
في تطور أمني لافت، استُهدف أمس خراج بلدات اللبوة والأمهزية والبزالية وحربتا في البقاع الشمالي بستة صواريخ من نوع "غراد" مصدرها جرود عرسال في السلسلة الشرقية. القذائف سقطت في أراض زراعية غير مأهولة، ما عدا واحدة سقطت بالقرب من سور أحد المنازل، وسببت بعض الأضرار. إثر ذلك، وبناءً على معلومات أمنية وشهود عيان، توجهت دورية من الجيش إلى محلة "وادي الرعيان" في جرود عرسال، لمعاينة المنطقة.
وعقب إطلاق الصواريخ، تجمع عدد من أهالي اللبوة وقطعوا طريق عرسال ــــ اللبوة، وحطموا سيارتي بيك آب عائدتين لأهالي بلدة عرسال. ومساءً أُفيد عن سقوط أربعة صواريخ على وادي الرعيان، ما أدى إلى جرح محمد علي الحجيري من عرسال.
وفي تطور أمني آخر، لكن في الجنوب، شغلت إسرائيل بسقوط إحدى طائراتها التجسسية من نوع "MK" بظروف غامضة، في بلدة ميس الجبل الحدودية. واجتاز أمس أحد عشر جندياً إسرائيلياً السياج التقني في منطقة كروم المراح مقابل البلدة، من دون أن يتخطوا الخط الأزرق. وأفاد شهود عيان من الأهالي بأن جنود العدو انتشلوا ثلاث قطع للطائرة.
وشهدت المنطقة، في المقابل، تحركات لدورية مشتركة من الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل". وأوضحت قيادة الجيش في بيان أن الدورية الإسرائيلية أطلقت عياراً نارياً في الهواء، وقد اتخذت وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة الإجراءات الدفاعية المناسبة لمنع قوى العدو من خرق الأراضي اللبنانية.
على الصعيد الداخلي، استرخت الساحة السياسية وسط الأجواء التوافقية واللقاءات المباشرة بين الخصوم داخل وخارج مجلس الوزراء الجديد الذي عقد أولى جلساته في قصر بعبدا أمس. فيما تواصل الدعم العربي والغربي للحكومة. وفي السياق، أبرق رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي إلى رئيس الحكومة تمام سلام، مهنئاً بتشكيل الحكومة، وأعرب عن أمله "بتحقيق المزيد من التطور للعلاقات الأخوية الصادقة بين البلدين والشعبين السوري واللبناني في كل المجالات، وتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار والرخاء لهما".
كذلك أبرق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجة السوري وليد المعلم، إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مهنئاً.
من جهة أخرى، أمل وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش"أن تنسحب الأجواء الإيجابية نحو إنجاز البيان الوزاري بعد أن خيّمت على عملية تأليف الحكومة"، وأكد "أن مهمة هذه الحكومة تهدئة الأوضاع في البلد وقطع الطريق على من يحاول جرّ الداخل اللبناني نحو الفتنة، وبالتالي، مواجهة الموجة التكفيرية الإرهابية". وشدّد على "أن من مهمات الحكومة أيضاً إحياء عملية التواصل بين مختلف المكونات اللبنانية".
من جهته، أعلن وزير التربية إلياس بو صعب، بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتل التغيير والإصلاح في الرابية "أننا سنعيش فترة إيجابية في فترة الحكومة". ولفت إلى أن "دور هذه الحكومة الوصول إلى احترام الحياة الديموقراطية وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات النيابية". وأكد بو صعب أن "الأجواء إيجابية في الحكومة"، لافتاً إلى أن "لا أحد يدخل إلى الحكومة ويفكر بعقلية الصقور، بل يجب أن تكون الحكومة كلها من الحمائم، ونحن ندخل بعقلية الحمائم، لكن لا أحد يغش".
من جهته، نفى عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني، ما قاله رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، عن وساطة يقوم بها بين الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وأكد أن "أي انفتاح نحو الآخر لن يكون على حساب حلفائنا في قوى 14 آذار، ولن نتخلّى عن مبادئ ثورة الأرز الأساسية والمبادئ التي وردت في إعلان بعبدا ومذكرة بكركي الوطنية من ناحية السلاح غير الشرعي وضرورة تحييد لبنان عن أزمات المنطقة". ونفى عضو كتلة المستقبل النائب جان أوغاسابيان أن يكون قد حصل خلال لقاء تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، بحث أو تفاهم حول انتخاب رئيس للجمهورية.
من جهة أخرى، أشار نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان، إلى ان "حزب الله سيكمل مشاركته في الحرب السورية، وبالتالي هذه الحكومة مسقطة لمفهوم قيام الدولة". ورأى أنه "يجب على الحكومة أن تكون جامعة حول مفهوم الدولة، والمطلوب تغيير سياسة الأفرقاء وليس للمواقع الوزارية". وأوضح عدوان أن "هناك توجهاً إلى حجب الثقة عن الحكومة لكن حزب القوات لم يتخذ قراره النهائي بعد". بدوره أكد عضو كتلة "القوات" النائب فادي كرم أن "القوات" لم تخطئ في الحسابات ببقائها خارج الحكومة. وأوضح أن "القوات تعنيها أساساً هوية الحكومة السياسية والدور الذي ستلعبه في إدارة البلاد، وإذا كان حزب الله سيتبنى إعلان بعبدا ويتخلى عن الثلاثية، تكون القوات قد وصلت إلى هدفها".
ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي، خلال احتفال بالذكرى السنوية لاستشهاد الشيخ راغب حرب، أنه "مهما كانت التشكيلة الحكومية، ومهما كان الرأي فيها والاعتراضات عليها، فإنها أفضل بكثير من الفراغ ومن السعي إلى الفراغ، ونحن ننتظر استحقاقات دستورية داهمة لكي يبقى لبنان بخير".