
بحق الله قولوا لنا ماذا بقي لنا لنعود؟ ماذا يجعل اولادنا يرغبون في العوده؟ ما دامت اخبار الانفجارات والقتل والتدمير تغطي كل اخبار لبنان على صفحات الكمبيوتر امامهم.
ويلٌ لكم يا جبابرة العنف من غضب الله عليكم. دمرتم خضاراً رباني المولد. حرقتم بيوت الايتام. شردتم العجز. وقتلتم اطفالا في بطون امهاتهم. ولم يغمض لكم جفن في جنازة شاب في مقتبل العمر خطفه الموت من امام اصحابه في بدايات السنة الجديده .
الى أين بحق الله قولوا لنا الى اين انتم مستمرون بهذا الطريق والى متى؟
الى متى تتصارعون على كرسي الرئاسة ما دمتم كلكم بلا رحمة وبلا قلب؟ كثر منكم تعودوا على رشوة الضمائر. كيف بحق الله كيف؟ لما لا نختاركم بقناعة؟ ولكنكم أسوأ انواع البشر. هل فعلاً تتهتمون بكرسي فارغ من هوية وطن؟
قولوا لي بحق الله ماذا كتبتم في كتب التاريخ البناني العاصر؟ وأي تاريخٌ سطرتم في الكتبِ لتتعلمه الاجيال من بعدنا؟ ماذا سيقرأ اولادنا لو فكروا في فتح كتاب تاريخ عن لبنان؟
أمي ارجوك لا تحزني اذا قلت لكي أني لن ولن أعود الى لبنان. ليس لأنني لا احب واعشق تراب هذا الوطن، بل لأنني لا اريد لأولادي الزل والهوان في بلدهم لبنان.
يا خساره يا وطن! احببناك منذ الولادة وحملنا ارزتك في صدورنا وساماً. وعشقنا ترابك رغم البعد عنك في الغربة. وفدينا الغالي والرخيص لك. واعطيناك دماء شهداء ليوم الدم. ولم نعد قادرون ان نكمل هكذا ونعطيك اكثر.
محوا هويتك من داخلنا واجبرونا على حمل هوية آخرى كنا لا نريد حملها. ولكن لا خيار لنا، إما الموت في بلدنا، أو العيش في غربة في آخر بلاد العالم .
لا نريد العودة. لا نريد لأولادنا الزل. لا نريد دماءاً اخرى تهدر. لا نريد دمارا. لا نريد لا نريد وسنصرخ بأعلى صوتنا أننا لا نريد .
الرحمة لشهداؤنا الابرار. الرحمة لكل أمٍ خسرت ولدها. الرحمة لكل زوجة خسرت زوجها. الرحمة لكل أخت خسرت شقيقها. الرحمة للجميع.
واسفاه على ما وصلت له يد الغدرِ.
عشتم وعاش لبنان سيدا حرا مستقلا تروى ارزته من دماء شهدائها البواسل .
روندا يوسف الحمشاوي