ليل الثلاثاء نهار الأربعاء، وكما العادة، أصعد إلى دير عنايا للصلاة، وأركن سيارتي إلى جانب الطريق .فوق البحيرة المشرفة على الدير بعد انتصار ألمانيا على البرازيل، أتفاجأ بمجموعة من السيارات تمرّ إلى جانبي، ويصعد شخص منها يصرخ بي ( يا ...تعا معنا )...شباب متحمّس، ولم أبادر إلى الرد أم حتى النظر إلى السيارات. بعد أقل من دقيقة، تمر سيارة فيها شاب ينظر إلى سيارتي ويتابع، وما هي إلّا لحظات، عادت .السيارة وفيها ثلاثة شباب وسائق السيارة على ما أذكر ملتح توقفت السيارة وسألني شاب: "ماذا تفعل هنا؟ ومن أين أنت؟". كان جوابي مختصر، "أصلّي"، وانطلقوا ضاحكين بطريقة لم تعجبني. عندها، قررت التوجه إلى حاجز الجيش في عنايا خوفاً من أن تكون سيارة .الـ"بي أم" الذهبية اللون تلاحقني لسلبي، فتفاجأت .بأن السيارة والشباب يتحدثون إلى عناصر الجيش نزلت من السيارة، وتوجهت إلى عنصر من الجيش سائلاً: "بس بدّي أعرف مين هودي الشباب وبأي حق تنتهك حرمة المصلّين بهل طريقة؟ ."ومن حقي أعرف لأن فكرتهم بدن يسرقوني |
.وهذا حقهم
تفاجأت أنّ الشباب أبلغوا الحاجز عن سيارتي واتصل الضابط بقيادته مؤكداً أنّ كل شيء قانوني. شكرت العناصر، واعطيت رقمي للضابط المسؤول ووضعت نفسي في خدمة الجيش، لكن رغبت في معرفة هوية الشباب، فقيل لي أنهم من بلدية عنايا، عندها أكّدت من جديد أنّ من واجبهم التعريف عن أنفسهم، وتفاجأت بتبليغهم عنّي
.في وقت أصعد بشكل يومي إلى عنايا للصلاة
صباح اليوم، اتصلت برئيس بلدية عنايا وبرئيس دير مارمارون ومن واجبي إبلاغهما عن ما حصل معي، وكانا أكثر من متجاوبين. وعرفت بعدها من رئيس البلدية أن الشباب لا علاقة لهم بشرطة البلدية وأبلغا أنّ سيارة فيها شاب ملتح متوقفة قرب الدير
.مما أثار فضولهم
:في ظرف أمني دقيق كهذا، كمواطن لبناني أسأل
هل أصبح كل مواطن لبناني ملتح معرّض للملاحقة؟-
هل يمنع المسيحي من الصلاة في عنايا لأنّه ملتح؟-
هل تخويف شاب مسيحي يصلّي في عنايا وتوقيفه يساعد الأمن؟-
أم على بعض الشباب الانتباه إلى الطريقة التي يتم التحدث بها مع الاشخاص لأن في هذا البلد أناس تعترف بسلطة
.القانون والقوى الأمنية الشرعية
أوجّه التحية للجيش اللبناني الساهر على أمن المواطن، لكن على بعض الشباب المتحمس عدم تعريض أمن وسمعة-
.مواطن آخر للمضايقة فقط للاشتباه به
،كيف يحق لمواطنين مدنيين ملتحين أيضاً التوقف والتحدث إلى الناس بطريقة تثير الخوف، ودون التعريف عن أنفسهم-
أليست هذه مخالفة لأبسط قواعد الحرية الفردية وربما هي بمثابة انتحال صفة أمنية؟
أمّا السؤال الذي بادر إلى ذهني وأتمنى أن أكون مخطئاً، وبما أنّ قرية عنايا متاخمة لقرى أخرى مهددة أمنياً من قبل ما يسمى "داعش"، أتمنى ألّا يكون ما حصل بالأمس صورة عن الأمن الذاتي المفروض في مناطق أخرى من لبنان، وفي حال كان الشباب من عنايا، أطلب وكمواطن لبناني من السلطات الأمنية اعتذارهم منّي على ما حصل ويحق لي معرفة هوياتهم، وأضع مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بصورة ما حصل حماية
.لكل مصلّ في مارشربل أم سواه، ونحن تحت سلطة القوى الأمنية والقانون
هيثم الشاعر