
... كلها انتهت بلقائين واتصالين بين عون والرئيس سعد الحريري، وبين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري، بمواكبة من الوزير وائل أبو فاعور. بجهود هؤلاء، ستبصر الحكومة النور اليوم... إلا إذا.
بعدما يفرغ رئيس الحكومة المكلف تمام سلام اليوم من صلاة الظهر في مسجد قريب من منزله في المصيطبة، ينتقل إلى القصر الجمهوري في بعبدا. سيجتمع برئيس الجمهورية ميشال سليمان. ويبحثان في أمر التشكيلة الحكومية ويتفقان عليها، بما ان القوى السياسية التي اتت بهما إلى حيث هما، متفقة عليها. ثم ستصدر مراسيم قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وتأليف حكومة سلام.
هذا السيناريو هو المتوقع حدوثه اليوم... إلا إذا لم تُحل «العقد الجانبية فالعقد الرئيسية وجدت طريقها إلى الحل. انتهت فكرة المداورة، من خلال موافقة الرئيس سعد الحريري على إبقاء وزارة الطاقة ضمن حصة تكتل التغيير والإصلاح، ولكن في يد ممثل حزب الطاشناق النائب أرتور نزاريان. كما قبل بأن يتولى الوزير جبران باسيل حقيبة الخارجية، لكي تبقى وزارة الدفاع بيد وزير أرثوذكسي من حصة رئيس الجمهورية، أو كاثوليكي، مع ما يعنيه ذلك من إعادة توزيع للحقائب.
وحتى ليل امس، لم يكن رئيس الجمهورية قد وافق على الصيغة الجديدة للتوزيع الطائفي لحقيبتي الدفاع والخارجية. اما «الغاضب الأكبر، فكان سلام الذي «لم يهضم بعد تجاهل تيار المستقبل له، خلال مفاوضات الحريري مع النائب ميشال عون. فالحريري تخلى، عملياً، عن «مبدأ المداورة الذي ورّط تيار المستقبل سلام به، بحسب مصادر وسطية. كذلك خذل الحريري الرئيس المكلف، بعدما حُرِم مرشح الأخير، داني قباني، من وزارة الطاقة التي أبقيت في عهدة تكتل التغيير والإصلاح، «وهو ما كان خطاً أحمر مستقبلياً طوال الأشهر العشرة الماضية
العقدة الثالثة هي في تسمية مرشح تيار المستقبل لوزارة الداخلية. فحتى ليل امس، لم يكن التيار الأزرق قد أفصح عن اسم مرشحه لتولي «أم الوزارات
بعض المعنيين بمشاورات التأليف تساءلوا عما إذا كان هناك «فخ ما ينصبه المستقبل، لتقع فيه مشاورات التأليف اليوم
الاتفاق الأخير، الذي رعاه النائب وليد جنبلاط بين فريق 8 آذار والحريري، يقضي بعدم اختيار شخصية استفزازية لـ «الداخلية
حُكي عن تسليم هذه الحقيبة إلى اللواء أشرف ريفي، «لكن طرح اسمه كان بهدف رفع سقف التفاوض، لدفعنا للقبول بأسماء أخرى على قاعدة انها أقل استفزازاً من ريفي، تقول مصادر في 8 آذار. ثم سُحِب اسم ريفي ليتقدم اسما جمال الجراح وسمير الجسر.
لكن ليل امس، أقصي اسم الجسر من التداول، وقالت مصادر المستقبل إن الجراح سيتولى وزارة الشؤون الاجتماعية، ليظهر اسم سليم دياب مرشحاً لتولي الداخلية، مع عودة اسم ريفي للتداول بقوة.
هو مشروع خلاف إذاً.
لكن مصادر القوى الرئيسية (حزب الله وحركة والتيار الوطني الحر وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي) كانت تؤكد ان الحكومة ستبصر النور، اليوم، قبل مهرجان 14 شباط، وقبل سفر الرئيس نبيه بري إلى الكويت.
اما سليمان، الغاضب بدوره من تجاهل القوى الرئيسية له خلال عملية التفاوض الجدية، فكان يؤكد امام زواره والمتصلين به ان الحكومة ستبصر النور اليوم، بتوافق المعنيين، او بصيغة الأمر الواقع!
وكانت وتيرة المشاوات قد تصاعدت امس، من خلال اجتماعات واتصالات بين ممثلي مختلف القوى التي تنوي المشاركة في الحكومة.
وحتى ليل امس، كانت مسودات التشكيلة الوزارية التي لا تزال عرضة للتغيير قد رست على الآتي:
تكتل التغيير والإصلاح: الخارجية (جبران باسيل)، الطاقة، التربية، والعمل (روني عريجي عن المردة)
الكتائب: الإعلام (سجعان القزي)، البيئة (ألان حكيم) العدل (رمزي جريج الذي يصر «تيار المستقبل على أنه ليس كتائبياً بل ينتمي إلى فريق 14 آذار)
حركة امل: المالية والأشغال
وليد جنبلاط: الصحة والزراعة
بطرس حرب: الاتصالات
تيار المستقبل: الداخلية، الشؤون الاجتماعية، الاقتصاد (للأقليات: باسم الشاب أو نبيل دو فريج)، والتنمية الإدارية
رئيس الجمهورية: الدفاع والمهجرين
تمام سلام: السياحة والثقافة
المفارقة في كل المسودات التي جرى تداولها ان أياً منها لم يذكر اسم وزير من حزب الله. فلا سلام عرض على الحزب اقتراحاته للحقائب، ولا الحزب سلّم سلام أسماء مرشحيه، لانه كان يرفض ذلك قبل حل العقدة بين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر.
من جهة اخرى، يغادر الرئيس بري بيروت بعد ظهر اليوم الى الكويت تلبية لدعوة رسمية ومنها يتوجه الى ايران فألبانيا تلبية لدعوة رسمية من نظيره الألباني.
وكان رئيس الجمهورية أعرب عن أمله خلال ترؤسه في قصر بعبدا أمس اجتماعاً أمنياً قضائياً في «أن يعي القادة السياسيون خطورة المرحلة وما يخطط للبنان فيسارعوا الى التعاون في سبيل تشكيل حكومة جديدة تشكل المرجعية التنفيذية والمظلة السياسية للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة
من جهته، أكد الرئيس ميقاتي «أن هناك أموراً إيجابية وجيدة ويمكن أن تبصر الحكومة النور قريباً
بدوره، أمل جنبلاط ان يكون انجاز الجيش فاتحة خير لالقاء القبض على كل الشبكات التي تخطط لأعمال إرهابيّة، داعيا مكونات المجتمع السياسي اللبناني الى تلقف الفرصة الهامة ومحاولة تنظيم الاختلاف السياسي.
وفي الفاتيكان، اكد البابا فرنسيس اهتمامه البالغ بالاوضاع في الشرق الاوسط عموماً وفي لبنان خصوصاً. جاء كلام البابا خلال لقائه المشاركين في اعمال مجمع التربية الكاثوليكية، ومن بينهم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي بصفته عضوا في المجلس.وسيلتقي البابا الاسبوع المقبل الراعي للمرة الثانية.
على صعيد آخر، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف نواف حسين، تبعا لملف عمر الأطرش، أي الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح والاشتراك في جريمتي تفجير حارة حريك، وأحاله إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه.
من جهته، أصدر قاضي التحقيق العسكري عماد الزين مذكرة توقيف وجاهية في حق محمد.ع في جرم الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح تبعا لملف جمال دفتردار، وطلب الموقوف الاستمهال لتوكيل محام، فأرجأ القاضي الزين الجلسة إلى الاثنين المقبل.
توقيف شخصين كاد يشعل التبّانة
الى ذلك، كاد توقيف الجيش شخصين في منطقة باب التبانة في طرابلس أمس أن يشعل معركة معه. فقبل الظهر، أوقف حاجز للجيش محمد عبد الكريم السيد لحيازته مسدساً حربياً غير مرخص. وسرعان ما توتر الوضع، إذ إن الموقوف شقيق الشيخ خالد السيد الذي يحظى بحضور لافت في المنطقة. وسرعان ما عمد شبان في المنطقة إلى قطع بعض الطرق بالإطارات المشتعلة، وأطلقوا الرصاص في الهواء بكثافة. وترافق ذلك مع انتشار مسلح وإلقاء قنابل يدوية وأصابع ديناميت في شارع سوريا وفي مجرى نهر أبو علي، ما أدّى الى شلّ الحركة.
وقبل أن يفرج عن السيد، كان حاجز آخر للجيش في باب التبانة يوقف م. منصور وزوجته (شقيقة أ. منصور الذي أوقفه الجيش في عرسال) لحيازته مسدساً حربياً غير مرخص، الأمر الذي رفع منسوب التوتر. وعلى الفور تدخلت فاعليات باب التبانة وأجرت اتصالات لحل المشكلة قبل تفاقمها، بعدما استقدم الجيش تعزيزات عسكرية إلى المنطقة ووضع جنوده في حالة استنفار. وأثمرت الاتصالات عن إطلاق سراح الموقوفين، وانسحاب المسلحين من الشوارع وإعادة فتح الطرقات.
ref:wataniya