
لا يزال الموضوع الحكومي قيد التشاور بين قوى 8 آذار بقيادة رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقوى 14 آذار عبر رئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة وهو يتركز على البيان الوزاري للحكومة العتيدة، فيما رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ينتظران النتائج.
وتردّد في أوساط أكثر من جهة، بينها مقرّبون من الرئيس المكلّف أنه "في حال تمّ الاتفاق على التشكيلة، والاختلاف على البيان الوزاري، يمكن أن يرحّل النقاش إلى مجلس النواب، وبالتالي لا تحصل الحكومة الجامعة على ثقة المجلس، وتصبح حكومة تصريف أعمال لا تشبه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ولا حكومة الأمر الواقع، وعندها يمكن أن تتسلم السلطة في حال تعذّر إجراء الانتخابات الرئاسية". ولا تنفي مصادر قوى 8 آذار أن تكون هذه الفكرة قد ولدت، أو تمّ تداولها في أوساط النائب وليد جنبلاط، في حين تقول مصادر قوى 14 آذار إن "الوقت لا يزال مبكراً على هذا الطرح".
ووصفت مصادر نيابية بارزة في تيار المستقبل النقاش بين فريقي 14 و8 آذار بشأن موضوع البيان الوزاري بـ "الهادئ". وأشارت لـ"الأخبار" إلى أن "الرئيس بري يبدي تجاوباً حتى في صيغة البيان، لكن 8 آذار تريد أن يتم البحث في البيان بعد تقديم التشكيلة الوزارية، بينما نحن نصرّ على مناقشة البيان قبل التشكيلة". ولفتت إلى أن "تيار المستقبل ليس وحده، ونحن نحتاج إلى النقاش أيضاً مع شركائنا في 14 آذار".
على المقلب الآخر، أشارت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"الأخبار" إلى أن "الأجواء الإيجابية التي تظهر الآن يمكن أن يبنى عليها، لكن ما تم لمسه حتى الآن من الإيجابية السعودية يمكن القول عنه إن المملكة لا تمانع قيام حكومة جامعة، إلا أن الأمر لم يصل إلى حدود الترحيب". وأكدت المصادر أن "العقدة التي تظهر حتى الآن هي النقاش الداخلي بين قوى 14 آذار، وبالتحديد يبدو رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هو العقدة، والرئيس بري وفريقنا ينتظران أن تنتهي التباينات ومعالجة الموقف العام لقوى 14 آذار". كذلك لفتت المصادر إلى "أن هناك أصواتاً داخل تيار المستقبل تعترض على الحكومة الجامعة، وغير مقتنعة بالحل، وموقف التيار عموماً يتناغم مع الدخول الأميركي والأوروبي على خط الحكومة الجامعة من بوابة الاستقرار اللبناني، تزامناً مع تحريك الجماعات السعودية المختلفة في سوريا لضرب ما يسمّى بداعش".
وقالت مصادر نيابية في قوى 8 آذار مطلعة على النقاشات مع المستقبل، إن "ما يحاول السنيورة الآن الإصرار عليه في ما يتعلق بمناقشة البيان الوزاري قبل التشكيلة الحكومية، هو نقاش خارج السياق الإيجابي، لأن الجميع تقريباً متفقون على أن موضوع البيان الوزاري سابق لأوانه".
ولم تتوقف الاتصالات أمس بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية والأمانة العامة لـ14 آذار،"لمناقشة شروط المشاركة في الحكومة"، على ما أكدت مصادر قوى 14 آذار. وأشارت المصادر إلى أن" شيئاً لم يحسم حتى الآن، والجميع بانتظار إطلالة الرئيس سعد الحريري الاثنين المقبل على شاشة المستقبل، والأمور ما زالت في المستوى الأول".
دعم إيراني
وتواكبت اللقاءات والاتصالات مع جرعة دعم إيراني عبّر عنها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي أكد أن بلاده "تشد من أزر القيادات والمرجعيات اللبنانية في المساعي الحميدة التي تبذلها حالياً من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة". وفي حين زار وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور السعودية مساء أول من أمس، نقلت وكالة "أخبار اليوم" عن مصادر متابعة أن "الزيارة تهدف الى تسلّم رسائل سعودية واضحة بشأن ملف تأليف الحكومة العالق منذ أشهر"، بينما قالت مصادر أخرى إن الزيارة لا علاقة لها بالملف الحكومي.