطقة، الوضع الامني غير مستقر وسيتطور نحو الاسوإ
وكشف شربل «ان عدد السيارات المسروقة في لبنان منذ 6 اشهر حتى الان وصل الى 400، وكل السيارات التي تم تفجيرها كانت مسروقة، وفي كل التحقيقات تبين ان معظم السيارات المسروقة تم بيعها الى سوريا
وتحدث شربل عن ضعف الامكانات ورغم ذلك اكد ان الاجهزة الامنية تقوم بالمطلوب منها وتحقق انجازات. وقال شربل «كل يوم سيكون اسوأ من اليوم الذي سبقه طالما استمرت الاحداث في سوريا
إعترافات الأطرش
وما زاد في قلق الاجهزة الامنية ان الموقوف عمر الاطرش اعترف خلال التحقيق معه انه سلم سيارتين مفخختين لابراهيم عباس بالقرب من جامع خاشقجي في بيروت، وان الاجهزة تقوم بمتابعة مصير هاتين السيارتين. فيما اشارت معلومات امنية الى انه بعد اعترافات عمر الاطرش لوحظ تعزيز الحراسة المشددة حول منزل ابراهيم عباس في حي حطين في مخيم عين الحلوة وان عباس قام بحلق «ذقنه وانه مع توقيف طه وزياد ابو النعاج وصالح القرعاوي، وهؤلاء من تلامذة ماجد الماجد ومن سرايا زياد الجراح كتائب عبدالله عزام، اطلقوا صواريخ على اسرائيل من الحنية والقليلة في عامي 2007 و2009، كما استهدفوا دوريات لليونيفيل على مدخل صيدا اثناء عودتها من بيروت الى الجنوب عامي 2008 و2010. وأكدت قيادات فلسطينية في عين الحلوة وجود نعيم عباس في المخيم، واشارت الى ان منطقة التعمير غير خاضعة لسلطة منظمة التحرير الفلسطينية.
إنفجار قنبلة صوتية
داخل مسجد خاشقجي
وفيما كانت وسائل الاعلام تنقل اخبارالتفجير في الهرمل، سمع صوت انفجار في الضاحية اثار بلبلة وحالة هلع بين المواطنين. وقد تبين ان الانفجار ناجم عن قنبلة صوتية انفجرت داخل مسجد خاشقجي في يد شاب من آل عيتاني كان يلهو بها واصيب رفيقه من آل المصري. وقد نقل الجريحان الى مستشفى المقاصد واحدهما في حالة خطرة. وبعد ذلك شوهد انتشار مسلح وتجمعات في المنطقة، فيما عزز الجيش اللبناني من انتشاره في المنطقة وسيّر دوريات.